الجزائر - A la une

"القضاء الأعلى في خدمة الأمة"



صدر مؤخرا عن المركز الوطني لوثائق الصحافة والإعلام، كتاب بعنوان “القضاء الأعلى في خدمة الأمة: 1963-2014”، يرصد مسيرة جهاز القضاء الأعلى منذ فجر الاستقلال، ممثلا في مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر، حكم فيها رؤساء متعاقبون، كان لكل منهم لبنة في بناء هيكل الدولة الجزائرية.تناولت مقدمة الكتاب الذي جاء في 111 صفحة، عرضا لمختلف المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر، وذلك منذ أن قامت لجنة التنسيق والتنفيذ بالإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية برئاسة الراحل فرحات عباس، ليكون أول رئيس للحكومة المؤقتة إلى أن انعقد المجلس الوطني للثورة في طرابلس سنة 1961، ليشكل ثالث حكومة مؤقتة في الثورة، يقودها بن يوسف بن خدة.في سبتمبر سنة 1963، اختير الراحل بن بلة ليكون الرئيس الأول للجزائر المستقلة، ليساهم في إعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق آمال الشعب الجزائري، الذي عاش الحرمان والفقر طيلة فترة الاستعمار.في 19 جوان 1965، تولى الراحل بومدين قيادة الجزائر، وعمل على استكمال بناء مؤسسات الدولة ودعمها بنصوص أساسية، منها المصادقة على مشروع الدستور الذي جسّد الأفكار الأساسية للميثاق الوطني؛ باعتباره القانون الأساسي للبلاد. على إثر وفاة الرئيس بومدين، تولّى السيد رابح بيطاط المهام مدة 45 يوما، حينها عُقد مؤتمر استثنائي لتعيين الرئيس الجديد للجزائر، وتم فيه اقتراح الراحل الشاذلي بن جديد، ليُنتخب في سنة 1979 رئيسا للجزائر. وقد زاول مهامه إلى حين استقالته في 11 جانفي سنة 1992. وبناء على الدستور ونظرا للفراغ التشريعي الناشئ عن الفترة التشريعية المنتهية، وبالتالي فإن المؤسسة الدستورية المخوَّلة للاضطلاع قانونا بمهام رئيس الدولة، تتمثل في رئيس المجلس الدستوري. وطبقا لأحكام مواد الدستور يتعين على المؤسسات المخولة بالسلطات الدستورية، السهر على استمرارية الدولة وتوفير السير العادي للمؤسسات والنظام الدستوري.في 14 جانفي 1992، أعلن المجلس الأعلى للأمن عن تأسيس المجلس الأعلى للدولة برئاسة محمد بوضياف. وعند اغتيال هذا الأخير خلفه الراحل علي كافي ليعيّن المجلس الأعلى للأمن السيد زروال رئيسا. بتاريخ 16 نوفمبر 1995 أُجريت أول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ الجزائر، انتُخب فيها الرئيس زروال، وكان ذلك بداية لإضفاء الشرعية على مؤسسات الدولة.في سبتمبر 1998، أعلن زروال عن تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، وقد تم إجراؤها في 1999، أسفرت عن انتخاب الرئيس بوتفليقة، والذي أعيد انتخابه لثلاث عهدات.يرصد الكتاب بإسهاب، الإنجازات والمشاريع التي تجسدت في مرحلة كل رئيس ابتداء من الراحل بن بلة، وذلك بالتعرض لمختلف المجالات، مع إرفاق ذلك بالصور الفوتوغرافية من الأرشيف الوطني، إضافة إلى تقديم مقاطع من أهم خطابات هؤلاء الرؤساء، الذين رحل أغلبهم عن عالمنا، لكنهم سجلوا مسيرتهم في سيرورة تنمية البلاد بعد الاستقلال.قدّم الكتاب أيضا مقتطفات من خطاب الرئيس بوتفليقة إلى الأمة بمناسبة مراسيم أدائه اليمين الدستورية سنة 2009، أشار فيه إلى “أن التحديات التي يتعين علينا رفعها تحديات عظيمة، لكن الشعب الجزائري برهن على أنه قادر على الإتيان بالمعجزات إن هو تجنّد ورصّ صفه وعمل يدا واحدة”.للإشارة، فقد خصص الكتاب حيّزا للرئيس، حمل عنوان “15 سنة من التنمية”، كانت بمثابة الحصيلة التي جسدت تعهدات الرئيس بداية من إطفاء نار الفتنة، واسترجاع العزة والكرامة، وصولا إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكاملة التي تم استعراضها بالتفصيل، بسرد المشاريع والإحصائيات في كل القطاعات، ناهيك عن العودة القوية للجزائر إلى الساحة الدولية الإقليمية منها والعالمية بعد سنوات من العزلة.قدّم الكتاب في الخاتمة بيبليوغرافيا لكل رؤساء الجزائر، كما قدّم بالأرقام النتائج الإجمالية لرئاسيات 2009، وذلك عبر كل التراب الوطني.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)