الجزائر - A la une

القشابية.. اللباس التقليدي الأكثر حضورا وسط الشباب.. المسؤولين ورجال الأعمال


القشابية.. اللباس التقليدي الأكثر حضورا وسط الشباب.. المسؤولين ورجال الأعمال
تعتبر القشابية من الألبسة التي يبقى الجزائريون أوفياء لها، حيث تسجل حضورها القوي، خاصة في فصل الشتاء، بالنظر إلى امتيازاتها التي تجمع بين الوقاية من برودة الطقس وضمان الدفء، ناهيك عن جانبها الشكلي الذي يجمع بين الهيبة والوقار وجمال الهندام.ورغم أن الكثير من الألبسة التقليدية قد تأثرت بالموضة والعصرنة والألبسة الحديثة، ما جعلها تفقد جاذبيتها بمرور الوقت، إلا أن القشابية لا تزال تفرض وجودها بقوة لدى الجزائريين بمختلف المستويات والطبقات، بدليل أن كثيرين يفضلون لبسها، ويظهر بها في الأماكن العامة وحتى في المناسبات العائلية والاحتفالية، وتعد بمثابة القاسم المشترك بين الراعي والفلاح والمواطن البسيط وكذا رجال الأعمال، كما يحرص على لبسها الشيوخ والكهول مثلما يلجأ إليها عدد كبير من الشبان، وهو ما وقفنا عليه في مختلف ولايات الوطن.وعلاوة على أنها تسجل حضورها بقوة في المحلات لغرض البيع، فإن التجار الناشطين في الأسواق الأسبوعية واليومية يرون أن القشابية أفضل لباس لهم، لأنها تقيهم من البرد القارس، وتضمن لهم روح المقاومة أمام التقلبات الجوية، كما أنها تسجل حضورها بقوة في الملاعب الجزائرية، بدليل أن هواة كرة القدم يفضلون اللجوء إلى القشابية التي تعد في نظرهم أفضل سلاح لمواجهة البرد، بغية التفاعل بشكل جيد مع الإثارة التي تميز مباريات البطولة، وهو ما وقفنا عليه لدى شريحة واسعة من جماهير أندية الشرق، وخاصة في منطقتي الهضاب والأوراس، على غرار أنصار وفاق سطيف، أهلي البرج، مولودية العلمة، شباب ومولودية باتنة، اتحاد الشاوية، جمعية عين مليلة وغيرهم من أنصار الفرق الذين كسبوا خبرة في هذا الجانب، خاصة وأن أغلب مدرجات الملاعب الجزائرية إسمنتية وغير مغطاة، ما يجعل محبي الجلد المنفوخ عرضة للبرد القارس وتساقط الأمطار والثلوج.ويجمع الكثير بأن القشابية ارتبطت تاريخيا بالثورة التحريرية، لأنها كانت تساعد المجاهدين على تحمّل قساوة الطبيعة، والتنقل والاختباء والتمويه، وحتى إخفاء السلاح والتنقل بين المواطنين دون إثارة الانتباه، لتصبح فيما بعد حسب محدثنا علامة للهمة والرجولة، وتخطت قيمة البرنوس لتتربع على عرش اللباس التقليدي، خاصة في ظل تميزها بالتغلب على البرد والأمطار، متجاوزة بذلك كل الألبسة الحديثة، فأصبحت مطلب المواطنين العاديين والمسؤولين الكبار في الداخل والخارج.وحسب السيد زين الدين بومزروق، فإن القشابية الوبرية تعد الأغلى ثمنا والأفضل نوعية، حيث تتصف بعدة أنواع، منها القشابية البيضاء والحمراء والدرعاء (أي تلك المصنوعة من صوف الغنم الأسود)، والمناطق التي تشتهر بها حاليا هي منطقة أولاد نايل بولاية الجلفة، وبلدية مسعد على الخصوص، بعدما كانت القشابية البيضاء لسيدي خالد وأولاد جلال هي الرائدة في خمسينيات القرن الماضي، بحكم توفر المنطقة على المادة الأولية وهي الصوف. وتبقى القشابية صامدة أمام كل المتغيرات وتطورات العصرنة في ظل طغيان الألبسة الحديثة، حيث تجمع بين مختلف تقاليد وعادات الجزائريين، والفارق الجوهري الذي يؤكد عليه الكثير من العارفين، هو أن أي نوع من القشابية كلما خف وزنها إلا وارتفع ثمنها، ولو أن أسعارها تختلف بحسب المواد المصنعة بها، وكذا طريقة خياطتها، حيث أن المصنوعة بالوبر وباليد تكون دوما أجود وأغلى، وقد يصل ثمنها إلى 8 ملايين سنتيم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)