القطاع السياحي بعنابة يتجه نحو الريادة اقتصاديا

أفرز الاهتمام البالغ بالقطاع السياحي من خلال مختلف المشاريع المتعلقة بالقطاع التي خرج بعضها للنور، على غرار المحطة البحرية وفندق شيراتون، على توجه واسع لشريحة معتبرة من شبان ولاية عنابة لاتباع مختلف التكوينات في هذا الميدان، فيما تعكف الجمعية الولائية للسياحة على تقديم مشروع إحصائي تفصيلي للمواقع السياحية عبر مختلف بقاع الولاية، وتحضر غرفة التجارة والصناعة ”سيبوس” لتنظيم أول صالون دولي للسياحة في عنابة.حفزت إرادة السلطات الولائية بتحويل ولاية عنابة لقطب سياحي، من خلال تجسيد للعديد من المشاريع السياحية وتسطير أخرى أقل ما يقال عنها ضخمة، على غرار القطب السياحي لبلديتي شطايبي وسرايدي، مختلف باقي القطاعات الفاعلة اقتصاديا لمرافقة هذا التغيير، الذي جلب أولا اهتمام شريحة هامة من الشبان، حيث شهدت مختلف مراكز التكوين المهني إقبالا غير مسبوق للطلبة على مختلف ميادين القطاع السياحي، التي يتقدمها تكوين المرشدين السياحيين، إلى مختصين في جميع أنواع الطبخ، إلى متخصصين في مختلف المهن الفندقية ذات المستوى العالي، علما أن هذه التكوينات تقاسمتها ولايتا عنابة والطارف على السواء، على اعتبار تواجد معهد متخصص في هذه الأخيرة يخرج سنويا آلاف الإطارات في المجال السياحي، الذي يتجه نحو التنمية الاقتصادية والميدان الاستثماري الهادف من خلال جهود مختلف الجهات. وفي هذا الإطار تقدم الجمعية الولائية للسياحة غضون الشهر القادم تقريرا تفصيليا بمختلف المناطق السياحية في جوهرة الشرق عنابة، لمديرية السياحة، السلطات الولائية، ومديرية الشاب والرياضة، في بادرة تهدف أساسا لإشراك أبناء الولاية في بناء القطاع السياحي الذي عانى التهميش لسنوات، مع أنه يمكن أن يكون له نقلة تنموية اقتصادية غير مسبوقة، على اعتبار كون ولاية عنابة تتمتع بمؤهلات طبيعية خارقة للعادة تحتاج لتأطير مادي رفيع المستوى، وهو ما تم توفيره من خلال مشاريع طموحة يعتبر تجسيدها مكسبا هاما للولاية التي ترقد على كنوز سياحية لا مثيل لها.وفي سياق توجه السلطات نحو إحياء القطاع السياحي والدعوة إلى الاستثمار فيه، سيكون موعد تنظيم أول صالون دولي للسياحة من طرف غرفة التجارة والصناعة ”سيبوس ” فرصة لإخراج كنوز جوهرة الشرق للعلن عن طريق استضافة مستثمرين في هذا الميدان من مختلف الدول العربية، ثم الاتجاه نحو أوسع رقعة عالمية ممكنة، علما أن ذات الصالون يتم تنظيمه بولايتي وهران والعاصمة سنويا، الأمر الذي جعلهما تسبقان ولاية عنابة بأشواط كبيرة في القطاع السياحي الذي مازال محدودا جدا ويحتاج لهزة قوية من خلال تجسيد مختلف الاستثمارات السياحية فعليا، إلى جانب الاهتمام فعليا بمجال الآثار الرومانية التي مازالت في طي النسيان، مع التأكيد على وجوب تضافر جهود جميع باقي القطاعات التي لا يستغني القطاع السياحي عنها مثل التعمير والأشغال العمومية في إحداث هذه النقلة النوعية لعنابة.