هي عملية ترمي إلى الحصول على ما يملكه الآخرون وهذا التعريف للسرقة يبدو أنه اجتماعي أو تعاملي غير أن السرقة إذا أريد تعريفها من الناحية النفسية فإنها:سلوك صادر عن حاجة أو رغبة وتؤدي إلى وظيفة معينة ،فكأن ظاهرة السرقة نفسية في بواعثها لأنها ترتكز على حاجات أو رغبات اجتماعية في نتائجها من حيث أنها تؤدي إلى الاستيلاء على ما يملكه الآخرون بدون حق ((د.حسين فيصل الغزي .علم النفس الطفولة والمراهقة،دمشق مطبعة جامعة دمشق 1986 ص167))
ولا يمكن للطفل في مستهل حياته أن يكون قادرا على التمييز بين ما يملكه الناس وبين ما يملكه هو ولكنه باتساع مداركه وتقدمه في السن ولا سيما بعد السادسة من العمر يكون مدركا لما يملكه الآخرون ولذلك فإن الاعتداء على ما يملكون يعتبر مشكلة.
يمكن النظر إلى السرقة من جونب ومظاهر عديدة:
أ)العدوان:السرقة عدوان من طرف السارق على ما يملكه الآخرون .
ب)الخيانة :السرقة نقيض للأمانة كفضيلة من الفضائل التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها في حياته.
ج)سوء التكيف:السرقة مؤشر على سوء تكيف الفرد السارق مع الآخرين نتيجة لما يعانيه من عوامل نفسية كالحرمان والإحباط وعدم إشباع الحاجات.
د)سوء التوافق الاجتماعي:السرقة تحمل الفرد على الانسحاب من المجتمع لشعوره بالذنب أو هذا يؤدي إلى عدم توافق السارق اجتماعيا مع الآخرين.
لا يمكن النظر إلى السرقة كحادثة متقبلة صادرة عن الفرد ،بل هي سلوك صادر عن الفرد يؤدي وظيفة معينة ،لهذا فإن عوامل عديدة تكمن وراء هذه المشكلة يصعب تحديدها بالدقة التي يتصورها البعَض.نظرا لتعدد الحاجات والرغبات التي تلح على الأطفال وتدفعهم إلى القيام بهذا السلوك الشاذ:
1-سد حاجة ضرورية أو إشباع ميل أو هواية من المتعذر تحقيقها لما لا يملك نفقاتها إلا بالسرقة مثل استئجار دراجة أو الذهاب إلى حديقة الألعاب .
2-إثبات الذات أمام الزملاء من خلال إشعارهم بأنه قادر على مجاراتهم في النفقات أو المكانة الاجتماعية .
3-الانتقام من الذين يكرههم أو يحقد عليهم ..فلا يجد إلا السرقة وسيلة لتحقيق كيده لهم. -فقدان الشعور بالأمن والرعاية والاستقرار نتيجة التفكك والاضطراب في الأسرة فيقوم الطفل بالسرقة ليلفت انتباه الوالدين إليه كأسلوب لا شعوري في إشباع حاجته إلى الأمن الذي يشعر بأنه مهدد أو كأسلوب للحصول على بديل مادي عن حنان الوالدين المفقود.
- تقهير الآباء وسكوتهم عن بوادر هذه السلوك الشاذ وتبريرهم الخاطئ لفعل السرقة وكقولهم مثلا: بأن الطفل مازال صغيرا ..أو لا يدرك ما يفعل دون زجره ومعاقبته بالأسلوب المناسب مما يشجعه على الاستمرار في هذا الاتجاه.
6-تأثر الأطفال ببعض الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التي تظهر اللص بمظهر البطل الذي يتمتع بالجاه والسلطة والقوة.
7-سوء التربية الأسرية التي لم تعود الطفل على احترام ملكية الآخرين أو تخليصه من الأنانية الزائدة التي تدفعه إلى محاولة الاستحواذ على كل الأشياء لنفسه حتى ولو كانت ملكا لغيره.
أ)أن نقف على الغاية التي تحققها السرقة في حياة الطفل الانفعالية ونبذل أقصى الجهد لمساعدته على إشباع هذه الرغبة الانفعالية بطريقة ترضيه وترضي المجتمع.
ب)أن نعمل على عدم تمكين الطفل من جني ثمار السرقة وعلى الآباء أن يتدبروا الأمر حتى لا تحقق السرقة الغاية منها،لأن السرقة تعطي لصاحبها إحساسا فوريا في المتعة والرضا ..في حين تأتي العقوبة متأخرة وقد لا تأتي مما يجعل فرصة التعزيز والتدعيم في السرقة أقوى منها في الكف أو الزوال عند الطفل.
ج)احترام ما يمتلكه الطفل حتى تعلمه احترام ملكية الآخرين...فكثير من الآباء يخطئون عندما يطالبون الطفل بالتنازل عن لعبه أو أدواته لأخيه الأصغر أو للأطفال الزائرين للأسرة مما يجعل الطفل مشوشا فيما يختص باحترام ممتلكات الآخرين.
د)تعزيز القيم والمعايير الاجتماعية والدينية والأخلاقية عند الطفل ولا يتحقق ذلك إلا من خلال إعطاء القدوة في السلوك من قبل الآباء والمربين ,
ه)توجيه الأبناء إلى الأفلام التي يشاهدونها والروايات التي يقرؤونها.
و)تجنب إشعار الطفل بالإذلال والمهانة والمبادرة إلى تشجيعه على مواجهة المشكلة بصراحة وموضوعية وتفهم حتى يتغلب عليها.
يتوجب على المربي(ة)وعلى المسؤولين عن دراسة حالات السرقة وعلاجها والاهتمام بما يلي:
أولا: التأكد مما إذا كانت حادثة السرقة عارضة أم متكررة مع وجوب مراعاة المرونة والتسامح في حالة السرقة الفردية العارضة التي وقعت دون تعمد من الطفل أو نتيجة لسوء فهمه وضعف إدراكه.
ثانيا: تجديد الوظيفة النفسية التي تؤديها السرقة عند الطفل بالكشف عما إذا كان الباعث إليها هو إشباع الحاجة أو تقليد الآخرين من قرناء السوء أو الانتقام من بعض الأطفال الذين يكرههم أو الغيرة والشعور بالنقص أو ضعف الإرادة أو الشعور بالحرمان من الحنان ولا بد من التركيز على دافع السرقة وعلاجه إذا أردنا مساعدة الطفل (طفل الروضة)على التخلص من هذه العادة المستقبحة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : toubrinet
صاحب المقال : عبدالنور توبرينات
المصدر : www.jsp59580.skyblog.com