الجزائر - A la une

العاطفة و"الزردات" لنيل الأصوات بإيليزي


العاطفة و
لا شيء استعمل في سباق التشريعيات بولاية ايليزي، لهذه السنة، أهم من استمالة الناخبين بواسطة العاطفة والعرض والقبيلة، وإظهار بعض المرشحين، بأنهم "المهدي المنتظر" لهذه الولاية، فشعارات أغلب المرشحين، فارغة تماما من أي برامج تخص الجانب التشريعي الذي يعتبر المهمة الأولى للنائب، كونه سينضم لهئية تشرع القوانين، وليس القيام بمهام أخرى من قبيل جلب المشاريع، أو تحسين الخدمات أو توفيرها لسكان الولاية.ومع غياب برامج حزبية للمترشحين، كون أغلبهم غير مؤهل أصلا، لمناقشة المتلقين حول هذا الجانب، فإن العاطفة، بدأت تطغى على متبني الحملة الانتخابية لفائدة المرشحين، وراح الكثير من المرشحين يدغدغون عواطف المواطنين، بشعارات لم تخرج يوما عن العاطفة، التي تعتبر السبيل الأقصر لنيل أصوات المواطنين، خاصة بالنسبة لفئات تنتمي لتشكيل اجتماعي واحد، وفي ظل هذا التنامي الكبير لاستعمال هذه التداخلات بين بعض التشكيلات السياسية، يخلق ذلك نوعا من الإشكاليات، بسبب القرابة التي تجمع عددا من المترشحين، الذين ينتمون لنفس العروش، وأصبح التفتيت مصير أصوات أنصار هؤلاء المترشحين، الأمر الذي جعل عددا من الخائضين لغمار الانتخابات رهائن تجاذبات مع آخرين، ولم يكن بالنسبة لهم أي برنامج، حتى لو كانت التشكيلات الحزبية التي ترشح باسمها هؤلاء، لديها برامج في الجانب الخاص بالتشريع، خاصة ما تعلق بالتخفيف عن مواطني الولاية من عدد من الضرائب، التي فرضت من خلال الميزانيات السنوية الأخيرة، التي أصبحت حديث العام والخاص بالمنطقة.وفي خضم هذه الحملة التي تزداد شراسة مع اقتراب الموعد الانتحابي، زاد الترويج لعدد من المترشحين، بينهم من اعتبر نفسه من الفئات المثقفة، والمؤهلة لمواجهة تحديات السنوات القادمة، أين سيكون للمستوى العلمي، الدور المحوري لمهمة النائب، وهو ما يبدو محل نقاش في اللقاءات الجوارية للقائمة التي تضم على رأسها شباب يحملون شهادات عليا، ورغم ذلك يبقى ما يتحدث عنه هؤلاء طروحات وليس برامج، بينما يركز آخرون على الفعل الخيري، الذي قام به عدد من المترشحين المعروفين بالولاية، بالنسبة للفئات التي استفادت من الخدمات، والمساعدة التي قدمها ذوو البر والإحسان، من خلال مساعدة المرضى ماديا، أو التكفل بإقامتهم في العاصمة، أو أي مساعدات أخرى، قد تكون جذبت إليها عواطف هذه الفئات الضعيفة ومن ثم أصواتها .وأمام كل هذه المشاهد التي تطبع تشريعيات الرابع ماي المقبل، والوسائل المستعملة في الحملة الانتخابية، والتي تستهدف عواطف المواطنين، يزيد من تخبط المرشحين وسط أغلب التشكيلات السياسية بولاية ايليزي، بسبب الصعوبة الكبيرة في نيل مقعد من مجموع 5 مقاعد مخصصة للدائرة الانتخابية للولاية، جراء الارتفاع المفاجئ للهيئة الناخبة، والتي بلغت أكثر من 48300 ناخب، في حين كانت 32 ألفا في تشريعيات ماي 2012 فقط، ما يجعل المعامل الانتخابي في إيليزي والخاص بالمقعد الواحد، يرتفع إلى ما يفوق ألفي صوت على الأقل، وهي أرقام شبه خيالية بالنسبة لأغلب التشكيلات الحزبية التي تبني حملاتها على أصوات القبيلة أو العرش أو حتى عمليات الاستدراج، التي تتم من خلال الولائم والزردات، كون عملية جمع 1500 صوت فقط أمر في غاية الصعوبة، وهو المعطى الذي جعل الكثير من المترشحين، لا يهدفون من وراء تنشيطهم لحملات انتخابية وفي ظل غياب برامج حزبية واضحة الحصول على مقعد، بل يتم ذلك مخافة الحصول على نتائج كارثية، أثناء فرز الأصوات المقررة في الساعات المتأخرة من ليلة الخميس 4 ماي القادم، أين سيكون للصندوق القول الفصل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)