الجزائر - A la une

المسرح بحاجة إلى الرواية الجزائرية وليس إلى الأدب العالمي




المسرح بحاجة إلى الرواية الجزائرية وليس إلى الأدب العالمي
انتقد المخرج زياني شريف عياد، السبت، غياب الرواية الجزائرية عن المشهد المسرحي وهرولة الكتاب والمخرجين إلى الاقتباس من الأدب العالمي والعربي من دون الاهتمام بأي عمل روائي جزائري رغم قرب هذا الأخير من يوميات وواقع جمهور المسرح في الجزائر.وتأسف من منبر فضاء "امحمد بن قطاف" بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي لتغييب أعمال روائية خالدة كانت قادرة على صناعة الحدث والجدل ومحاكاة انشغالات وراهن المهتمين بالفن الرابع سواء تعلق الأمر بالجمهور أم بالنقاد.واستشهد مخرج "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" باعتماده على رواية الروائي الراحل الطاهر وطار وغيره من الكتاب الجزائريين في مختلف مشاريعه المسرحية على مر السنوات. كما أكد في نفس السياق أن كل مخرج له طريقة تعاطيه مع مصدر الموضوع الذي قد يكون مسرحية أو جريدة أو قصة المهم أن يعبر عن واقع المجتمع الذي يتلقى العرض.ويرى أن كتابا من قامة كاتب ياسين هم أحق وأولى بالاهتمام من الروايات العالمي، وأضاف موضحا أن غياب النص الجزائري سواء المقتبس أو الأصلي عن المسرح في الجزائر مؤشر سلبي، وشدد على أهمية تقديم مسرحيات عن نصوص مسرحية جزائرية لأن الهوية والتفاصيل التي تحملها هي الأقرب إلينا وهي الأقدر على استرجاع جمهور المسرح من جديد وهو ما يعول عليه زياني يوم 21 ماي المقبل، حيث سيقدم العرض الشرفي وهو عمل مقتبس عن نص ليلى عسلاوي ويتناول تأثير العشرية السوداء على المجتمع الجزائري.من جهته، اتفق الكاتب مراد سنوسي مع طرح زياني شريف عياد، وأشار إلى أهمية أن يواكب الممارسة عمل نظري ونقدي واكاديمي وهو ما من شأنه تطوير المسرح.وبدوره استشهد بتجربته عند الاقتباس من رواية واسيني الأعرج "أنثى السراب" والتي قدمتها المخرجة صونيا على الركح تحت اسم "امرأة من ورق".وأكد سنوسي أن التجربة كانت مميزة ويعتبرها إضافة حقيقية للمسرح لأنه نقل من الرواية تفاصيل وقصصا مهمة وحرصا على التوثيق للعشرية السوداء انطلاقا من العمل الروائي إضافة إلى شخصيات جديدة استعان بها لتطوير النص وتقويته لم تفسد النص الأصلي أو تؤثر في سياقه الدرامي.اما الروائي والكاتب محمد بورحلة فيرى أن العلاقة بين المسرح والرواية ليست حتمية لأن الرواية فن القول والمسرح فن الفعل، واختلاف البنية التركيبية لكل منهما يشكل في أغلب الاحيان سبب الابتعاد عن الاقتباس. وأضاف في نفس السياق "حتى تعود الرواية إلى الركح يجب أن تنتعش عملية الاقتباس ولا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا بنى المقتبس علاقة خاصة بالنص الأصلي أي الرواية وكان له هدف معين من الاقتباس يظهر تأثره بالفكرة أو مستوى العمل أو رسالته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)