الجزائر - A la une

الكشف عن وثائق تاريخية لأوّل مرة



الكشف عن وثائق تاريخية لأوّل مرة
كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سهرة أوّل أمس بقاعة «ابن خلدون» في الجزائر العاصمة، عن جزء من أرشيف عملها في الجزائر إبان الحرب التحريرية بعد خمسين سنة من أوّل عملية لها، وهو أمر أقره قانونها. وقام المخرج سعيد عولمي بإعداد فيلم وثائقي خاص عنوانه «العمل الإنساني في قلب حرب التحرير الجزائرية».جمع الفيلم الوثائقي عددا من الشهادات الهامة عن واقع أسرى الجزائريين وقت الاحتلال الفرنسي، إلى جانب مجموعة من المراسلات والوثائق والصور التي تم كشفها لأول مرة. وأشاد العمل الذي أنتجته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأعمال إنسانية من 1955 إلى 1962.
واستند الفيلم إلى سجلات اللجنة الدولية التي أصبحت متاحة للجمهور. كما يأتي هذا العمل احتفالا بمرور 40 عاما على اعتماد البروتوكولين الإضافيين لاتفاقيات جنيف الأربع، وأيضا مرور 57 عاما على انضمام الجزائر لاتفاقيات جنيف. وعملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطار حرب التحرير الوطنية بوضع أحدهما في مواجهة الآخر، كغريمين لا تتكافأ وسائلهما، فعلى أحد الجانبين كان هناك تحرير وطني يتألف من خلايا صغيرة من المقاتلين من بينهم مثقفون، ويعمل بشكل منعزل عن بعضه البعض ولا يملك أي وسائل مادية لكن دوافعه كانت قوية. أما في الجانب الآخر فهناك جيش منظم يملك ترسانة من الأسلحة، لكن تنخره الشكوك تدريجيا. ولهذا السبب وحتى تنجز اللجنة الدولية مهمتها كان عليها محاولة إدخال ما كان يحدث في الجزائر ضمن الإطار القانوني الوحيد، الذي يمكنه أن يساعد على احتواء الوضع، ويتعلّق الأمر بالقانون الدولي الإنساني، وبالتالي فإنّ أعمال اللجنة الدولية في الجزائر مثّلت نقطة تحوّل، حيث سعت هذه الهيئة إلى الاتصال بقادة جبهة التحرير الوطني، للمطالبة باحترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني في الوقت الذي تقوم السلطات الفرنسية والغربية بتسويق صورة سيئة عن المناضلين واعتبارهم جماعة إرهابية فحسب.
وقالت كاترين جاندر رئيسة بعثة اللجنة الدولية بالجزائر، إنّ الهدف من هذا الفيلم الذي استغرق إعداده ثلاث سنوات، هو تثمين الأطراف الفاعلة في مجال العمل الإنساني، الذين سعوا من أجل التخفيف من حدة معاناة الضحايا، وكان أبرزهم بيار غيار، الذي عُيّن مندوبا عن اللجنة في الجزائر، توفي بعد تصوير الفيلم بقليل. كما يشيد الوثائقي بعمل الدبلوماسيين والسياسيين الذين تفاوضوا لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع، من بينهم الراحل رضا مالك المتحدث باسم الحكومة الجزائرية المؤقتة أثناء إبرام اتفاقيات إيفيان، الذي توفي بعد الانتهاء من إخراج الفيلم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)