النائب في البرلمان العربي نور الدين السد في حوار مع "الحياة العربية"

المساعدات الغربية "كممت" أفواه الدول العربية والإسلاميةالوضع في غزة مأساوي يتنافى مع كل القيم والأخلاقاعتبر النائب في البرلمان العربي نور الدين السد تهجم إسرائيل على الجزائر بعد منحها مساعدات مالية لغزة بالغير مؤثر، كون الجزائر تعتبر إسرائيل محتل لا وجود له من الأساس، بل أكثر من ذلك فهم جماعات إرهابية حقيقية والفلسطينيين هم مقاومين لمحتل غاشم والنصر سيكون حليفهم، لذلك الجزائر لا تعير أي اهتمام لمثل هذه الهجمات.حوار: مريم ياسينإسرائيل تهاجم الجزائر وتصفها بعميلة الإرهاب بعدما منحنت مساعدة مالية لغزة تقدر ب 25 مليون دولار، ما قولكم في ذلك ؟الإرهاب الحقيقي هو الإرهاب المحتل الذي شرد شعب من أرضه واستولى على ممتلكاته وأقام المستوطنات، الإرهاب هي إسرائيل التي بنت الجدار العنصري، بالنسبة لنا الإرهاب هو اللوبي الصهيوني الذي استولى على أكثر من موقع في المنظمات الدولية ويمرر كل المشاريع التي تراها تخدم مصالحه لاغير.فنحن ممتثلين لقرار الأمم المتحدة في دعم الشعوب لتقرير مصيرها الذي هو بند من بنود الهيئة الأولى في العالم، نحن مناهضين لكل من يمارس الظلم والاستبداد ويعتدي على حقوق الآخرين، الفلسطينيين يدافعون عن حقهم المشروع والجزائر تفرق جيدا بين الإرهاب والمقاومة والمطالبة بالحقوق الشرعية الغير قابلة للتنازل .بأي حق تتهجم إسرائيل على دولة تقدم مساعدة لغزة في وقت تتلقى هي مساعدات من أمريكا وهو ما لتقوية القبة الحديدية؟اسرائيل لقيت الدعم ليس فقط من الولايات المتحدة بل الكثير من الدول والشخصيات ورجال الأعمال من اجل الاستمرارية والبقاء، ومن اجل تشريد هذا الشعب فهو امر غير معقول، لذلك ندين كل دعم لاسرائيل وكل من يمشي في كل مشروع يخدم الاحتلال سواء الصهيوني او غيره لأي شعب، والجزائر ستبقى تدافع عن حقوق الإنسان في أي مكان ليس فقط في فلسطين التي هي اليوم قضية إنسانية أكثر من هي عربية وإسلامية بل في العالم كله، والمقاومة في غزة وفي فلسطين كلها هي مقاومة شرعية ولا يمكن ان تكون حركة إرهابية بل إسرائيل هم الإرهاب .هل تعتقدون انه على الجزائر ان ترد على هذه الهجمات الصهيونية ؟الجزائر تعتبر إسرائيل لا وجود لها وكشعب نعتبره محتل ظالم، فنحن عانينا من الاحتلال في أكثر من قرن ولكن في النهاية تحصلنا على حريتنا وحقوقنا بالمقاومة، والشعب الفلسطيني في مقاومته وكفاحه مشابه لكفاح الجزائريين الذي حررهم من قيود فرنسا وهو نفس المسار الذي تتجه فيه القضية والثورة الفلسطينية والنصر سيكون من حليفهم ان شاء الله وهو قريب.لوعدنا إلى الوضع الكارثي الذي عليه اليوم غزة ماذا يمكن أن تقول؟إن الوضع في غزة مأساوي يتنافى مع كل القيم والأخلاق وكل الاعتبارات الانسانية، ففلسطين وغزة بالتحديد تعيش اليوم تجاوز خارق وغير مسبوق لحقوق الإنسان ولكل القيم بحجة الدفاع عن امن اسرائيل، في الوقت الذي تعد إسرائيل هي المحتل والمعتدي كونهم جماعة جاءوا من كل أنحاء العالم واحتلوا هذه الأرض الطاهرة، هاهي اليوم تقتل شعبه ضاربة عرض الحائط كل المواثيق الدولية وخارقة لميثاق هيئة الأمم المتحدة .ما هو السبب الحقيقي لهذه المجازر التي تتمتع إسرائيل في رسمها ؟