الجزائر - A la une

«انتصار الشعب» ملحمة مسرحية صوّرت أحداث تاريخنا



شهدت ساحة الحرية بباب السبت في قلب مدينة البليدة نهار أمس، عرضا مسرحيا مبدعا في الهواء الطلق، التف حوله الجمهور وتدفق الصغار قبل الكبار، ليعيشوا نحو ساعتين من العرض المبدع، مشاهد لملحمة «انتصار الشعب»، مزج فيها أصحاب النص مراحل لتاريخنا الثوري، فضلوا أن تكون الانطلاقة من تاريخ احداث ال 8 ماي 45 وصولا إلى رفرفرة راية استرجاع الحرية في ال 5 جويلية من العام 1962.الملحمة كانت بحقّ تصويرا حيا لحقبات مرحلية تاريخية،، استطاع الممثلون من التلاميذ في الابتدائي والمتوسط، أن ينقلوا بصدق صورا تعبيرية، حاكت أحداثا ومعارك ومواقف ومشاهد، امتزجت فيها العاطفة بالحزن وبالانفعال والأسى، إلى حدّ أن بعض من تابعوا الملحمة في مشاهدها ذرفوا الدمع، لقوة نقل المشاهد المؤثرة وكيف ابدعوا في جعل من تابعها من الجمهور، يبحرون بخيالهم في قلب الحدث التاريخي، خاصة وأن الملحمة جاءت في مقصد من المشرفين، تنقل كيف كان الجزائريون يُعاملون ويحيون ويجاهدون عسكر فرنسا وفيالقه، التي لم ترحم لا الإنسان والجماد ولا النبات ولا الحيوان.
الملحمة استهلها أصحابها بأحداث تاريخ ال 8 ماي 1945، تحت وقع مؤثرات تصويرية وصوتية دقيقة، جعلت المتفرج «يعيش ويعايش لحظة وقوع الحدث»، نقل البراعم لابتدائية الاخوة قصار بقرواو، وتلاميذ متوسطة سيدي موسى محمد ببوفاريك، لحظات احتفال وخروج الجزائريين، هاتفين ومنتشين فرحا لتمكن الحلفاء من المحور، ولكن جواب فرنسا لم يكن بالتهليل والالتزام بوعد استقلال الجزائر، بل ردت عليهم بطلقات من النار، قتلت كل حي خرج في المظاهرات التاريخية، وخلفت حصيلة ثقيلة من الشهداء، وهنا جاء المشهد الموالي في نقلة مسرحية احترافية، حينما مرّ الممثلون في دقة مشهد، وصوروا قناعة الجزائريين، بأن الحل مع فرنسا هوالسلاح، لأن العدو لا يفقه إلا لغة النار، و»ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها»، ليرسم الممثلون جانبا من لهيب ثورتنا المقدسة، فجروها في ساحة الحرية، وتقمّصوا شخصيات «المجاهدين» شكلا وأداءً، وكانت المشاهد إبداعا لممثلين براعم، أثروا في الجمهور، وجعلوهم يغوصوا في تلك المرحلة الملحمية.
ولم يتوقف التصوير المسرحي في نقل المعارك وفصولها بين مجاهدينا وعسكر فرنسا، لينتقل المشهد إلى ال 19 مارس، وكيف تمّ الإعلان عن وقف إطلاق النار، برفع يفطات ولافتات مكتوبة، ثم جاءت اللقطة أو المشهد الذي جعل الحضور ينفعل بصدق، مع خروج الجزائريين إلى الشارع ورفع الأعلام والإعلان عن استرجاعنا للاستقلال، وحمل المشهد من الصور في إبداع تصوير، كيف للناس وهن يرتدين «الحايك» والسروال «لمدور»، والنساء تطلقن العنان للزغاريد، مع مزج متقن للأغاني وأناشيد الاستقلال، وتحول فضاء ساحة الحرية، إلى لوحة من الدخان الملون والألعاب النارية والبالونات الملونة، وانتهى العرض تحت أغنية «يحيا اولاد بلادي»، وانتهت الملحمة غادر الجمع، وكأنهم انتقلوا عبر الزمن إلى تلك الفترات التاريخية بدقة تصوير.
جدير بالتذكير، إلى أن الملحمة جاء في عمل منسق مع جمعية نسمات الثقافية لنشاطات الشباب ببوفاريك، وفي تأطير من المجلس البلدي والولائي للبليدة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)