الجزائر - A la une

"العمالة الرخيصة" تتزايد بسبب التقشف




لم يعد هناك مجال لاختيار المهنة التي تضمن مبلغا من المال، حتى لو لم تكن في شكل راتب شهري، لأن سياسة التشقف سببت ضربة حادة لجيب المواطن البسيط. ومنذ زمن غير بعيد كانت هناك مهن تسبب الحرج لأصحابها في المجتمع، فعون النظافة وقابض المال وغاسل الصحون مهن تحظى اليوم بإقبال الشبان.نلتقي يوميا بأشخاص يمارسون نشاطات قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، لكن المثل الشعبي يقول ”إذا عمّت خفّت”، باعتبار أن بعضا من الوظائف كانت تسبب في الإحراج لأصحابها أمام نظرات المجتمع، لكنها اليوم أصبحت مفرا من البطالة، ليس من قبل الشباب ذو المستوى العلمي المتدني أو المتوسط، بل حتى من قبل خريجي مختلف التخصصات الأكاديمية، هؤلاء الذين سدت عليهم أبواب التوظيف مؤقتا.أطفال يتلقون ”الصنعة” قبل رسوبهم المدرسي!التقينا عديد المرات ونحن في حافلة النقل الجماعي للخواص، أطفالا يقبضون المال من الركاب، خاصة في فترة العطل الموسمية، فبعض هؤلاء الأطفال يجاورهم أمام السائق شخص يحترف المهنة التي أجبرتهم الظروف الاجتماعية القاسية على ممارستها. كما أن بعضا من العائلات لديها أكثر من ابن يعمل قابضا، حتى تحول هذا النشاط إلى صنعة فرضها الزمن. ناهيك عن حراس السيارات في الشوارع العمومية، هؤلاء الذين ينشطون بطريقة غير قانونية، لكنهم يفرضون منطقهم دون رقيب، لتجتمع صفة بين القابض وحارس موقف السيارات، ألا وهي الكسب دون بذل جهد فكري أو عضلي، فالملاحظ لطبيعة نشاط مثل هذه المهن يتبين له أنه من السهل الاستغناء عنها، لكنها توفر لقمة عيش لبعض الأسر، حتى يحفظوا بها ماء وجههم أمام شبح الفقر.العمالة المنزلية بحاجة للتقنينتتزايد المطالب مؤخرا على خادمات للبيوت من قبل العائلات الثرية والنساء العاملات اللواتي يكثرن السفر إلى الخارج، أو حتى البحث عنهن من أجل تنظيف شامل بالبيوت الشاسعة. وباعتبار أن المهنة لا تزال تحت قيد ”الثقة”، فإن توظيف خادمة بالبيت يعتمد على استشارة أحد الأقارب أو البحث بطريقة حذرة عن فتاة أو امرأة متقدمة في السن، لتسليمها شؤون البيت من ناحية معينة، ونظرا لحساسية المهنة كون الخادمة تقتحم أسوار المنزل وستعرف لا محالة بعضا من أسراره، فإن كثيرا من أهل القانون يؤكدون على ضرورة جعل المهنة في إطار قانوني، لما قد ينجر من تحرش جنسي على سبيل المثال ضد الخادمة أو سرقة أهل البيت من قبلها، فغياب مكتب توظيف الخادمات يعني توظيفهن دون ملف يحتوي معلومات خاصة بهن، وهذا في حد ذاته مشكل عويص، خاصة أن الظروف الاجتماعية المتغيرة باستمرار تستلزم تنامي وظيفة العمالة المنزلية بمجتمعنا.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)