الجزائر - A la une

الفخار يحافظ على مكانته رغم منافسة الأواني المستوردة



الفخار يحافظ على مكانته رغم منافسة الأواني المستوردة
تحاول الأواني الفخارية، مؤخرا، خاصة خلال شهر رمضان، استرجاع مكانتها في مطابخنا وعلى مائدة الجزائريات، فالأطباق الصينية والفرنسية وغيرها تتراجع في هذا الوقت بالذات من السنة تاركة مكانها لأواني الفخار على اختلاف أنواعها التقليدية والعصرية، كشكل من التمسك بالعادات الجزائرية القديمة في هذا المجال.تشهد محلات وطاولات بيع الأواني هذه الأيام إقبالا منقطع النظير، فأغلبها غيرت نشاطها واتجهت لهذا النشاط الذي يعرف بالربح المادي المعتبر، لاسيما خلال الشهر الفضيل أين تتجه ربات لبيوت للأسواق بحثا عما هو جديد لتزيين المائدة الرمضانية، كما جرت عليها العادة في بلادنا في مناسبات كهذه.وبالرغم من تراجع الإقبال على أواني الفخار في وقت مضى، وذلك للكم الهائل من الأواني المستوردة التي نافستها بشكل ملحوظ، عاد الفخار مجددا ليشد انتباه الجزائريات، لاسيما بعد الإبداع في تصميماته، وكذا بسبب القنوات الخاصة بالطبخ التي تستعمل هذه الأواني كنوع من الترويج والإشهار لها.ارتباط الفخار برمضان وثيق..طالما ارتبطت الأواني الفخارية بشهر رمضان الكريم عند الجزائريين بشكل كبير، حيث ترى ربات البيوت في هذه الأواني تقليدا مهما تلتزم به حفاظا على نكهة معينة، وصفتها لنا الحاجة مريم التي التقينا بها في سوق بلوزداد قائلة:”لا بديل عن شوربة الفخار التي تتميز بنكهة وطعم مميزين، كما أن للأطباق دور كذلك في الذوق المميز للأكل الرمضاني، وفي الحلة الجميلة لمائدة الإفطار، وبالرغم من استعمالي لباقي الأواني الأخرى طيلة السنة إلا أن للفخار في رمضان مكانة أساسية في مطبخي”.ومن جهتها تقول سامية في السياق:”تبقى الأواني الفخارية سيدة المائدة الجزائرية خلال رمضان، وبالرغم من اتجاهنا باقي أيام السنة إلى كل ما هو مستورد وجديد، إلا أننا نبحث عن ”بنة رمضان” في الفخار، والنكهة الخاصة التي تضفيها على الأكل وعلى الجلسة بصفة عامة”.فضائيات تروج لها والإبداع فيها متواصللم تتغير مادتها الأولية التي تتمثل في الطين أو الفخار، غير أن أشكالها وأنواعها ونوعياتها اختلفت عن السابق بشكل كبير، حتى أن أغلبها لم يعد من الصنع المحلي، بل راح المستوردون يغرقون الأسواق بأواني من الفخار الأوروبي والآسيوي، والذي يتميز بدرجة عالية من الجودة والإبداع. ولعل أكبر مسوق لهذه الأواني هي تلك القنوات الفضائية الخاصة التي تروج بشكل أو لآخر لها، من خلال استعمال العاملين بها لهذه الأواني في إعدادهم لوصفات الطبخ التي تقدمها القناة، حتى باتت بعض هذه الأواني تسمى لدى الباعة والزبائن على حد سواء باسم القناة أو الطاهية التي تظهر فيها، لذا فإن الإقبال عليها بات مضاعفا في الآونة الأخيرة، والذي يقول عنه سمير، بائع بسوق الجرف بباب الزوار:”دفعنا الطلب المتزايد على الأواني الفخارية لاسيما العصرية، إلى عرض الكثير منها بمختلف الأنواع والأشكال، كما انتشرت بعض التسميات الخاصة بأنواع معينة من الأواني، يربطها زبائن بالقناة التي تستعملها بشكل كبير، لذا فإننا بدورنا كباعة أصبحنا نروج لها بهذه الأسماء كذلك”.وإن كان هناك اختلاف بين ما هو عصري وما هو تقليدي، يقول بائع آخر بذات السوق لاحظنا امتلاء متجره بأواني الفخار المختلفة بين العصرية والتقليدية:”لا شك في وجود اختلاف بين الأواني الفخارية القديمة والعصرية، غير أنه جد طفيف، فلا يتعدى ذلك التنوع في التصميم والإبداع فيه، غير أن المواد الأولية المستخدمة لاتزال نفسها، وهو ما يميز الذوق والنكهة الخاصة التي تضفيها هذه الأواني على المأكولات”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)