الكاتب الفرنسي جيل كيبل

تناول، أول أمس، الكاتب ”جيل كيبل”، خلال لقاء بعنوان ”نظرات على تحولات العالم العربي اليوم” في اختتام فعاليات الصالون الدوالي ال19 للكتاب بالجزائر بقاعة المحاضرات سيلا 19 للصالون الدولي للكتاب، تغيرات العالم العربي، في لقاء جاء تخت عنوان”.وحاول الكاتب الفرنسي، الذي يعد من أبرز المختصين في شؤون العالم العربي الإسلامي، فهم وتحليل الأوضاع الثقافية والسياسية والاجتماعية في البلدان العربية، التي تغيرت بعد موجة الثورات العربية، وكيف تعاملت هذه البلدان خاصة منها المتواجدة على شمال القارة الإفريقية، على غرار بلدان المغرب العربي، مثل تونس والجزائر.وقام ”جيل كيبل”، خلال اللقاء الذي جمعه مع كتاب وصحفيين ومختصين بشؤون العالم العربي، بتحليل والتعليق على أهم الأحداث التي غيرت، حسب قوله، العديد من المجالات في البلدان المتضررة من الآثار السلبية للثورات، حيث قارن جيل الوضع في ليبيا بما يحدث حاليا في سوريا، وقال أن هذه البلدان التي حاولت شعوبها المضي قدما نحو التطور الديمقراطي والثقافي والسياسي ”بالرجوع إلى الوراء وتغلب الأحداث السلبية على الأحداث الإيجابية، عكس رغبات الشعوب في التغيير، بحيث تم اقتباس هذه الرغبات من طرف الفئة المتدينة الممتلكة لأفكار متشددة والتي حاولت تطبيق الشريعة، على حساب الأغلبية المشكلة لهذه المجتمعات، وكذا على حساب الديمقراطية والسلم”. ولخص المحاضر الوضع في البلدان التي تعيش الثورات منذ أربع سنوات، كونه يشكل خطرا متواجدا حاليا على حدود بلدان مثل الجزائر، بحيث تمثل الاضطرابات التي تعيش على وقعها بلدان ليبيا وسوريا ومصر والعراق وتونس، خطرا ومشكلا جادا بكل جوانبه الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية، على البلدان الغربية وكذا البلدان التي شكلت الاستثناء. كما طرح ”جيل كيبل” على الحضور بعض التساؤلات والقراءات، للتمكن من فهم الأحداث والتعاطي معها بطريقة حضارية، تهدف إلى التغيير السلمي والديمقراطي وتطبيق سياسة فكرية متفتحة، تمكن الشعوب من استغلال الآثار الإيجابية للثورات، والتعايش السلمي بين مختلف الأطراف المشكلة للمجتمعات العربية، وكذا القضاء على التطرف الفكري والديني. للإشارة، يعد ”جيل كيبل” أحد أبرز الكتاب المختصين في العالم العربي والإسلامي، كما يضم مسار جيل الأدبي العديد من الدراسات والمؤلفات، نشر له اثنا عشر كتابا ترجمت إلى عدة لغات، نذكر منها ”النبي وفرعون، الحركات الإسلامية في مصر المعاصرة”، كتاب ”نزوة فرنسية، صوت الأحياء الشعبية” لدار نشر غاليمار، والذي يعد آخر إصدارات جيل كيبل.