الجزائر - A la une

الغني أساسي والفقير إحتياطي




يبقى التكوين و الاهتمام بالنشء هو حجر أساس أي رياضة كانت على غرار كرة القدم ، الذي يكلفك ربح المال بتخفيض نفقات النادي من جهة بالاعتماد على المنتوج الذاتي لتدعيم الفريق الأول بعيدا عن الانتدابات المبالغ فيها ناهيك عن الاستفادة من عائدات هذه المواهب في حالة تحويلها لفرق أخرى هذا من جهة أخرى . ولا يختلف أحد من اثنين على أن فرق وهران تعد مدارس كروية مكونة من الدرجة الأولى و ذلك من الحقبة الاستعمارية إلى غاية اليوم بل قل هي خزان لكل الفرق الجزائرية ، شرقا ، وسطا ، غربا و حتى جنوبا من بوابة شبيبة الساورة ، إلا أنها رغم ذلك تبقى تعاني بتراجع رهيب لمستواها بداية بالفرق الصغرى الناشطة بالأقسام الهاوية ، على غرار ممثلي حي البدر رائد غرب وهران و رائد شباب وهران اللذان سبق أن تخرج من عندهما اسماء رنانة في شاكلة ، برملة ، بومشرة ، بوهدة ، بلخير ، بلايلي و أحسن لاعب في الجزائر لسنة 2018 بغداد بونجاح ، الأمر ينطبق أيضا على اتحاد وهران بالنسبة لمشروع أكاديميتها الفاشل التي تخرج منها شريف الوزاني نجل سي طاهر ، فريفر ، بن شاعة و مڨني مختار في حين اقتصرت أسماء مديوني وهران على بلقروي ، بلخيثر و شريف هشام إلا أن كل هذه الفرق لم تستفد قط من هذه الأسماء رياضيا من حيث هجرة غالبيتها للأقسام النخبة أو ماديا من خلال عدم حصولها على عوائد احتراف هذه العناصر ما يوحي بسوء تسيير و سذاجة القائمين على هذه الفرق في عدم نجاحهم في تجهيز و وضع جواز سفر رياضي لكل لاعب يضمن لهم حقوق التكوين ، على صعيد الفرق الكبرى في وهران فالتكوين فيها من بوابة الفئات الصغرى يعد رواية شائكة محبوكة بالكثير من الفضائح في السنوات الأخيرة ، حيث لا يختلف أحد من إثنين على أن تدخل الأولياء في صلاحيات مدربي الفئات الشبانية فرضه منطق «الشكارة» ليس وليد اليوم لكنه زاد عن حده و دق ناقوس الخطر من خلال الاهمال التي باتت تعانيه هذه الفئة لتصبح بعض الفرق عنوانا للمحاباة و المعرفة وفق مبدأ ابن الغني أساسي و الفقير احتياطي أو خارج دكة البدلاء. و مرات تكون الأندية الكبيرة محرمة عليه في ظل كل هذا يبقى مدربو هذه الفئات يعيشون ضغطا رهيبا و شديدا و فيها من تواطأ مع الجماعة المسؤولة راضخا بالسمع و الطاعة للحفاظ على منصبه في النادي ومنهم من يندد تحت الطاولة رافضا كشف المستور خوفا من أن يطاله سيف الحجاج ، ليكون الشارع مصير العديد من العناصر التي كثيرا ما ترفضها الجهة المكلفة بالفريق المحترف نظرا للفائض الكبير في عدد اللاعبين ما يوحي بسوء التنسيق بين الجهتين . ويتأسف المتتبعون لم آلت إليه كبرى فرق الجهة الغربية من حيث الألقاب متمنين أن تعود تلك السياسة الرشيدة للتكوين التي كونت لاعبين امثال بلعطوي شريف الوزاني واكتشفت مراد مزيان ، والشيء نفسه يقال عن المدارس الكروية العريقة التي تبقى لها تقاليد في هذا المجال من خلال تخرج العديد من اللاعبين منها كل موسم إلا أنه طالها الظلم و الاجحاف على غرار بعض الاسماء في شاكلة مجاهد بيكات المتوقف اليوم عن مزاولة الكرة ، تسوريا بلعيد الذي اختار الهجرة نحو فرنسا بعد أن طاله التهميش و وجد نفسه في الأقسام السفلى شأنه شأن الحارس بسايح ، في ظل كل هذا تبقى هذه المدارس الخاسر الأكبر بما أن أبناءها يصنعون أفراح جل الفرق محليا وهي تعاني بين الهبوط و الصعود في الرابطتين الأولى و الثانية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)