الجزائر

المساحات التجارية تقلب نمط استهلاك الجزائريين




المساحات التجارية تقلب نمط استهلاك الجزائريين
* خدمات الأمن والاطعام والترفيه ذات جاذبيةاعتاد المواطن الجزائري في الماضي على نمط استهلاك بسيط بساطة ظروف العيش آنذاك فكان البقال أو الخضار أو الجزار مصادر التموين الوحيدة و كانت كميات الاستهلاك معتدلة أو قليلة حسب دخل كل عائلة و كانت أسواق الفلاح منذ إنشائها في سنوات الثمانينات تساهم في استقرار الأسعار لكن شتّان ما بين أسواق الأمس و اليوم و شتّان ما بين نمط الاستهلاك القديم و الحديث ،فمع ظهور المحلات التجارية و الأسواق الكبرى و تنوع السّلع و جمال شكلها زادت شهية العائلات الجزائرية للتّبضع .و بظهور المساحات الكبرى انقلبت أنماط الاستهلاك رأسا على عقب فأصبحت العائلات تقتني حاجياتها من مواد غذائية و غير غذائية بالجملة و كثيرا ما تدفع فواتير باهضة مقابل منتجات لا طائل منها فقط لأنها عرضت بشكل جميل و أسالت لعاب النساء و الأطفال و ليست هذه الفضاءات الجديدة مجرد أسواق تعرض كل شيء بل تحولت إلى أماكن للترفيه و التنزه و الترويح عن النفس لما تقدمه من خدمات إطعام و أمن و مساحات للألعاب و رياض الأطفال و منها ما أنجز على واجهة بحرية مجهزة بطاولات و كراسي حولتها بعض الأسر الجزائرية إلى موائد إفطار في رمضان و أماكن مفضّلة للسّهر و السّمر صيفا فأضحت المساحات التجارية الكبرى تستقطب الآلاف من الزوار و المتسوقين من كل الولايات بلا منازع ليس بسبب أسعارها المنخفضة و لا لتنوع منتجاتها فما يعرض بداخلها لا يختلف عمّا نجده في كل الأسواق الأخرى بل لكونها تحولت إلى مراكز للترفيه أكثر منها مراكز للتسوق تجذب زوارها لصرف المال ليلا و نهارا و طوال السنة ،و بمرور الوقت تعوّدت عليها الكثير من العائلات فأدمنت بعضها على الاستهلاك و عجز بعضها الآخر عن مقاومة رغبتها الجامحة للتسوق .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)