الجزائر - A la une

الكاتب السوري هيثم حسين يخيط الذاكرة المؤثثة بالحقد في "إبرة الرعب"


الكاتب السوري هيثم حسين يخيط الذاكرة المؤثثة بالحقد في
صدر، مؤخرا، عن منشورات الاختلاف الجزائرية وضفاف اللبنانية للكاتب السوري هيثم حسين رواية جديدة بعنوان “إبرة الرعب”، طرح في صفحاتها سؤال إلى أين يمكن للنشوة أن تقود الإنسان انطلاقا من مسوخ الكراهية المتناسلة كما وصفها قلم الكاتب اللبناني جينا سلطان.وحسب ما قرأه جميا سلطان فإن لحمة الرواية تدور في قرية كردية منسية، يدمن أهلها تقصي أسرار بعضهم البعض. لذا يتلبس البطل رضوان هيئة ممرض منحرف، كي يسرد تفاصيل الذاكرة المؤثثة على الحقد وتناسل الكراهية. فهو ابن موسو الذي يهرب من الجوع إبان جفاف السبعينات، ويلتحق بالميليشيات المسلحة في لبنان كجندي مرتزق. ثم يعود عقب الاجتياح الإسرائيلي إلى بيروت، مبتور الأصابع، مصلوم الأذن، صامتا صمتا حجرياً، فيغدو بطل القصص المرعبة، التي يتمازج فيها عنف الحرب ووحشيتها بشبق الحيوات المنفلتة من عقالها. لكن الحقيقة تظل لغزا يتضخم في أذهان القرويين البسطاء، كتعويض عاطفي لتاريخ الحرمان والجهل والتهميش، لا يخلو من شجاعة امرأة تتحدى قوانين الرجال الذكورية، لتعرض ابنتها القبيحة خجو على ابن اخيها موسو، فينطوي سرّ فوق آخر، وتلتهب سعادة الحواس، وينمو امتنان متواطئ بين الكائنين المشوّهين بالخوف والرعب، فتكمل الحياة نصب شباكها الماكرة، وينتكس الابن البكر كاوا. بينما يساق المتبطل الكسول رضوان إلى الخدمة العسكرية الإلزامية في ريف العاصمة، حيث يدلف الى عوالم مختلفة، تشكل امتدادا لبيئة التخلف والفساد والانحلال الأخلاقي في قريته.بذريعة الفقر والحاجة يداهن رفاقه في الخدمة كسبا لتعاطفهم وثقتهم، مما يفتح أمامه الأبواب المغلقة، فيمتطي الموجة مثل كل مرتزق متيقظ، مؤمّنا رزقه وتدابير ملذاته حيثما وكيفما عرضت. ابتداء بالشاذ المدلل نضال الشامي، انتهاء بجولا المجنونة السائبة، ومرورا بالمؤخرات العارية للمرضى، التي تولّع بها وأدمنها بحواسه حتى اختصرت عالمه بأسره. ومع توالي الأحداث تبدأ محاولات رضوان لتأبين الذاكرة في غياهب النت، كي يكون دائم التوجه إلى المستقبل والتصويب على الأهداف المنشودة فيه، بدلا من العيش في الماضي الذي يلاحقه كوصمة عار وغابة من الرعب والفوضى. ثم يتحول تدريجاً ليصبح كائنا افتراضيا يصادق الناس من خلال أكاذيبهم وخيالاتهم المشوهة عن ذواتهم المريضة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)