الجزائر - A la une

المخرج السوري محمد خليل ل" الحياة العربية "



المخرج السوري محمد خليل ل
نحن بحاجة إلى أدب وفن هادف توعوي وليس لفن وجداني عاطفينهوض الدراما السورية مرهون بعود السلم للبلدعندما يختار الكثيرون الصمت في زمن الحرب ويركنون في زوايا مبهمة، يختار المبدعون طرق تقاسمهم الحياة مع أبناء جلدتهم، وعندما تتفرع السبل بين أبناء الوطن الواحد تجد المبدعون يحتضنون القضية ويدافعون عنها حتى تصل كلمتهم للجميع، بين ركح المسرح والكاميرا يقفون شامخين ليعلنوا أن التاريخ سيسجل يوما أن الفنان إنسان يتفاعل مع محيطه.حاوره : احمد دهنيزهذه هي حكاية المخرج السوري محمد خليل الذي يكرس حبه للفن والمسرح رغم الظروف الصعبة التي يعيشها في بلده سوريا، فغياب قاعات التدريب جعلته يعيش في ترحال يومي بحثا عن قاعات يمارس فيه فنه و نشاطه الذي يختزل فيه حبه لوطنه وعشقه لخشبة المسرح، وللحديث أكثر عن ما يعانيه الفنان السوري تقربت الحياة العربية من المخرج محمد خليل و كان لها معه هذا الحوار:بداية وبصفتك مؤسس فرقة "النهوند المسرحية"، هل لك أن تعرفنا بهذه الفرقة، و ما هي أهم الأعمال التي قدمتها؟فرقة النهوند للفنون هي فرقة مكونة من مجموعة من الشباب الجامعي، تعاهدوا على العمل معاً حين وجدوا الصمت ثقيلاً إزاء ما يحدث حولنا، تتكون الفرقة من شبانٍ وفتياتٍ أكبرهم بعمر السادسة والعشرين عاماً، وجميعهم من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة، ونصفهم تقريباً مهجرون خارج منازلهم بفعل الأعمال الإرهابية، إنهم وبكل فخر مثالٌ للشباب السوري المجتهد الذي أعرض عن الهجرة والذين لم يُغرر به لا الغريبُ المجرم ولا ابن البلد ممن يستغل الأزمة كي يكنز المال، هؤلاء الشباب لم يختاروا فقط البقاء على هذه الأرض الطيبة، بل أنجزوا فناً هادفاً دون أن يهملوا دراستهم، ولم تمنعهم القذائف الهاطلات المدويات، أو صعوبة التنقل بالمواصلات العامة، أو غلاء المعيشة من التعبير عما في صدورهم فناً.انطلاقتك كانت بالفن الرابع ليكبر حلمك وتتجه نحو السينما، كيف تفسر لنا هذا التوجه؟فرقتنا تهتم بمختلف الفنون الأخرى على غرار الغناء الموسيقى والرقص وكذا المسرح، وفي هذا المجال أنتجنا العديد من الأعمال منها مسرحية أبجدية العذاب، ومسرحية صراخ القبور وأخرها مسرحية "شيزوفرينا"، وحاليا نحضر لعرض جديد بعنوان "الذي لا يأتي"، وكل أعمالنا كان لها صدى وهذا ما شجعنا على مواصلة العمل بنفس قوية حتى نمكن لكلمتنا ورسالتنا الوصول إلى متلقيها وهي الهدف المرجو من أعمالنا المسرحية.كيف تحضرون لأعمالكم المسرحية في ظل الوضع الحالي القائم في سوريا؟الفنان لا تقف في طريقه حواجز، لأنه يسعى إلى تجسيد أهدافه مقدما تضحيات كبيرة والتي تهون من أجل الوطن، فالفرقة تحضر أعمالها في ظروف صعبة، لدينا مركزنا الخاص للتدريبات في دمشق وعليه نحاول جاهدين لإيصال رسالتنا إلى المجتمع بكل صدق.من حديثك نفهم أن الوضع أغلق أبواب المسارح بالبلاد؟طبعا الوضع الحالي جعل العديد من المسارح تغلق أبوابها لأن حياة الناس أهم بالنسبة إليهم، وبالرغم من ذلك فان التواقون إلى الفن لا يزالون يرتادون المسرح لأنه الأقرب في إيصال الرسالة ولا يزال الجمهور السوري يتوافد على المسرح بالرغم من قلة عدده.من الركح إلى السينما، هل تعتقدون أن وصول الرسالة يكون أقرب بالكاميرا إلى المتلقي ؟