الجزائر - A la une

"الوعدة".. موروث شعبي يُبعث من جديد بولايات الغرب





تقليد تراثي كانت تستهدفه الجماعات الإرهابية وتعتبره "شركا"تحولت المهرجانات الفلكلورية الشعبية أو ما يسمى ب "الوعدة" إلى عادة دأب سكان العديد من ولايات الغرب الجزائري على تنظيمها وصار هناك تنافس شديد بين منظميها.و"الوعدة" كموروث شعبي يعود لفترات قديمة، كان المواطنون ينظمونها، وتراجعت هذه المهرجانات بل واختفت مع سنوات "العشرية السوداء" وحالة الطوارئ، حيث تم إلغاء العديد منها تجنبا لأي أعمال إرهابية كانت تعارض مثل هذه النشاطات وتصنفها ضمن الشرك بالله، وهو ما ترجمته العديد من التفجيرات وأعمال التخريب التي طالت أضرحة الأولياء.وبعدما كانت "الوعدة" مرتبطة بأولياء صالحين معروفين مثل وعدة "سيدي غالم" بطافراوي ووعدة "سيدي الخيار" بوهران، انتشرت هذه التظاهرات وأصبحت كل بلدية أو كل قرية تنظم "وعدة" وليس بالضرورة أن تكون ترحما على ولي صالح.وفي العامين الأخيرين تم إحصاء أكثر من 20 "وعدة" تم تنظيمها بوهران فقط، ويتواصل إلى الآن البعض منها، حيث أقام سكان بلديات شرقية مثل حاسي بونيف، بطيوة، شرق وهران قبل أسابيع قليلة هكذا تظاهرات شعبية، ولأول احتضنت بعض البلديات مهرجانات حاشدة من هذا النوع، مثل بلدية وادي تليلات التي نظمت قبل أسبوعين وعدة الولي الصالح سيدي بلخير وعرفت إقبالا جماهيريا كبيرا، وتم كما جرت عليه العادة إطعام الزوار وتنظيم ألعاب الفروسية بمشاركة فرق الغناء الفلكلوري وألعاب تقليدية مثل اللعب بالعصي وبيع مأكولات وحلويات تباع في هكذا مناسبات.وببلدية طافراوي فقط جنوب الولاية تم إحصاء 6 وعدات، فإضافة إلى الوعدة المشهورة "سيدي غالم"، أصبحت كل قرية تقيم نشاطا مماثلا ما يشبه التنافس بين المواطنين، وجرى الجمعة الماضية لأول مرة تنظيم وعدة بقرية الكحايلية عرفت مشاركة كبيرة لأصحاب الفروسية.وسيتم لأول مرة هذا الأسبوع إقامة وعدة "طافراوي"، كما تم قبل أسبوع ولأول مرة أيضا تنظيم وعدة ببلدية الكرمة وبإشراف من السلطات المحلية.وبولاية عين تموشنت الظاهرة نفسها انتشرت، ولعل أشهر المهرجانات الفلكلورية المعروفة وعدة حمام بوحجر، وعدة عين الأربعاء، تمزوغة وغيرها بحيث أصبح إحصاءها صعبا ويمكن القول إن هذا النشاط أصبح عادة لدى كل قرية أو بلدية.والأمر لا يختلف في ولايات أخرى في ولايات مجاورة، مثل ولاية معسكر التي شهدت مؤخرا وعدة غريس وغيرها، وكذا ولاية سيدي بلعباس.وفي بعدها الاجتماعي، تعتبر هذه النشاطات تعبيرا ودلالة على اللحمة التي تجمع الشعب الجزائري، وتزيد من توطيد علاقات أبنائه، إضافة إلى كونها موروث شعبي يحفظ تقاليد وعادات كادت تندثر، وهو ما ترحب به السلطات على اختلافها بل وأصبحت تشجعها وتؤطرها وتقدم لمنظميها كل الإمكانيات والوسائل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)