الجزائر - A la une

النموذج الجزائري.. وإلا فلا!


النموذج الجزائري.. وإلا فلا!
القيمة الحقيقية التي تظهرها المحن انها تفحص الناس وتميزهم بين صديق ومدع، وأنها تعطي المواقف الحقيقية دورها في التقدم وقد كادت أن تخنقها الجعجعة الفارغة.. هذا ما تشرق به مواقف الجزائر من فلسطين والأمة كلما حدب عليها التحدي تلو التحدي..في الجزائر شعبٌ يعشق فلسطين وقدسَها كما يعشق العرب والمسلمين ولكنه يزيد على ذلك بأنه يقدم فلسطين على كل شيء ولا يجمع على مسألة كإجماعه على فلسطين يعادي من يعاديها ويقترب ممن يرى فيه نصرة لفلسطين.. وهذا الموقف الوجداني والروحي والعملي لا يحتاج دليلا إلا إذا احتاجت الشمس في يوم صاف وهي في رابعة النهار إلى دليل.ولكن في الجزائر استثناء آخر؛ انه دولة الجزائر ومسئوليها منذ الاستقلال حتى الآن تترجم هذا الوجدان الشعبي إلى سلوك واع وراشد لطالما امتدحه الفلسطينيون بإجماعهم ورأوا فيه النموذج الذي يتمنون من دول العرب والإسلام أن يتبعوه في التعامل مع فلسطين ومنظماتها وقضيتها..من فلسطين جاء رجع الصدى ونحن يا جزائر لا نعشق بلدا من بلاد العرب والإسلام كما هو عشقنا لك.. ولا نجمع في موقفنا تجاه أحد إلا إجماعنا تجاهك فأنت فينا كلنا حب ورابطة مقدَّسة ونعرف انك لا تحبين الشكر وتقدمين الواجب بلا منٍّ ولا أذى ولا جزاء ولا شكورا، فهل يكفيك يا جزائر أن يتقدم مجاهدُنا بسكينه ليطعن جنود الصهاينة وقد ترك في بيته وصية أن يُلف بعلم الجزائر في مسيرة نقله إلى المقبرة؟!الجزائريون ساسة وشعبيين على الوتيرة نفسها في مراكز الشرطة وعلى بوابات الحدود وفي المصالح كلها يقدمون فلسطين عليهم، والغريب حقا انهم يقدمون الفلسطينيين على انفسهم ليس فقط ما رأيناه في المقابلة الرياضية الشهيرة، انما هو سلوك متأصل في الجزائريين.. فمن اجل فلسطين وحضورها تجندت الجزائر كلها بصمت وفعل عظيم ويذكر من كان شاهدا انه عندما تم تشكيل اتحاد الفلاحين والتعاونيين العرب وتم اختيار سوريا لمنصب الأمين العام واختيار جزائري للنيابة وقف وفد الجزائر في قاعة المؤتمر ليعلن انه يتنازل عن الموقع لصالح فلسطين..نعم هكذا.. عندما جاءت مجموعة شباب يمثلون عشرات الشباب الفلسطينيين إلى الجزائر يستشيرون قيادتها في انطلاق ثورة فلسطينية كانت كلمة الجزائر "أطلقوا الطلقة الأولى وتعالوا".. جاء الفلسطينيون بعد طلقتهم الأولى ليجدوا الجزائر تجنِّد كل إمكاناتها لنصرة فلسطين والثورة الفلسطينية..في هذا المقام ليس المطلوب استحضار ملف القضية الفلسطينية في الجزائر فذلك شأن المؤرخين والأوفياء.. لكن المطلوب بوضوح من كل من يعلن انه مع فلسطين أن يقتدي بنموذج الجزائر وإلا فلا..الفلسطينيون لا يريدون أن يصطفوا في اصطفافات مهما كان لونها.. الفلسطينيون يرفضون التغزل بفلسطين فيما الخناجر تمتد إلى ظهورهم.. الفلسطينيون ارتقت بهم الثورة وأظهرت أصيل معدنهم فهم يرفضون الفتات المقرون بالمنِّ والأذى.أيها العرب.. أيها المسلمون.. إن الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضكم ومقدساتكم والمؤامرات كقِطع الليل المظلم.. إن الشعب الفلسطيني يناوش عدوَّكم الاستراتيجي.. فاتركوا معارككم الوهمية والجانبية فها هي القدس تناديكم.. تقدموا بلا منٍّ ولا أذى.. تولانا الله برحمته.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)