الجزائر - A la une

الكثبان ، "بومو" والأندلسيات الأكثر تعرضا للنهب


الكثبان ،
الأراضي الفلاحية والمياه الجوفية مهددة بارتفاع نسبة الملوحةتعويض متر مربع من الرمل يتطلب 7 سنوات تكاد عمليات نهب الرمال بالكورنيش الغربي لوهران تنعدم باستثناء بعض السرقات من حين لآخر وهذا ليس بسبب تضييق الخناق على العصابات التي تمتهن هذه النشاطات غير المشروعة من قبل المصالح الأمنية ولا حتى الإجراءات التي يتحدث عنها مسؤولو البلديات في كل مرة يتم التطرّق إلى الموضوع وإنما يعود السبب حسب المطلعين على الملف إلى انعدام الرمال فقد أدت السرقات المتكررة والاعتداء الوحشي على الشواطئ منذ عقود مضت وخاصة خلال العشرية الماضية إلى تعرية الأماكن المعتدى عليها وأضحت مجرد صخور تحاكي الزمن. ولم يعد سكان بلديات عين الترك الأربع يهتمون بموضوع سرقة ونهب الرمال الذي كان في السنوات الأخيرة الماضية من أبرز أحاديثهم اليومية بحكم العدد الهائل للشاحنات التي كان يتم حجزها من قبل مصالح الدرك الوطني من جهة و ضجيج محركات الشاحنات والجرارت التي كانت تكسر هدوء الليل بالكورنيش خاصة ببلدية بوسفر والعنصر فبمجرد أن تسأل قاطني دائرة عين الترك عن عمليات السرقة التي كانت تطال شواطئ البلديات إلا وكانت إجاباتهم تقتصر على الحسرة والتأسف على الوضع الذي آلت اليه المناطق المعتدى عليها , خالد ,,, كمال و جيلالي يتذكرون جيدا الحركة التي كانت تعرفها طرقات عين الترك خلال السنوات المنصرمة خاصة في العقد الماضي حيث كانت سرقات ونهب الرمال لا تتوقف رغم التحركات المتكررة لمصالح الدرك الوطني ويتذكر خالد جيدا كيف كانت عصابات الرمال تختار هدوء الليل للاعتداء على هذه الأماكن فالمهم لديها هو كسب المال الوفير حتى ولو كان ذلك على حساب الغطاء الطبيعي . بمجرد أن يسدل الليل ستاره ويعم ظلامه الدامس أرجاء بلديات عين الترك ، تظهر حركة غير عادية , تبدأ بتجمع أعداد كبيرة من البطالين الباحثين عن العمل ,وبعد لحظات تتحول شواطئ بلديات عين الترك بوسفر والعنصر خاصة مناطق الكثبان ,, بومو و الأندلسيات إلى ورشة كبيرة من ورشات استخراج الرمل ونقله إلى شاحنات و جرارات عبرت المسالك الوعرة غير المعبدة للاختباء في دوريات الأمن و يعمد السائقون إلى توقيف محركات مركباتهم لكي لا يلفتون الانتباه ، وتستمر عمليات النهب حتى مطلع الفجر حيث تضطر العصابات إلى التخلي عن أكوام من الرمال تعذر عليها شحنها طيلة الفترة الليلية. [2000 دينار مقابل عمل شاق وغير قانوني]
 بالرغم من أن هذه العمليات خارجة عن القانون وتعرض صاحبها إلى عقاب قد يصل الى حد السجن إلا أنها كانت ملاذا للشباب البطال وحتى محدودي الدخل لتغطية مصاريف عائلاتهم رغم مخاطرها يقول عبد القادر الذي عانى كثيرا من تورمات بسبب هذا العمل الشاق الذي كان يضطر للقيام به على مستوى شاطئ بومو الغني عن التعريف والسهل بالنسبة لعصابات الرمال التي يمتلك باروناتها كل الوسائل لممارسة نشاطها غير القانوني يمنحون لنا مقابل عملنا طيلة الليل بسرقة الرمل وشحنها على متن الشاحنات ألفي دينار فقط يضيف عبد القادر الذي قبل بعرض أصحاب المركبات الكبيرة لضمان قوته و تحسين ظروفه المعيشية السيئة. وقد أدى جشع مافيا الرمال الى كارثة إيكولوجية بالمنطقة لاسيما وأن رمال البحر أكثر طلبا من تلك الموجودة بالأودية حسب العارفين بخبايا الملف لأنها ذات حبيبات صغيرة وهي المطلوبة في سوق البناء وأمام غلاء ثمنها الذي يتجاوز 10 ملايين سنتيم بالنسبة لرمال الشواطئ المعروفة بصغر حبيباتها، لم يفكر بارونات نهب الرمال في النتائج السلبية التي تخلفها ممارساتهم غير المشروعة على الطبيعة و المكان فالمهم بالنسبة لهم ربح الأموال الطائلة ولا يتوقف هؤلاء عن نهب الرمال إلا بطلوع الفجر أو المداهمات التي قد تفاجئهم بها مصالح الدرك الوطني بين الفينة والأخرى من خلال دوريات متكررة ليلا الأمر الذي يدفعهم إلى الهرب والتخلي عن معداتهم وكذا شاحناتهم و جراراتهم التي تفتقد إلى الوثائق مما يجعل التعرف على هوية أصحابها من سابع المستحيلات وتنتهي المطاردة في كثير من الأحيان بحجز هذه المعدات والمركبات و نقلها إلى محشر البلديات و فرار أفراد العصابة من يد ذات المصالح الأمنية كون العصابات توظف حراسا لمراقبة أي إخلال أو تعكير لعملهم الليلي. [ نتائج وخيمة على الإنسان والمحيط ] و أدت عمليات استنزاف رمال شواطئ وهران إلى كارثة بيئية تستدعي تدخل السلطات رغم تأخرها لارتباط ذلك بيوميات المواطن خاصة مع الماء الشروب والمهددة بالملوحة ناهيك عن أن عمليات سرقة الرمال انعكست بالسلب على الأراضي الفلاحية التي كانت تذر بخيراتها على سكان المنطقة لا سيما الفواكه خاصة فاكهة الخوخ التي كانت تشتهر بها بلدية بوسفر والتي لم يعد لها أثر بسبب الملوحة التي غزت المساحات الزراعية وتشهد شواطئ العيون كما يحلو للكثير تسميتها وضعية كارثية بسبب عمليات التعرية التي مست رمالها وهو الأمر الذي أفقد الطبقة السطحية للمياه صفاءها متأثرة بغياب الطبقة الرملية التي تعمل كمصفاة طبيعية. حسب أهل الاختصاص الذين أكدوا لنا أن زحف مياه البحر عقب نهب الرمال يؤدي إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية وإفقاد الأراضي الفلاحية المجاورة خصوبتها والمشكل أن تعويض الرمال المنهوبة يتطلب آلاف السنين خاصة وأن سبع سنوات لازمة لتعويض متر مربع واحد من الرمال ولكم أن تتصوروا حجم الكارثة التي خلفتها عصابات الرمال على شواطئنا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)