الجزائر

العلمة تغرق في الأوحال والقاذورات أمام أعين السلطات رغم موقعها الاستراتيجي ونشاطها التجاري المتنامي




العلمة تغرق في الأوحال والقاذورات أمام أعين السلطات                                    رغم موقعها الاستراتيجي ونشاطها التجاري المتنامي
يشهد المحيط العمراني لمدينة العلمة، ثاني أهم تجمع سكني بعد عاصمة الولاية سطيف في الآونة الأخيرة، وضعا بيئيا صعبا مما أثر سلبا على الإطار المعيشي للسكان خاصة القاطنين منهم بالأحياء الموصوفة بالشعبية والأهلة بالسكان.
فمن خلال جولة قصيرة عبر معظم أحياء المدينة يترائ للناظر مدى الاهمال الذي طال محيطها العمراني من اهتراء للطرقات والأرصفة وتسرب مياه الصرف الصحي و ضعف الإنارة العمومية، إلى جانب تراكم أكوام لا متناهية من القاذورات والأوساخ أضحت مع مرور الوقت موقعا خصبا للحشرات الضارة. ويتجلى ذلك على سبيل المثال لا الحصر بكل من أحياء ثابت بوزيد وقوطالي والسوامع وبوخبلة وبورفرف، أين تبدو مظاهر الإهمال واللامبالاة في أبشع صورها خاصة ما تعلق منها بتسرب مياه الصرف التي أضحت ميزة لهذه الأحياء، فضلا عن فساد الطرقات الأرضية التي أصبح معظمها عبارة عن مسالك ترابية تتطاير منها الأتربة والغبار صيفا، وتتحول إلى برك مائية راكدة شتاءا. و مما يجدر التذكير به في هذا الصدد أن شبكة الصرف الصحي بهذه الأحياء لم يتم تجديدها منذ أكثر من ثلاثة عقود كاملة مما جعلها في حالة متقدمة من الاهتراء كما هو الحال بحي ثابت بوزيد وقوطالي اللذين أصبحا وصمة عار في جب ين مدينة تتبوأ مكانة إقتصادية و اجتماعية وطنيا. ولعل ما زاد من هموم مدينة العلمة هو التباطؤ الكبير في تنفيذ مشاريع التحسين الحضري التي رصدت لها المصالح المعنية مبلغ يفوق المائة مليار سنتيم حيث وعلى سبيل المثال فإن المشروع الموجه لحي السوامع لا زال يسير بسرعة السلحفاة حيث مر عليه زهاء سنتين ولم ير النور بعد الأمر الذي أثار و لا يزال استياء و تذمر السكان الذين لم يجدوا تفسيرا مقنعا لذلك. نفس الملاحظة تسري على حي ثابت بوزيد بالمدخل الشرقي للمدينة الذي أضحى مضرب الأمثال في التسيب والإهمال من حيث التأخر في تنفيذ مشروع التحسين الحضري الذي استفاد منه منذ أكثر من سنة ونصف ولم يتم تجسيده لحد الآن.
وكان المسؤول الأول للولاية قد أبدى انزعاجه من تدهور المحيط العمراني لمدينة العلمة وذلك خلال الزيارة التي قادته مؤخرا لعين المكان الأمر الذي أدى به إلى إعفاء تعليمات صارمة للمصالح والهيئات المعنية لتدارك ذلك في أقرب الآجال الممكنة، مما يمكن المدينة من استعادة بريقها الذي كان يميزها سنوات الثمانينيات والتسعينات.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)