الجزائر

اللصوص والرؤوس! تزامنا مع تنظيم مسيرة ''إقامة دولة القانون'' :


اللصوص والرؤوس! تزامنا مع تنظيم مسيرة ''إقامة دولة القانون'' :
حكاية هجوم اللصوص على مجلس قضاء الجزائر في جنح الظلام، ظاهرة صحية وليست ظاهرة خطيرة، كما صوّرها الإعلام.! لأن هؤلاء اللصوص أصبحوا يهجمون على ملفات العدالة الخاصة بالفساد والمفسدين، بعد أن كانوا قبل اليوم يهجمون على هذه الملفات في وضح النهار وتفرش لهم الأبسطة الحمراء.!
لا يمكن لأي مخلوق أن يقنعني بأن المهاجمين لمجلس قضاء الجزائر هم لصوص الحراش.. وليسوا اللصوص الرسميين الذين يسكنون نادي الصنوبر والذين هاجموا، من قبل، خزائن سوناطراك والبنوك وخزائن الطريق السيار..! فهذا الفعل ضد العدالة ليس بالجديد.! كون هؤلاء أصبحوا يستخدمون جنح الظلام في تفريغ ملفات الفساد في مكاتب العدالة.. هذا هو الجديد.! ويحق لنا أن نتساءل هل ضعف السراق في الجزائر إلى هذه الدرجة حتى أصبحوا يستخدمون الظلام وهم الذين كانوا يأمرون العدالة بإفراغ أي ملف يريدون إفراغه من أي دليل؟!
لا يمكن أن يقال لنا بأن هؤلاء اللصوص الذين لهم مشكلة خاصة مع ملفات العدالة في موضوع الفساد، هم لصوص ''زطلة'' أو حتى إرهاب..! كما لا يمكن أن يقال بأن العصابات التي سطت على سوناطراك من مكاتب الحصانة والسيادة، هم الذين وظّفوا هؤلاء اللصوص للسطو على ملفات إدانة السراق.!
التفسير الوحيد المقبول لهذا الفعل الشنيع ضد مجلس قضاء الجزائر، هو أن الأمر يتعلق بخلافات عميقة بين السراق، وصل إلى حد استخدام أساليب العصابات.! فليس أسوأ من هذا العمل سوى ما تمّ في مكتب المدير العام للأمن الوطني، المرحوم تونسي.. حيث صفّى الخصوم خلافاتهم بالرصاص.!
ينبغي أن يعرف الجميع بأن ما حدث في مجلس قضاء الجزائر، هو بالفعل أخطر من ملف السرقة في سوناطراك وغيرها.. لأنه عندما يصل أمر الفساد إلى حد السطو على ملفات العدالة لإخفاء الفساد، فذاك يعني أن آخر مظاهر الدولة قد انتهى.!
التصرف الصحيح مع هذه القضية ليس في العمل على الوصول إلى اللصوص، بل لابد من العمل على كشف الرؤوس.! فهل تستطيع العدالة أن تصل إلى الفاعلين الحقيقيين؟! بالتأكيد ذلك لن يحدث وسيقال لنا بأن الأمر فعل معزول قام به لصوص غير محترمين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)