الجزائر - A la une

المدفأة التقليدية تنافس العصرية



أقبلت بعض العائلات العنابية بفعل تقلبات الجو الأخيرة على استعمال التدفئة التقليدية خوفا من مخاطر المدافئ العصرية التي بات بعضها يشكل خطرا على صحة وحياة العائلة بسبب تسرب الغاز، مما يتسبب في اختناق الكثير من المواطنين الذين تتدخل مصالح الحماية المدنية لإسعافهم بعين المكان.لتفادي مثل هذه المخاطر، يفضل سكان بعض المناطق بعنابة، إقامة مدفأة تقليدية يتم نصبها في زاوية من قاعة الجلوس أو المدخل الرئيسي الذي يجمع الغرف ويتم تزيينها وربطها بمختلف الإكسسوارات الضرورية التي تحولها إلى ديكور جميل في البيت، مع توصيل المدفأة التقليدية بثقب واسع يغطى بقطعة من الألمنيوم في الجهة العليا للمكان الذي توضع فيه، للتخلّص من رائحة الفحم والخشب الذي يوضع فيها، كما يتم الحفاظ على سلامة قاطني المنزل.
ورغم وفرة المدافئ العصرية التي أصبحت تسوق بكثرة في المحلات، إلاّ أنّ نظيرتها التقليدية باتت مطلب الكثيرين، ولا تتطلب مالا كثيرا لشرائها، كونها لا تحتاج سوى لحزمة من خشب الأشجار وحتى الفحم لإشعالها، وهي التي تعطي عبقا يعيد محبيها إلى الزمن الجميل.
وحسب بعض العائلات، فإنّ المدفأة التقليدية تعطي دفئا عائليا، خاصة بحضور الأبناء والعائلة الكبيرة التي تحن لمثل هذه القعدات المميزة مع الأهل، حيث يتم تذكر الماضي الجميل والحكايات القديمة والحكيمة للأجداد.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة لامية في حديثها مع "المساء" أن كل ما هو قديم له حضور في تاريخ أي عائلة جزائرية، مذكرة بأنها لازالت تحتفظ بالمدفأة التقليدية التي تركتها لها حماتها، وهي تضفي جمالا على الصالون العصري، لكن هذا الديكور التقليدي أعطاها روحا خاصة.
وأضافت محدثتنا صاحبة 66 سنة أنّ اختيارها للمدفأة التقليدية رغم توفر العصرية في السوق جاء عن قناعة، لأنها تعودت على مثل هذه القطع وهي تعرف كيف تحتوي مخاطرها.
من جهة أخرى، التقينا ببعض المواطنين في سوق بيع المدفآت بعنابة، وهم مرفوقين بمختصين لاختيار مدفأة لها مواصفات صحية وغير مغشوشة بعد تخلصهم من تلك التي كانت وراء تسرّب الغاز في المنزل، وعلى حد تعبيرهم، فإنهم يخشون شراء أي واحدة من هذه الأنواع والأشكال التي تملأ السوق، لأن نوعيتها رديئة، حيث يتم صرف المال عليها هدرا، خاصة وأن أغلبها لا تزيد صلاحيتها عن سنة من الاستعمال، مؤكدين أن توفير مدفأة تقليدية هو الحل، متأسفين لأنها في أغلب الأحيان لا تتناسب والعمارة خاصة أن المادة الأولية فيها هو الحطب وباستعماله تضطر العائلة للبحث عن مكان لتكديسه، ومع ضيق الشقة، يقتضي استعمال العصرية أو طابونة الفحم التي لا تأخذ حيزا كبيرا في المنزل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)