الجزائر - A la une

العطلة الصيفية.. بين الراحة من المدرسة و التعب من الفراغ


العطلة الصيفية.. بين الراحة من المدرسة و التعب من الفراغ
تشكل العطلة الصيفية هاجسا كبيرا للعائلات في كثير من المناطق الداخلية، وتيارت إحداها، حيث يفرض خروج التلاميذ من المدارس في عطلة طويلة بقاء دائما خارج المراقبة، فإما مكوث مستمر في البيت يكون طبيعيا للفتيات ومستحيلا بالنسبة لغالبية الذكور، فحل ملء الفراغ بمشاهدة التلفزيون والغوص في الانترنت ليس صالحا بالنسبة لكل العائلات بسبب غلاء فاتورة الكهرباء التي يحسب لها الأولياء ألف حساب، مما يجعل عدة حلول مطروحة.بعض الأولياء بتيارت، يستحسن إيفاد أبنائه إلى الكتاتيب التي تنتشر في مساجد الأحياء أو إلى أقسام تحفيظ القرآن التابعة لجمعيات يتكاثر عددها من يوم إلى آخر تقدم دروسا في التجويد وحسن السلوك زيادة على تحفيظ القرآن بوسائل حديثة، بعيدا عن الدواة والصلصال...البعض الآخر يشرك أبناءه في المخيمات الصيفية التضامنية والتي تشرف عليها السلطات المحلية، حيث يقضي العشرات من الأطفال ما بين 10 أيام و12 يوما على شاطئ البحر، حيث تنظم عدة دورات على مدار جويلية وأوت، إضافة إلى تلك المخيمات التي تقيمها بلدية تيارت لوحدها وبعض المؤسسات.كثير من العائلات تعتبر العطلة الصيفية فرصة لدخل إضافي، إما بإرسال الأطفال إلى بيع خردة الحديد والبلاستيك بعد التنقيب عنها في صناديق القمامة أو في المكبات، أو تكليفهم بالعمل في بيع الخضر والفواكه أو الخبز التقليدي في الأسواق أو حتى كقابضين في حافلات مختلف خطوط النقل العمومي. في أحيان كثيرة أطفال ليسوا من أي فئة من تلك، صغار ضائعون بلا رقيب، اللعب صباحا ومساء في الشارع، يحرمون الناس من النوم خلال القيلولة وخلال الليل، لديهم شغبهم وشغفهم وفي ظل ضياع سلطة الأسرة بسبب ضيق السكن أو بطالة الأولياء أو لامبالاتهم تكون الحرية الضارة التي قد تتسبب حتى في ضربات الشمس، فضلا عن مخاطر حوادث المرور والعنف بكل أنواعه...تجربة رحلات نهاية الأسبوع إلى شواطئ ولاية مستغانم التي يتكفل بها ناقلون خواص بترخيص من مديرية النقل تستقطب كثيرا من المهتمين، أغلبهم شباب ولا تمتنع عنها العائلات التي تجد الفرصة السانحة لاصطحاب أطفال يتشوقون للبحر، فيقضون يوما كاملا فيه لتكرار التجربة في يوم آخر... فأماكن الترفيه تكاد تكون معدومة وما يتوفر من حدائق لا يكفي لاستقطاب الجميع، أما المسابح ففي كل مدينة تيارت مسبح عمومي وآخر خاص ينشطان خلال هذه الأيام، مع إقبال شديد تبرزه تلك الطوابير الطويلة من الأطفال والشباب، ليبقى المسبح الأولمبي بحي الفريقو ورشة لم تشفع لها 30 سنة المنقضية ليفتح أبوابه هذا العام، وهو ما يشجع على السباحة في البرك والوديان والتوجه خصوصا إلى شلالات سيدي واضح التي تستقطب عددا معتبرا من الراغبين في التمتع بالجو اللطيف والسباحة في المصب رغم مخاطر الغرق...في انتظار تحسن مبرمج للسنين القادمة يمر صيف آخر من الضياع لدى أطفال كثيرين...
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)