الجزائر - A la une

''المكتبات في الجزائر ليست أكثر من مستودعات للكتب'' مدير مكتبة معهد العالم العربي بفرنسا الطيب ولد العروسي ل''الخبر''



''المكتبات في الجزائر ليست أكثر من مستودعات للكتب'' مدير مكتبة معهد العالم العربي بفرنسا الطيب ولد العروسي ل''الخبر''
على الجزائر أن تتوقف عن إنتاج ثقافة الفلكلور
دعا الطيب ولد العروسي، مدير مكتبة معهد العالم العربي بفرنسا، الجزائريين إلى فتح المجال أمام الإبداع الشاب، وانتقد، بالمقابل، المشهد الثقافي، حيث صنّفه ضمن النشاط الفلكلوري والاحتفالي، الذي ينقصه العمل الجاد المبني على الدراسات. وقال، في حوار ل''الخبر''، على هامش مشاركته في الملتقى الدولي حول الجالية الجزائرية بالخارج، ''إن الأموال الضخمة التي صُرفت على الدعوات وحجز الفنادق كان يجب أن توجه إلى بناء مكتبات حقيقية، تدعم ثقافة المطالعة في الجزائر''.
كم من نموذج يشبه عبد العزيز الزناقي، الذي استلهمتم من سيرته موضوع مداخلتكم في الملتقى؟
هناك الكثير من الجزائريين المغمورين في فرنسا، من الذين قدّموا الكثير في شتى الميادين. وما المفكر عبد العزيز الزناقي إلا واحدا منهم، وأنا اخترته موضوع مداخلتي في الملتقى. علينا نفض الغبار عن سيرة المغمورين المعطرة بالإنجازات، مثل محمد تزغوت ومراد بربور، والخروج من الظواهر الإعلامية، التي تفرض نفسها في الساحة. يجب أن نعطي للكاتب الذي لا يزال يعيش حالة الغياب حقّه.
ما الذي يجعل الكاتب أو الباحث الجزائري مغمورا في فرنسا؟
إنها فلسفة فرنسا الاستعمارية، التي لا تزال متوارثة في النظام الفرنسي. لا يريد الفكر الاستعماري، إلى غاية اليوم، الحديث عن الزناقي، لأنه يعتبر ذلك فضحا لجرائم فرنسا الاستعمارية، ما يتنافى تماما مع مبادئ الجمهورية الفرنسية. بنت فرنسا تاريخها وفق مبدأ القضاء على أمثال الزناقي، خصوصا أن هناك الكثيرين لا يزالون يدافعون عن فكرة ''الجزائر فرنسية''. وتقع المسؤولية في النهاية على عاتق مراكز البحث الجزائرية. أذكر فقط بأن لدى الجزائر ألفين وستمائة عضو في المجالس البلدية في فرنسا، على الجزائر أن تربط علاقات ثقافية معهم، لأن ذلك سيعزز من اندماج الجالية والتعريف بالأدباء الجزائريين.
ألا يحمل كلامكم إدانة لكتّاب برزت أعمالهم في فرنسا بقوة، مثل ياسمينة خضرة وغيره؟
إذا أردت أن يبرز اسمك في فرنسا يجب أن تلتزم بقاعدة الكتابة بالفرنسية أولا، والطباعة في إحدى دور نشرها. أما بالنسبة للخطوط الحمراء، سيما فيما يتعلق بالاستعمار، فقد أصبحت فلسفة. لا نلوم الكتاب الذين يذهبون إلى فرنسا. المشكلة ليست في ياسمينة خضرة، وإنما في الجزائر التي تغيّب المثقفين. لهذا لا يجب أن نسأل لماذا نكتشف الأدباء عبر فرنسا والإمارات وغيرها من الدول، بينما يكون لديهم أعمال في الجزائر تبقى حبيسة الأدراج. ولا أحد يلتفت إليها. يمكن للكاتب أن يطبع أقل، لكن المهم أن يُوزّع. بينما خرجت الثقافة في فرنسا من طابعها النخبوي، وأصبحت جزءا مهما من حياة المواطن، حيث يتم تنظيم 7 آلاف نشاط ثقافي في السنة، وذلك ضمن منظومة واضحة، التقارير لا تزال تؤكد أن الشعوب العربية لا تقرأ إلا صفحة في السنة، بينما يقرأ المواطن في الولايات المتحدة 12 ألف صفحة في المدة نفسها.
مؤخرا تشهد الجزائر ما يشبه ''ثورة ثقافية''.. تظاهرات عربية وإسلامية ومسارح وغيرها، ما تقييمك لهذا النشاط الذي تصرف عليه الملايين؟
أنا أصنّفه ضمن النشاط الفلكلوري والاحتفالات التي تحتاج إلى كثير من التريث، الذي ينقصه الخبرة والعمل الجاد المبني على الدراسات، هذه الأموال الضخمة، التي صرفت على توجيه الدعوات وحجز الفنادق، كان يجب أن توجه إلى العمل على بناء مكتبات حقيقية تدعم ثقافة المطالعة في الجزائر. وعندما نقول مكتبات فنحن لا نقول ''مستودعات للكتب''، كما هو حال المكتبات في الجزائر، التي لا ترقى لكي تكون مكتبة حقيقية بالمنظور العالمي، فالمكتبات في الجزائر يجب إعادة النظر فيها، من ألفها إلى يائها. هناك 1600 بلدية مصابة بالشلل لغياب المكتبات الحقيقية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)