بالنظر إلى عدة معطيات ارتأينا أن نخوض تجربة السينما، فالصورة اليوم في بيت كل مواطن وعليه كان مفروضا علينا أن نواكب مختلف التطورات التكنولوجية في وسائل الاتصال حتى تصل رسالتنا إلى العالم، وكانت البداية بفيلم سينمائي يحمل عنوان "وطن …وكمل من عندك" الفيلم من نوع كوميديا سوداء، يترك على الوجه ابتسامةً ناعمة وفي العين دمعةً حارقة، والعمل من تأليف زياد العامر، وإخراج محمد خليل، وشارك في تجسيد أدواره كل من أشرف عفيف، عبد الرحمن سمسمية، رامي عدرا، جريس عنيد، محمد الخليل، مادونا حنا وعبد الرزاق السعيد.هل تحاول من خلال الفيلم اختصار المسافة لتظهر حبك لوطنك ؟أنا أحيا للوطن، وأبدع للوطن، وأحاول تقديم رسالتي لأبناء وطني، لان الإنسان يقوم على السلام والتعايش، فلما تقتلون وطنكم وتدمرونه؟ هو السؤال الاستنكاري الذي يوارب حملة السلاح غير المشروع حين طرح عليهم، وهاهو شبابنا المبدع يعيدُ طرحهُ وفق رؤيتهِ الخاصة التي قد لا أتفقُ معها في العديد من التفاصيل، لكن يجدر بوسائل الإعلام كافة أن تفتح الأعين على الشباب النشيط وأن لا تركز فقط على إظهار الشباب الذين تم التغرير بهم، وهم يدلون باعترافاتهم بما اقترفتهُ أياديهم من آثامٍ في حقِّ الأبرياء من أبناء هذا الوطن، ومن يقصد الصالونات والمهرجانات الثقافية تراود مسامعهُ أصواتٌ شابة تساهم في إحياء الحراك الثقافي.على غرار السينما والمسرح أنت مواكب ومتابع للحقل الثقافي ؟نحن اليوم في أشد الحاجة إلى الأدب والفن الهادف التوعوي والنقد الذاتي، بيد أنه يطغى مع الأسف الفن والأدب الوجداني البكائي أو العاطفي المشحون بالخيال الذي يصور الأمور بالمفردات الرنانة والمثاليات دون أن يدخل في التشخيص والتفنيد والمعالجة.في رأيكم كيف يمكن للدراما السورية العودة إلى الريادة ؟الوضع العام جعل الأمور تتعقد ، ولا يمكن أن يعود الحال إلى موضعه إلا بعد أن تسترجع البلاد سلمها وأمنها ، وهو الأمر الأساسي بالنسبة للإنتاج الفني، وبالرغم من ذلك لا يزال الكثيرون يعملون وينتجون رغم الظروف الصعبة.هل لديكم علاقات مع فنانين جزائريين؟أكيد، لدي الكثير من الأصدقاء من المسرحيين الجزائريين وفي تواصل دائم معهم، و حاليا أنا في اتصال مع إحدى التعاونيات الثقافية للإشراف على إخراج نص مسرحي جزائري بحول الله ، وهو أمر محفز بالنسبة لي من أجل تقديم عمل فني مشترك ينتجه شباب من بلدين عربيينبما أنك على تواصل مع فنانين جزائريين، كيف ترى المسرح الجزائري؟المسرح الجزائري يخطو خطوات ثابتة رغم سيطرة التقليدية نوعا ما عليه، وهذا ما لاحظناه على صعيد الكتابة المسرحية التي تغيرت بشكل إيجابي لاسيما بعد بروز طاقات شبابية ومبدعة، سبب هذا التغير إلى الاهتمام المتواصل بالمبدعين الشباب والفرق المسرحية الجديدة من طرف مختصين وأساتذة في المجال، وكذا التوجه الذي عرفه على إثر تعامله ومحاكاته للمسرح العربي في التأليف والترجمة والاقتباس، حيث زاد هذا العمل من حيوية التنوع والحركة المسرحية الجزائرية تبشر بالخير وما تكاثر العديد من الفرق المسرحية لدليل على أن المسرح الجزائري في تطور ملحوظ.هل من كلمة نختم بها هذا اللقاء ؟أتمنى من وزارة الثقافة ببلادنا مساعدتنا على تقديم مختلف أعمالنا الفنية خارج الوطن، لأننا سفراء ونحمل رسالة للعالم أجمع، وغايتنا الوطن الذي ليس لدينا بديلا عنه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)