الجزائر - A la une

الطبعة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح ببجاية نجاح جماهيري لا يعكس الجودة المسرحية



سجلت الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي الدولي للمسرح ببجاية ثراء وتنوعا في العروض المسرحية، التي أنعشت الحراك الثقافي بالمدينة وجذبت الجمهور على مدار ثمانية أيام للتمتع والفرجة، إلا أن فعالياتها لم تمر بالشكل الذي يناسب صفة المهرجان «الدولي» من حيث التنظيم والبرمجة، وحسب بعض المتتبعين، فإن مشاركة 18 دولة بالمهرجان وتقديم 22 عرضا في اليوم لا يعكس بالضرورة نجاحه، على حد قول عمر فطموش محافظ المهرجان، بالنظر إلى ضعف مستوى معظم الفرق المشاركة، بالإضافة إلى هشاشة البرمجة التي تتغير في كل وقت.
تميزت المشاركة في المهرجان الدولي للمسرح ببجاية بعرض ثماني مسرحيات تمثل فرنسا، وتعد بذلك أكبر مشاركة مقارنة بجميع الدول بما في ذلك البلد المستضيف، وكانت المسرحيات الأوروبية المشاركة في جلها قد أنتجها جزائريون مغتربون ولم تعكس الإرث المسرحي العريق لهم على غرار المسرح الايطالي والبلجيكي وحتى الفرنسي.
وبالنسبة للجزائر، فمن غير مسرحية «افتراض ما حدث فعلا» الحائزة على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح المحترف 2012، لم يكن هناك أي عرض بمستوى يليق بالجمهور المتدفق على المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح أو دار الثقافة «طاوس عمروش»، فالسياسة التي تشتغل عليها الوصاية في القطاع والهادفة إلى إحداث مصالحة بين الجمهور وقاعات المسرح مرهون إلى حين في ظل تقديم عروض تتراوح بين المملة والضعيفة.
وبخصوص التنظيم والبرمجة، فقد عانى الضيوف والإعلاميون والجمهور في فهم البرنامج الذي ما يلبث أن ينشر حتى يتغير فجأة، رغم أن مؤسسة محافظة المهرجان صرفت مبالغ طائلة لطبع «دفاتر المهرجان» وتسهيل وتقريب البرنامج من الحضور، لكنه للأسف لم يحمل أي تسهيل أو تقريب، بل فوضى ونفور.
وجدير بالذكر أن القائمين على المهرجان، لم يفلحوا في تنظيم دخول الضيوف إلى المسرح الجهوي «عبد المالك بوقرموح»، بالنظر إلى الجماهير التي توافدت بقوة إليه، وهذا بسبب ضيق القاعة التي يملأها الضيوف الأجانب والمشاركون والإعلاميون وحدهم دون احتساب الجمهور، لذلك فمن الضروري تنفيذ ما كشف عنه عمر فطموش في آخر ندوة صحفية له ببجاية، ويتعلق الأمر بتنصيب خمس خيمات تسع ل300 مكان، وتشييد حي للحكايات، وبذلك تصبح بجاية قطبا مهما يتفاعل مع المهرجان الدولي الذي تنظمه سنويا، ويمتص الشغف الجماهيري بأبي الفنون.
وفي الجانب المتعلق بالإعلام، فقد اعتمد المهرجان العديد من وسائل الإعلام على اختلافها، إذ ترى مؤسسة المهرجان أنه ترمومتر النجاح، وعامل ضروري في الفعالية من خلال نقل وتغطية مجريات المهرجان، إلا أنه من الواجب الإشارة إلى أن العمل الصحفي كان صعبا بسبب الخلل الذي كان ينتاب البرنامج في كل مرة، والأكثر من ذلك أن معظم الإعلاميين لم يجدوا طريقا للتواصل مع المشاركين، بحيث لم تنظم لقاءات صحفية معهم، كما أن إقامة الصحفيين كانت بعيدة عن مركز الحدث. وهو ما عقد من المأمورية التي كلفت بها الأسرة الإعلامية، إذ أن مؤسسة محافظة المهرجان «الدولي» للمسرح لم تحمل على عاتقها التفكير في وضع مركز للصحافة وهي العادة التي تجري في معظم المهرجانات التي تنظمها الجزائر.
قد يبرر المسؤلون عجزهم بكون تنظيم المهرجان من طرف المسرح الجهوي لبجاية هو الأول من نوعه، لكن لا يعني أن لا نشير إلى الهفوات والأخطاء التي رافقت أيام المهرجان، ويجب التنبيه إلى أن الخطر الذي يواجه المسرح في المستقبل القريب، هو أن يصبح خادما للحالات الاجتماعية، بعد أن تطاول المؤطرين الموكلة لهم مهام معينة في محافظة المهرجان بتعيين أشخاص من عائلاتهم أو أصدقائهم، في مناصب عمل لا تمت لهم بصلة، ولا أحد يحرك ساكنا.
يبقى الجميل في المهرجان أنه استطاع أن يدخل البهجة إلى قلوب البجاويين، والتمتع بأيام ثقافية ومسرحية مميزة، من خلال البرنامج الأدبي المصاحب للمهرجان والذي نظم بفندق الحماديين.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)