الجزائر - A la une

باتت تساهم ب10 بالمائة في إنتاج زيت الزيتون في تيزي وزو


باتت تساهم ب10 بالمائة في إنتاج زيت الزيتون في تيزي وزو
تعد شجرة الزيتون لمعاتقة، 25 كلم جنوب غرب تيزي وزو، شعار ثقافي يرتبط به القرويون بفخر ويمثل إمكانيات اقتصادية هامة يتوجب تثمينها. وفي هذه القرية الملتصقة بمنحدر جبلي منخفض العلو (620 م) تمتد بساتين الزيتون على التلال والوديان وتحيط بالقرية بأكملها مشكلة ديكورا أخضر غامقا. وتضم بلدية معاتقة مساحة مخصصة لأشجار الزيتون تتربع على 3000 هكتار أي ما يمثل نسبة 80 بالمائة من المساحة الفلاحية الصالحة للزراعة وهي تتميز بمناخ معتدل وأمطار معتبرة مما يؤهلها أن تكون منطقة مشجعة على زراعة الزيتون بامتياز، حسب مختصين في الميدان. وأوضح مزياني حسين، رئيس جهة معاتقة، وهي هيئة تشرف على بلديات تيرميتين وبني زمنزر وسوق الاثنين ومعاتقة، أن معاتقة تساهم بمعدل سنوي يقدر بحوالي 10 بالمائة في إنتاج زيت الزيتون بولاية تيزي وزو. وخلال موسم 2016 /2017، ساهمت هذه البلدية في الإنتاج الولائي ب36.000 قنطار من الزيتون و684.000 لتر من زيت الزيتون، وفقا لذات المصدر، الذي أشار إلى أن معاتقة تعتبر أهم بلدية من حيث المساحة المخصصة لغرس أشجار الزيتون وإنتاج زيت الزيتون. وذكر مزياني أن إنتاج زيت الزيتون بهذه المنطقة يعرف ارتفاعا متواصلا ومنتظما بفضل برامج تشبيب وتوسيع البساتين مضيفا أن المنتجين المحليين بذلوا خلال الخمس سنوات الماضية مجهودات استثنائية لتحسين نوعية الزيت وخفض نسبة حموضتها. من جهتها تبذل جمعية تيكجديت ولجنة قرية آث زعيم ببلدية معاتقة جهودا معتبرة في المجال حيث تنظم كل سنة ومنذ سبع سنوات احتفالا بالزيتون علما أن طبعة 2017 جرت من 21 إلى 25 مارس الفارط. ولعبت هذه التظاهرة دورا هاما في تحسيس المنتجين بالممارسات الصحيحة التي يجب اتبعاها لإنتاج زيت ذو نوعية.، وتقوم هذه الجمعية على هامش هذا الاحتفال بتنظيم محاضرات حول الخطوات التي يجب إتباعها لجني الزيتون وتخزينه وعصره، حسبما أوضحه حسين عصماني، رئيس الجمعية.إحصاء 32 معصرة للزيتون ببلدية معاتقةغير أن بلدية معاتقة تسيطر عليها المعاصر التقليدية للزيتون، إذ من بين 32 معصرة تحصيها هذه المنطقة نجد 25 منها تقليدية و2 نصف آلية وخمس معاصر فقط عصرية، كما أشار إليه مزياني. ويفضّل العديد من منتجي الزيت الاحتفاظ بمعاصرهم التقليدية مع الشروع في إجراءات لتحسين نوعية الزيت وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في النوعية، حسب مختصين. ويرى المهندس الزراعي والمكلف بالإنتاج بمديرية المصالح الفلاحية لتيزي وزو، كريم كورابة، أن نوعية الزيت المنتجة في المعاصر التقليدية لا تتأثر بالطريقة المستعملة في عصرها ولكن بطريقة تخزينها قبل العصر. إذ من الممكن أن تطول مدة التخزين خاصة إذا كان الإنتاج جيدا ووفيرا. ولفت ذات المسؤول إلى أن طاقة إنتاج المعاصر التقليدية منخفضة مقارنة بالمعاصر نصف الآلية أو العصرية ولهذا تطول مدة عصر الزيتون والتي لا يجب أن تتجاوز ال72 ساعة عقب جنيه للحصول على زيت ذو نوعية جيدة. وقال كورابة أن طاقة عصر الزيتون بالمعاصر التقليدية تقدر ب20 قنطار في اليوم بينما تصل في المعاصر العصرية إلى غاية 160 قنطار من الزيتون في اليوم مما يخفض مدة التخزين على مستوى هذه الوحدات. واستنادا لتحاليل أجريت على عينات من زيت الزيتون المعصور في معاصر عصرية وأخرى تقليدية، أوضح نفس المسؤول أن نوعية الزيت ترتبط أيضا بنوعية الزيتون في حد ذاته حيث يجب أن لا يكون هذا الأخير متضررا بطفيليات، خصوصا ذبابة الزيتون أو بمدة تخزين طويلة ويبقى في أكياس مغلقة مما يشجع على التخمر ونمو الطفيليات. وفي هذا الصدد تنظم مديرية المصالح الفلاحية لتيزي وزو والمعهد التكنولوجي المتوسط الفلاحي المتخصص وجمعيات أخرى أياما إعلامية بانتظام لفائدة منتجي الزيتون لتحسيسهم حول مراحل إنتاج زيت الزيتون وجنيه وعصره بهدف تحسين نوعية الإنتاج.زيت الزيتون.. مادة هامة في الطبخ المحليويعد زيت الزيتون مادة هامة في المطبخ المحلي ولا يستغنى عنه في مطبخ معاتقة، مثلما هو الشأن بالنسبة لكافة سكان القبائل. فلا يمكن تصور إعداد خبز جيد ولذيذ أو طابق كسكسي دون زيت الزيتون أو الحميس وهي سلطة الطماطم والفلفل الحار والفلفل الحلو المشوية، حسبما أكدته ربات بيوت بقرية آث زعيم، إذ تدخل هذه المادة في كل وصفات المطبخ المحلي. وتستعمل زيت العصر الأولى في الموسم لتحضير الفطائر كما تستعمل مشتقاته على غرار القشور التي تغطي اللب والمسماة محليا اشلبو لتغذية الأنعام بعد خلطها مع الشوفان. وفي الماضي، كانت هذه المادة تخلط مع الدقيق لصنع الخبز. أما ما يبقى في قاع البراميل فكان يستعمل في صنع الصابون التقليدي. ووعيا منهم بأهمية المحافظة وترقية هذا الموروث الفلاحي والخبرة في استعماله مع تحسين طريقة عصر الزيت يبذل سكان معاتقة جهودا لتشجيع هذا الإنتاج المحلي الذي يعد شعار المنطقة. واستطاع ثلاثة منتجين من المنطقة وهم عبدلي ورايب وعكوش كسب رهان النوعية ونجحوا في إدخال الزيت التي ينتجونها إلى أسواق البلدان المجاورة خصوصا المغرب والأسواق الأوروبية كفرنسا وإيطاليا، حسب رئيس جمعية تكجديت ، مؤكدا أن الجهود ستتواصل لجعل من معاتقة منتجا معروفا ومطلوبا من طرف المستهلك.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)