الجزائر

المهندس موساوي أكد أن الجزائر مرجع لا يستهان به إدراج الزخرفة الإسلامية في المقررات الجامعية


المهندس موساوي أكد أن الجزائر مرجع لا يستهان به  إدراج الزخرفة الإسلامية في المقررات الجامعية
أكّد المهندس والباحث في الزخرفة الإسلامية، عبد المالك موساوي، أن الجزائر تبقى مرجعا لا يستهان به في مجال الزخرفة الإسلامية، بالنظر لزخم موروثها الثقافي من خلال مساهماتها في إثراء الطراز المعماري المغاربي الأندلسي انطلاقا من المعلم التاريخي لقلعة بني حماد، مشدّدا على ضرورة إدراج تخصّص فنون الزخرفة الإسلامية في المقررات الجامعية، وهذا من أجل ترقية وتطوير هذا الفن، وتشجيع البحث في مضامينه التاريخية الأصيلة.

وطالب السيد موساوي في ندوة تفاعلية نشطها أمس الثلاثاء بقاعة المحاضرات «عبد المجيد مزيان» بالمجلس الإسلامي الأعلى ببن عكنون (الجزائر العاصمة) تحت عنوان «دور الجزائر ومساهماتها في الزخرفة الإسلامية المغاربية الأندلسية ما بين القرن ال8 و15 ميلادي»، بحضور رئيس المجلس بوعبد الله غلام الله، وبعض الإطارات والمهتمين بهذا التخصّص الفني، بضرورة فتح المجال واسعا أمام الباحثين والمختصين للارتقاء بفن الزخرفة الإسلامية، ومنحهم كافة التسهيلات والمرافقة لتطوير تقنيات هذه النشاط الحرفي الراقي الذي تركت فيه الجزائر بصمات جليّة، كانت بمثابة مرجعية للعديد من الدول المغاربية وحتى الأوربية.

وأوضح المتحدث في هذا الإطار، أن دور الجزائر في كل هذا الزخم الفني أظهره جليا العديد من المفكرين والباحثين الأوربيين في إشارة إلى ذلك في كتاباتهم حول هذا الموضوع، حيث أكدوا أن بدايات فن الزخرفة الإسلامي-الأندلسي، يعود لقلعة بني حمّاد ،فيما انتقل ذلك الى الأندلس على وجه التحديد بعد ثلاثة قرون، وهو ما يؤكّد –يضيف المتحدث- فرضية أن تكون الزخرفة الإسلامية، فن جزائري، يبقى على الباحثين وأهل الاختصاص تأكيد ذلك بالحجج بالأبحاث الميدانية المعمقة والحجج الدامغة.

وأضاف المهندس في السياق، أن هذه الحقائق التي تم اكتشافها في هذا المجال، جاءت اعتمادا على بعض نتائج الدراسات والبحوث الميدانية التي قام بها بالجزائر (ندرومة بتلمسان) على وجه التحديد والعديد من الدول العربية والمغاربية، القائمة على التحليل الدقيق ومقارنة الشواهد والحفريات الأثرية، مشيرا الى أن مدن الأندلس كغرناطة وطليطلة تعد من المدن التي احتضنت فيما بعد للمخططات والبحوث التي قام بها الباحثون الأوربيون المختصين في هذا النشاط الإسلامي.

وفي سياق متصل، استعرض المتحدث في سياق محاضرته، مساهمة الجزائر في الزخرفة الإسلامية، من خلال ثلاث مراحل مرّت بها، ويتعلق الأمر بمرحلة حضارة الحماديين، ومرحلة التفاعل (الأخذ والعطاء) مع الدول المغاربية والأوربية، ومرحلة الإبداع التي شهدت قيام الزخرفة الإسلامية الأندلسية، كفن قائم بحد ذاته.

ومن جهته، دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، الى ضرورة الاهتمام بمثل هذا الفن الإسلامي من قبل الباحثين والمهندسين وحتى أصحاب المقاولات في مشاريع بناء وتشييد المساجد والمدارس القرآنية، وحتى البنايات الخاصة، باعتبار ذلك تثمينا ومحافظة للبعد المغاربي الإسلامي. موضحا أن التحكم الجيّد والمحكم في ميدان الزخرفة الإسلامية الأندلسية، سيسمح بتكوين يد عاملة وطنية ذات كفاءة لاسيما في مجال بناء المؤسسات الدينية، حيث ذكّر بأن الأمر تطلّب في وقت سابق، الاستنجاد باليد العاملة الأجنبية في أشغال الزخرفة الخاصة بمسجد عبد الحميد بن باديس بوهران، بسبب قلّة المتكوّنين في هذا المجال الفني الإسلامي.

للإشارة، ساهم المهندس عبد المالك موساوي، في زخرفة 13 مسجدا، و4 إقامات دولة، ورمّم معلمين تاريخيين (ابن مرزوق الحفيد-المسجد الكبير بتلمسان-، ومنارة مسجد المنصورة. كما قام بعدة بحوث في مجال الزخرفة الإسلامية، ناهيك عن جمعه لما يقارب 8 آلاف زخرفة، كما أحصى المهندس سنة 2004 ما مجموعه (1187) تطابق زخرفي تقني.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)