الجزائر - A la une

المراكز مأوى لكل طفل عرضة لخطر معنوي



المراكز مأوى لكل طفل عرضة لخطر معنوي
يجد بعض المربين على مستوى مراكز حماية الطفولة صعوبة في التعامل مع الأطفال في خطر معنوي، لاسيما أن أغلبهم يعانون من الحرمان العاطفي، لهذا يبادرون إلى العمل على الجانب النفسي في محاولة لفهم شخصية الطفل ومعرفة ما يعاني منه، ومنه التكفل به وتوجيهه. "المساء" التقت بالسيد شعبان بن سيدهم، مراقب عام بمركز حماية الطفولة في ولاية بجاية، وحول كيفية التعامل مع هذه الفئة وطريقة إدماجهم والصعوبات التي تواجههم، عدنا بهذه الدردشة.❊ حدثنا عن مركز رعاية الطفولة من الخطر المعنوي؟❊❊— مركز رعاية الطفولة في خطر معنوي على مستوى ولاية بجاية، كان في أول الأمر مخصص للأطفال الجانحين، بعدها تم تحويله إلى مركز يعنى بحماية الطفولة بصفة عامة، من مختلف أنواع الخطر إلى غاية بلوغهم سن الرشد، ومنه توجيههم إلى الحياة المهنية، حيث يشمل المركز عادة الأطفال الذين تتراوح أعماله بين 11 و20 سنة يجري استقبالهم، يخضعون لعدة مراحل لإعادة تأطيرهم وإدماجهم.❊ فيما تتمثل المراحل التي يخضع لها الطفل في خطر بالمركز؟— ❊❊ المرحلة الأولى هي مرحلة الملاحظة، وتعد في غاية الأهمية، إذ على أساسها يسهل التواصل معه فيما بعد، تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر، حيث يتم التعرف على الطفل من جميع النواحي السلوكية والبيداغوجية، بعدها تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التربية، بمعنى أننا نبحث إن كان هذا الطفل لا يزال في سن التمدرس أو يتم توجيهه إلى التمهين. وإذا كان لا يصلح لا للتمدرس أو التكوين، فإنه يتم إعادة النظر في ما يملك من مكتسبات لمساعدته على الاندماج.❊ كيف يلتحق الأطفال في خطر معنوي بالمراكز؟❊❊— يتم توجيه الأطفال في خطر معنوي إلى المركز من طرف مصالح الأمن أو الدرك الوطني، من خلال دورياتهم اليومية بالشوارع، أو عن طريق قاضي الأحداث الذي يقوم بتوجيههم إلينا للتكفل بهم بموجب أمر بالوضع. وبعيدا عن هذه الطرق، لا يمكن استقبال أي طفل يأتي من تلقاء نفسه، لأن المركز يخضع لنظام عمل يستهدف تأمين الحماية للأطفال بالدرجة الأولى، بالتالي لابد أن يكون المصدر الذي أرسله للمركز معلوم.❊ ما هي الصعوبات التي تواجهكم مع هذه الفئة؟❊❊— عندما نستقبل الأطفال لا نتعامل معهم كموظفين وإنما كأولياء، حيث نهتم أولا بالجانب العاطفي لأننا نلمس وجود نوع من الحرمان لدى هذه الفئة، فضلا على أن أطفال عام 2017 يختلفون كثيرا عن أطفال سنوات التسعينات الذين كان يسهل التواصل معهم وتقويم سلوكاتهم والتحكم فيهم تربويا، في حين أن أطفال اليوم من أبناء التكنلوجيا، آفاقهم وطريقة تفكيرهم مختلفة، لذا لابد من تسطير برامج تتوافق وهذا التطور الحاصل.❊ ما هو مصير الأطفال بعد بلوغهم سن الرشد؟— ❊❊ يضطر الأطفال إلى مغادرة المركز بعد بلوغه سن الرشد، إلا في حالة واحدة، إن كان مثلا يزاول دراسة أو أن تكوينه لم ينته بعد، حيث يتم تمديد فترة مكوثه في المركز، وباستثناء هذه الحالة يكون لازما على الأطفال المغادرة، لكن قبل هذا يقوم المركز من باب الحفاظ على هذا الأخير، بعد تقويم سلوكه بوسطه العائلي، البحث عمن يمكن أن يستقبله من أفراد عائلته الموسعة إن كانت له عائلة حتى وإن كانوا من الأقارب.❊ في رأيك، هل مراكز حماية الطفولة المتوفرة كافية للتكفل بكل الأطفال في خطر؟—❊❊ تعتبر المراكز اليوم بمثابة البديل عن العائلة، حيث تلعب دورا مهما في إعادة التوازن النفسي لكل الأطفال الوافدين على المركز، وفي رأيي، العدد الموجود اليوم غير كاف، حيث يقدر عددها بعشرة مراكز على المستوى الوطني، وإن تمت مقارنتها بعدد الأطفال المعرضين لخطر معنوي، نجد أنها لا تستجيب للطلب.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)