الهوان العربي

حين اجتاحت الارجنتين جزر الفوكلاند التابعة لبريطانيا في اوائل الثمانينيات، قررت رئيسة الوزراء في تلك الفترة مارغريت تاتشر ارسال بوارج حربية وحاملات طائرات لتحرير الجزر، ولما سالها احد الصحفيين في ندوة صحفية عقب الإعلان عن القرار عن السبب الذي جعلها لا تطلب اجتماع مجلس الأمن لدراسة التطورات، ردت المرأة الحديدية بأن بريطانيا ليست دولة عربية حتى تطلب اجتماع مجلس الأمن، هذا هو حال العرب إذا لدى المخيلة الغربية مجرد دول لا حول ولا قوة لها، وتطلب النجدة من مجلس الأمن وهي تذبح، و هو ما يحدث حاليا حيث تعالت اصوات الحكومات العربية تطالب باجتماع طارئ لمجلس الأمن من اجل وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وأصوات هؤلاء تعي جيدا ان مجلس الأمن اقصى ما يمكن فعله هو ان يطلب من الضحية والجلاد ضبط النفس، وكأن هذا المجلس تأسس لينصح الجاني والضحية بضبط النفس، أما الجامعة العربية فهي مكبلة في هذا الشهر الفضيل كما تكبل الجن والشياطين لهذا لم يظهر لها لا حس ولا خبر ، ولم يرتفع لها صوت تنديد او شجب كما عودتنا وهي "المتعودة ديما ديما" على التنديد والشجب والعودة للنوم إلى عدوان آخر . انها بحق حالة من الهوان وصل اليها العرب حيرت حتى الاعداء، اما اصدقاء العرب فتنصلوا من هذه الصداقة فهم ليسوا بحاجة لصديق ضعيف لا يحمي حتى نفسه