الجزائر - A la une


انتشرت ظاهرة العزلة الاجتماعية بين أبناء الجيل الجديد بسبب ما وصلنا من تقدم تكنولوجي رقمي جعلهم يكتفون بغرفهم وأجهزتهم التي تمكنهم من التحاور وتبادل الأحاديث مع غيرهم عبر الشبكة العنكبوتية العالمية بواسطة برامج للتواصل الاجتماعي دون حاجتهم للقاء المباشر تاركين وراء ظهورهم ملامسة ما يعاني منه الآخرون خلال رؤيتهم مباشرة وقراءة ما خط على ملامح وجوههم والأجهزة والتقدم التكنولوجي كذلك أدى إلى انعدام ما يسمى بجماعة اللعب أي أصبح كل طفل من أبنائنا لا يخرج مع أبناء حيه للعب والتحدث معهم أدى إلى انقراض هذه الجماعة فعدم اندماج الفرد وإحساسه بأبناء الحي والتقارب الروحي والقلبي معهم يجعله لا يعبأ إن أصيب أحدهم بالمرض أو أبتلي ببلاء كفقد عزيز فلا يفكر مجرد تفكير بأن يخرج ليواسيه وإن علم بالأمر ونوى أن يبدي إهتمامه أكتفى برسالة يبعثها لجاره عبر برنامج من برامج التواصل.وكل هذا وأكثر من الأسباب الاختيارية تؤدي إلى داء العزلة الاجتماعية حيث حينما يولد ويكبر الطفل ليصبح شابا يافع وهو منعزل عن مجتمعه متخذا من جهازه مؤنسا وصديقا وعزوة ورفيقا سيؤدي هذا إلى انعدام ذوبانه في مجتمعه وعدم تمسكه بعادات مجتمعه وتقاليده وأعرافه مما يؤدي إلى تحوله إلى عجينة هشة لينه يسهل للأعداد ومن أصحاب الأفكار المتطرفة تشكيلها بسهولة كيفما شاءوا وإن لم يهاجم من الأعداء سيصبح هو والأطفال وكبار السن سواء فلا يد لهم في تحريك عجلة تقدم مجتمعنا وتطوره وتقدمه.
وأحيانا تكون أسباب العزلة إجبارية كفقد عزيز أو الإصابة بداء أو إعاقة تؤدي به إلى إنطوائه وعزلته عن الجميع وهذا النوع لا يمكنا علاجه إلا بالدعم النفسي وتكوين لدى الفرد وازع ديني وثقة بالنفس كبيرة تمنع خجله من نفسه وما به من ابتلاء وتحدي ما به من إعاقة وربما هذه الظاهرة تعود لسوء التنشئة الأساسية للطفل فإن عوّد الأبوان طفلهم على أن يستغل معظم وقت فراغه بالاندماج مع ممّن هم من أبناء جيله كي يشعر بهم ويشعرون به وحثه بأن يقدم لهم الهدايا في مناسباتهم السعيدة والتعزية في مناسباتهم الحزينة ومواساتهم في ابتلائاتهم فكل هذا يساعد على ذوبانه في مجتمعه وإحساسه بالغير وكذلك تعويده على أن يستخدم الأجهزة الحديثة فقط لأوقات محددة قصيرة مقسمة خلال ساعات اليوم فلن يشعر بأنه محروم منها ولن تضر بصحته الجسمية ولا النفسية ولا الاجتماعية كذلك إشراكه في نوادي صيفية وبرامج خلال فترة الصيف سيجعله يعتاد لقاء الناس وفهم تعابيرهم والشعور بهم والفرح لفرحهم والحزن لحزنهم.
فعلينا دائما أن نضع نصب أعيننا ما تأول به هذه الظاهرة من أضرار وخيمة صعبة مميتة لأي مجتمع لكي يتكون لدينا حافز قوي يحفزنا لكي نحسّن من تنشأة أبنائنا وإبعادهم عن كل من يسبب عزلتهم عن مجتمعهم وتوعيتهم عن مدى خطر عزلتهم عن مجتمعهم وخطر العزلة عليهم وعلى المجتمع الذي ينتمون إليه كي نحظى نحن وأبنائنا وأبناء أبنائنا بمجتمع قوي متقدم راقي يسوده العلم والتقدم ليكون كل فرد منا هو المجتمع بأسره ويكون المجتمع يتمثل في كل فرد من أبنائه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)