الجزائر - A la une

انهيارات مباغتة بقسنطينة تهدّد حياة السكان




تعرف عاصمة الشرق الجزائري مشكل الانزلاقات، التي تهدد حياة السكان القاطنين بأحياء سكنية تعود للحقبة الاستعمارية، وانهارت بناية بأكملها بشارع بلوزداد، ما آثار هلع وخوف السكان مجددا، لاسيما وأن المنطقة عرفت سابقا انهيارات خطيرة أرجعها المختصون إلى وجود المياه الجوفية بكثرة تحت الأرض، الأمر الذي يحفز من انزلاق الأتربة وانهيار البنايات.تعاني هذه الإشكالية منها معظم أحياء قسنطينة العتيقة والتي لا تنفك وتتفاقم، لاسيما مع تردي وسوء الأحوال الجوية، الذي يؤدي في غالب الأحيان إلى الانهيارات المباغتة، بما فيها خطر الموت تحت الأنقاض، الذي يهدد سكان هذه المباني التي تعتبر ضمن تراث المدينة العتيقة.
على هذا الأساس، أكّد في وقت سابق والي قسنطينة، العمل وفق لجنة ولائية مكلفة مع جميع المديريات التنفيذية التقنية البلدية، الولائية، المخابر ومكاتب الدراسات، والتي يشرف على هذه الأشغال لجنة مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية قسنطينة، فضلا عن توليها مهمة التنسيق بين كافة الجهات، والهيئات المتدخلة في هذا الملف الحساس، مهمة تجميع كل المعطيات والتطورات المتعلقة بظاهرة الانزلاق.
وطالبت اللجنة بتشكيل بنك معلوماتي يتناول موضوع الانزلاق بمدينة قسنطينة، تحسبا لانطلاق أشغال الخبرة التي تعمل على تحيين المعطيات الجيوتقنية عن ظاهرة الانزلاق، حركة وطبيعة التربة، دراسة أجراها سابقا مكتب الدراسات «اركاديس سيميكصول»، وتحديدا سنة 2004.
وتهدف هذه الدراسة إلى دعم المدينة بخريطة عملية، تحدد وتضبط المناطق الصالحة للتعمير والمناطق المعرضة للأخطار الجيولوجية كالانزلاق والتجوفات الباطنية، والمناطق المعرضة لحركة الأتربة والانهيارات الصخرية، إلى غير ذلك من الأخطار، مثلما تعرفه بعض الأحياء بقسنطينة مثل حي بوالصوف وحي المنظر الجميل، حيث ستسمح هذه الخبرة بالتكفل الفعلي بهذا الملف.
وأوضح رئيس الهيئة التنفيذية، أن من شأن هذه الخبرة أن تعطي الحلول والتدابير التقنية والعملية، التي يجب اتخاذها لتفادي عواقب الانزلاق، والحد من توسع الظاهرة في النسيج العمراني، الذي يعرف كثافة ديموغرافية كبيرة.
وتم توجيه إعذار من المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للشركة البرازيلية، التي قامت بانجاز جسر صالح باي من اجل اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الجسر من تساقط الأمطار، وكذلك بانجاز شبكات لتصريف المياه، موجّها تعليمات لمدير الموارد المائية للإسراع في الأشغال الخاصة بتدعيم الخزانات المتواجدة بالطريق الغابي، فضلا عن مهمة إتمام الخبرة التقنية في هده المنطقة.
وبالنسبة لحي بوالصوف، فسيتم انجاز شبكات لتصريف مياه الأمطار والتطهير بالمنطقة المتضررة من الانزلاق، في انتظار ما ستسفر عنه الخبرة التقنية التي يجريها حاليا مخبر المراقبة التقنية للبنايات، من اجل حماية العمارات المشغولة من طرف السكان ومن اجل حماية المنطقة ككل.
أما فيما يخص عمارات شارع بلوزداد الواقعة في منطقة الانزلاق، فقد كلف رئيس البلدية بإجراء خبرة من طرف مخبر المراقبة التقنية للبنايات لتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)