الجزائر - A la une

العمق الإفريقي خيار استراتيجي للجزائر



❊ لم شمل إفريقيا لا يكون إلا بمساعي الدول الإفريقيةيشكل العمق الإفريقي من أبرز التحديات التي يراهن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على رفعها منذ انتخابه على رأس البلاد، بحكم الوزن الاستراتيجي الذي تمثله الجزائر في القارة السمراء، والتزامها بالارتقاء بالشراكة مع الدول الإفريقية في عدة مجالات، تزامنا مع مباشرة مهامها في مجلس الأمن كعضو غير دائم، حيث ستركز جهودها على تكريس السلم والأمن باعتبار أن 75 بالمائة من القضايا المطروحة على مستواه ذات طابع إفريقي محض.
تجلى اهتمام الجزائر بالقارة السمراء في الزيارات التي قام بها قادة أفارقة لها خلال السنوات الأربع الماضية، في سياق بعث التوجه الذي تصبو إليه الجزائر منذ نيل استقلالها، فمثلما لم تتخل عن دعم الحركات التحررية في العديد من الدول الإفريقية، تتطلع اليوم لنفض الغبار عن التنمية في قارة أثقلتها بؤر التوتر المتفشية هنا وهناك مما انعكس سلبا على الجانب الاقتصادي.
ولعل في زيارة الرئيس السيراليوني جوليوس مادابيو، وما أسفرت عنه من توصيات تعكس التزام البلدين بالدفع بالتعاون الثنائي من جهة، وتنسيق الجهود للارتقاء بالمصالح الإفريقية من جهة أخرى بحكم تولي البلدين مهمتهما في مجلس الأمن، سوى نموذج للمنحى الذي اعتمدته الجزائر من أجل استحداث إطار جديد في علاقتها مع القارة على ضوء المتغيرات الدولية الراهنة.
كما برز هذا الاهتمام في خطابات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي يعتبر إفريقيا خيارا استراتيجيا للجزائر خاصة على المستوى الاقتصادي، معتمدا في ذلك على الدور السياسي المؤثر للجزائر داخل الاتحاد الإفريقي، انطلاقا من قناعته بأن "الجزائر مصيرها إفريقي وامتدادها إفريقي، ولم شمل إفريقيا لا يكون إلا بمساعي الدول الإفريقية".
فضلا عن ذلك فإن استعادة الجزائر لثقلها الدبلوماسي والإقليمي في القارة السمراء تعد من الالتزامات 54 التي تضمنها البرنامج الانتخابي للرئيس تبون، ما دفع بعدة دول إفريقية لتقديم طلبات للجزائر لتحريك آلتها الدبلوماسية في حل النزاعات الداخلية والخارجية على المستوى القاري، استنادا إلى تجربتها الكبيرة على المستوى الدولي .
موازاة مع ذلك ركز رئيس الجمهورية، على ضرورة تعزيز الوجود الاقتصادي للجزائر في إفريقيا، من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة مع دول القارة، مثل أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي سينقل هذه المادة من نيجيريا إلى أوروبا مرورا بالجزائر والنيجر.
وبعد انضمامها إلى منطقة التجارة الحرة الإفريقية، تراهن الجزائر على إطلاق مشاريع اقتصادية ضخمة على غرار تموين إفريقيا بالكهرباء وإقامة مشاريع سكك حديدية تربط دول القارة التي ليس لديها سواحل، فضلا عن العمل على تدارك التأخر المسجل في خطوط النقل بالدول الإفريقية، من أجل تشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في القارة.
وفي ظل اهتمام مختلف القوى الدولية على القارة السمراء بالنظر إلى ما تزخر به من ثروات وامكانيات هائلة، فإن هذه الأخيرة تراهن على الجزائر بحكم موقعها الجغرافي لتسهيل ولوجها بعض الأسواق الإفريقية، فضلا عن كونها تتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الشركاء سياسيا واقتصاديا.
كما توظف الجزائر العديد من الاستراتيجيات للترويج للفرص الاقتصادية في إفريقيا، ومن ضمنها الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والزراعة والتكنولوجيا، حيث أعلنت في هذا الصدد عن تخصيص مليار دولار لتمويل مشاريع تنموية في دول إفريقية، لاسيما تلك التي تكتسي طابعا اندماجيا بما يضمن استفادتها من الاتجاهات الاقتصادية العالمية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)