الأسباب واضحة تكمن في أسباب توسعية من اجل الاستمرار في الهيمنة والاحتلال ضمانا لأمن الكيان الصهيوني استقراره في هذه الأراضي التي اغتصبها، فإسرائيل لها أطماعا توسعية مما تمنع الفلسطينيين من المطالبة بأبسط حقوقه في أرضه فهي أسباب حقيقية وسواها أسباب واهية ولا مبرر لها، لأنه حتى لو كان السبب يندرج ضمن الإطار العسكري كان بإمكانها التفاوض كما جرت العادة في حين إسرائيل متعودة على أعمالها التعسفية من اجل بناء مستوطنات جديدة فلا تتوانى عن اعتقال وقتل فلسطيني مهما كان سنه ومركزه .السفير الفلسطيني في الجزائر عسيى لؤي قال أن اسرائيل لجأت إلى العدوان من أجل التهرب عن الافراج المعتقلين الفلسطينيين هل توافقه الرأي ؟صراحة لا أوافق هذا الرأي كون إسرائيل بإمكانها ان تطلق السجناء صباحا وتعتقلهم مساءا، فهو سبب واهي واسرائيل متعودة على مثل هذا الخرق.الحياة العربية : كيف نفسر سكوت الدول العربية والإسلامية وتكتفي بالتنديد فقط ؟في تصوري ان أساليب المواجهة بالنسبة للدول الإسلامية والعربية يمكن أن أقول أن أغلب هذه الدول تعاني من أوضاع داخلية من أنظمة تحاول أن تمرر هذا العصر الرهيب، فهي تعرف تزايد في مطالب الشعوب خاصة ما تعلق بالحرية ومعظم هذه الدول غير قادرة على تلبية كل هذه المطالب ولذلك وتفاديا للدخول في مواجهات أخرى خارجية تكتفي بالتنديد، لأن هناك ضغوط خارجية فهناك من الدول التي تتلقى إعانات من أمريكا وبعض الدول الغربية انطلاقا من أن البنية التحتية لها ضعيفة فهي غير قادرة على المواجهة المشاكل الداخلية فما بالك بالخارج، مما يدفع بها لتليين خطاباتها للنجاة على الأقل بنفسها خاصة في ظل تشتت الدول العربية وعدم توحدها على رأي واحد، لذلك هذه التنديدات هو أقصى نداء يمكن لها أن ترفعه للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية بما فيها الجامعة العربية وغيرها التي اليوم تقدم مبادرات لا ترق لمستوى تطلعات الشعب الفلسطيني .أنتم على مستوى البرلمان العربي ما هي أهم التدابير التي اتخذتموها لدعم غزة ؟البرلمان العربي خصص صندوقا خاصا لدعم الإخوة الفلسطينيين، فبالنسبة لاسترتيجية البرلمان القضية الفلسطينية في العمق ليس فقط في اجتماعاته وقراراته بل هناك مبادرات في أكثر من صعيد منها في اللقاءات مع الهيئات العربية والبرلمانات الدولية والإقليمية، لرفع انشغالات الفلسطينيين خاصة ما تعلق بحقوق الإنسان، ففي كل مرافعتنا ودفاعاتنا في أي مجلس ومقام دائما تكون للقضية الفلسطينية مكانا لها، لذلك نطالب اليوم بوقف العدوان وكسر الحصار على غزة واحترام ميثاق هيئة الأمم المتحدة من اجل الحفاظ على أبسط حق هو الحق في الحياة .بخصوص هيئة الأمم المتحدة ما هو محل إعرابها مما يجري في غزة ؟هيئة الامم المتحدة تبقى حسب رأيي فاقدة لمصداقيتها ان لم تفرض هيمنتها الحقيقية لردع إسرائيل، مما يجعلها بحاجة ماسة لإعادة النظر في ميثاقها وقوانينها من اجل تطوير آلياتها وتحديد مهامها بصورة أكثر وضوحا، فهناك خروقات كثيرة تحدث في دول وفي العالم ولكن تبقى دائما مداخلاتها تنحصر في البيانات والتنديد، في الوقت الذي نجد أنه لما يتعلق الأمر بمصالح لقوى معينة تؤيد على ظلال، وما حدث في العراق وما يجري في عدد من الدول خير دليل على ذلك، فالأمم المتحدة تجد دائما نفسها في معضلات من أجل أيجاد حل لما يعانيه الكون من مشاكل وأزمات خاصة مع ميلاد دوائر جديد تسعى لرسم خريطة جديدة للعالم، لذا لابد لدور هذه الهيئة أن يبرز وتكون قراراتها الفاعلة.