الجزائر - A la une

العرش العربي وجحيم الشارع حديث الساعة


العرش العربي وجحيم الشارع حديث الساعة
أخلطت احتجاجات تونس أوراق العديد من الحكام والزعماء العرب، وجعلتهم يتخبطون بأفكارهم بين فتيل الاحتجاجات الذي قد يشتعل في أي وقت فمن المغرب مرورا إلى ليبيا عبر الجزائر ومن اليمن نحو الأردن وإن إختلفت الأسباب فكلها تحمل مطالب تثير هلع الزعماء العرب، لأنها قد تتحول إلى حقوق وتحديات تنذر بانتفاضة عربية أخرى تستجيب للنداءات التي تعج بها مواقع التفاعلات الاجتماعية تحت تسميات وأحزاب معلنة وخفية أهدافها ظاهرة وعنوانها مصالح الشعب لكن غاياتها مستترة وخطوطها العريضة الاستثمار واقتناص الفرصة . مظاهر اكتسحت الساحة العربية سخط صراخ ونداءات فلافتات منادية، وكأنهم انتظروا انتفاضة تونس أو استفاقتها لتذكر ذلك وإن طرحت اسئلة عدة حول اندلاعها ومن أين جاءت العدوى فلن تجد إجابة. حتى أن العديد توقعوها جزائرية قبل أن تسد أفواههم بخليط قوامه سكر وزيت، فإن تشابهت الشعوب العربية في انتفاضتها فإن زعماءها انقسموا بين الحلين: احدهما صمت قاتل سلبي جاهل ابتلعوا به كلماتهم قبل السنتهم، وكأنهم يأبون النزول عن مماليكهم العاجية لمعايشة لحظات الحقيقة التي تنطق بها لافتات الشعب. والحل الآخر سيجر بسياساتهم نحو غرف الاستعجالات لتضميدها من الفجوات عبر قرارت فاشلة واستراتيجيات ترقيعية، وان حملت غالبا رفضا ضمنيا لولادات قيصرية لافكار شعب سئم الجمود. ليتجاهل عدد من الحكام العرب انتفاضة ابنائهم آبين سماعهم والحوار معهم فهم أبناء عاقون يلعبون بالنار فيحرقون أجسادهم امام اعين كاميرات العالم وبالرغم من ذلك فإن اغلب الحكام العرب يجهلون دولهم بداية بشعبهم على حد قول أولهم الراحل :“غلطوني”، وصولا إلى خوفهم غير المبرر من هذه الاحتجاجات التي من الممكن ان تكون نهايتها عند حد هذه الكلمة ولن تعلو حد كرسي المملكة لتزعزع عرشهم. فيبدو أن الجبن العربي متوارث بين الحكام وشعوبهم يأبى كل منهم الخروج من قوقعته ومقابلة الطرف الثاني بعيدا عن كل ماهو عربي عدا العروبة متحدين كلمات العنف والموت والجمود والركود التي لازمت تاريخهم وأضحت سمة رئيسية لمجتمعاتهم التي وإن تعاقبت الحضارات عليها لم تدركها بشيء ولم تغير منها شيئا مسمين ذلك بالصمود العربي الذي لا زال إلى غاية اليوم يجر هذه المجتمعات إلى الخلف وإن استطاعت تونس قطع صلة الرحم بينهما فهل يستجيب القدر لباقي العرب ؟.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)