الجزائر - A la une

المترشحون يواجهون غضب وسخرية الشارع


انتشرت موجة تهكم وسخرية من مرشحين وقادة أحزاب مشاركة في الانتخابات التشريعية في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الأكثر شعبية فيها، يقودها رافضون لهذا الاستحقاق ومنافسون.ويقوم ناشطون وإعلاميون في شبكات التواصل الاجتماعي برصد ما ينشر وإعادة بث ما يرصدونه على هذه الشبكات وعلى صفحات المرشحين والمرشحات وفي مختلف وسائل الإعلام الأخرى، محدثين فعلا تسلسليا لا يتوقف عبر هذه الشبكات من خلال خاصية إعادة النشر والمشاركة والاعجاب بالنقر، مع إضافة اللمسات الخاصة لكل معلق. وترفق السخرية بنوع من الطرافة اللطيفة، دون المساس بحرمة وكرامة الأشخاص المرشحين، ومن ذلك رصد ظاهرة لجوء أحزاب وقوائم حرة وخصوصا في الولايات الداخلية إلى نشر صور المرشحين الذكور، وإلغاء صور النساء منها، أو الاكتفاء بصور وهمية (رسوم) لهن.
ونال مرشح في قائمة حرة يحمل شتلة زيتون مثلا حصة من الترويج المجاني له، رغم طابع التهكم الذي تعرض له من قبل مدونين ومعلقين في العالم الافتراضي.
وحازت صورة جانبية لمرشحة مفترضة (على الأرجح ليست جزائرية) وهي تمسك بساعدها شعبية كبيرة، وركز المتهكمون على القراءة الثانية للصورة والتي تعني أيضا ما يعرف بإشارة الذراع أو اليد الإيطالية، وهي واحدة من الحركات الجسمانية البذيئة في العادات الجزائرية وشعوب أخرى. وفي حالات عدة يتبينأان الأمر يتعلق بصور ولافتات مفبركة تم تعديلها عبر تقنية "الفتوشوب" أو منقولة من حسابات مزيفة مثل تلك المتعلقة بشاب يدعو الناخبين لدعمه لأجل الفوز بمقعد في البرلمان شعار حملته "حياتكم لن تتغير على الأقل غيروا حياتي".
في إشارة إلى التعويضية لعضو البرلمان (23 مليون سنتيم شهريا إضافة إلى منح أخرى).
وتوقف معلقون ومتتبعون عند افراط أحزاب سياسية وقوائم حرة في تقديم مرشحات لهذه كبضاعة، بالنظر إلى أن فئة من المرشحات لا سجل وماض سياسي لهن في النضال والعمل السياسي أو الجمعوي، ناهيك عن تزييف الصورة، من خلال المحسنات التقنية (الفتوشوب).
ونال قادة أحزاب سياسية حقهم من التهكم اعتمادا على وعودهم الانتخابية المبالغ فيها حسب البعض، منهم عبد الرزاق مقري الذي تداول متصفحون وعوده لسكان ورڤلة بإنجاز مستشفى ومطار أحسن مما أنجز في دبي بالإمارات العربية المتحدة، مرفقة بتعليقات ساخرة، أو تسجيل فيديو له وهو يرقص الدبكة الفلسطينية".
ويوجد مرشحون وصحفيون في صدارة ممارسي السخرية السياسية، إلى مستوى التهكم من زملاء لهم مرشحون لهذه الانتخابات.
وأثارت هذه التعليقات الجارحة في أحيان كثيرة، حفيظة مرشح لهذه الانتخابات وأشار مرشح حزب جبهة التحرير الوطني عن الدائرة الانتخابية للعاصمة، علي محمد ربيج إلى المستوى الهابط والمتدني لهذه التعليقات و "التهجم على بعض المترشحين في لباسهم وشكلهم ومنشوراتهم".
وفي هذا السياق أشار عمر صراح المختص في الاستشارة السياسية إلى أن من سلبيات انتشار مواقع التواصل الاجتماعي تعميم ظاهرة التعليقات وتداول منشورات ومعلومات كثيرا منها ما هو كاذب، وملفق، فأصبح كائنا من كان يمارس التعليق إلى درجة المساس بحرمة الأشخاص ".
ونبه في رد على سؤال ل "الخبر" عن الظاهرة إلى أن خطاب الكراهية الذي انتشر في السنوات الأخيرة تسلل إلى الوسائط الاجتماعية ومن ضحاياه مرشحون وسياسيون ومراجع تاريخية. وتابع لدينا نوعان من التعليقات، تلك التي يتشاركها الناس دون وعي أو إدراك وتنقل من مواقع وصفحات مزيفة ومجهولة، وتلك المصاغة بعناية، والتي تتضمن رسائل وخطاب ".
وأخذت التعليقات الساخرة من المرشحين والسياسيين مكانا لها في مواقع التواصل الاجتماعي كشكل من أشكال النكتة والنقد السياسيين، تمارسها الشعوب للتنفيس عن خيبات أملها أو رفضها لسياسات وتوجهات معينة للسلطة، وخصوصا في غياب منابر سياسية وإعلامية تتيح لهم التعبير عن آرائهم بحرية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)