الجزائر - A la une

اليوم الوطني للطفولة بلا حدث في بومرداس


مرّ، أمس، اليوم الوطني للطفولة المصادف ل15 جويلية من كل سنة في صمت ودون عناء على المؤسسات الاجتماعية والثقافية المكلفة بحماية وتنشيط هذه الفئة الأكثر حساسية في المجتمع، فلا مديرية النشاط الاجتماعي ولا الجمعيات الكثيرة التي ترفع شعار «الطفولة» بادرت الى تنظيم يوم إعلامي للحديث عن واقع هذه الشريحة بولاية بومرداس وأهم المكاسب المحققة بفضل البرامج المسطرة من قبل الحكومة ووزارة التضامن الوطني..كان من الواجب في مثل هذا اليوم الوطني الهام المقترن بعالم البراءة والطفولة أن تشهد مختلف مراكز الحماية الاجتماعية الكثيرة المنتشرة ببلديات بومرداس ومقرات الجمعيات الناشطة في هذا الحقل، وحتى البلديات حركية غير عادية وأنشطة في مستوى الحدث على الأقل لعرض حصيلة النشاطات المسجلة والنتائج التي حققتها برامج الحماية الاجتماعية للطفولة والأمومة وتحييد الطفل الجزائري من انعكاسات شتى أنواع الاستغلال والاعتداء النفسي والاجتماعي والقهر الاجتماعي الممارس في بعض المناطق وكذا طرق التكفل النفسي والبيداغوجي الحديثة المعتمدة بمراكز الحماية الاجتماعية التي جسدتها الدولة لصالح هذه الفئة التي ما فتئت تتضاعف سنة بعد سنة تماشيا مع النصوص والتشريعات القانونية التي سنت في هذا الشأن واستجابة أيضا للاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر المتعلقة بحماية الطفل.
كما كان من المفيد أيضا استغلال هذه المحطة إعلاميا للترويج لهذه السياسة الاجتماعية وأهدافها والإجراءات القانونية المستحدثة للتكفل الأمثل بهذه الشريحة من باب تذكير الآباء والأولياء وحتى الأطفال أنفسهم بحقوقهم الاجتماعية وكيفية النضال لتحقيقها وهي كثيرة تخص حق التعليم، الصحة، الترفيه وممارسمة مختلف الأنشطة الثقافية والرياضية وغيرها من الحقوق الأخرى التي تبقى مشروعة، والترويج لخدمة الخط الأخضر لحماية الطفل وكذا المادة 2 من قانون 2015 التي تصب في هذا الاتجاه، ومناسبة كذلك للتحذير من المخاطر الاجتماعية والآفات السلبية المحدقة بأجيال الغد خاصة ظاهرة المخدرات، التدخين، الأنترنت وانتشار العمالة وسط هذه الفئة التي تفتك بنسبة كبيرة من الأطفال بسبب انسحاب الأولياء وتراجع دور الأسرة وحتى المدرسة والمجتمع في التربية والتثقيف.
من ابرز التحديات التي تواجه عدد كبير من الأطفال والمراهقين بولاية بومرداس، هو انتشار هاجس العمل الموسمي في بعض الأنشطة الاقتصادية بالمناسبات، ومع بداية فصل الصيف وموسم الاصطياف، حيث بدأت تنتشر هذه الأيام في شواطئ الولاية ظاهرة البيع بالتجوال للمأكولات الخفيفة والمتاجرة في اللوازم البحرية من قبل أطفال وتلاميذ مدارس يجوبون الشاطئ ذهابا وإيابا من أجل كسب بعض الدنانير سواء لإعالة العائلة أولشراء الأدوات المدرسية وملابس العيد، إضافة إلى نشاط آخر يزداد انتشارا سنة بعد أخرى رغم التحذيرات التي رفعها المختصون والهيئات الاجتماعية وتتعلق بالفلاحة الموسمية الخاصة بنشاط جني محصول عنب المائدة كنشاط رئيسي بولاية بومرداس يمتد من شهر جويلية تقريبا حتى نهاية شهر نوفمبر، وهوالنشاط الذي بدأ يستقطب أعدادا كبيرة من الأطفال الذين يتجمعون في نقاط معروفة، مع بداية دخول قوافل الشاحنات علهم يفوزون بفرصة عمل أحيانا تكون على حساب أيام الدراسة شهر سبتمبر، وكل ذلك نتيجة غياب الوعي والمراقبة وحتى بتواطؤ من بعض الأولياء الذين يفضلون المال على حساب مستقبل أبنائهم وهي في الحقيقة مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف الفاعلة في هذا الملف، لكن ومع الأسف الكل غائب ولا احد يكترث لواقع الطفل وتحدياته المستقبلية.
———
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)