الجزائر

الصدر يطلق سهمًا في صدر الطائفية


الصدر يطلق سهمًا في صدر الطائفية
لست ممن يخوضون في أحداث التاريخ العربي الإسلامي، وأعتبرها بحرا من الأمواج المتضاربة والمتناقضة. بيد أن أمرا راهنا لفت نظري واستحق اعتباري.ألقى العالم الديني العراقي السيد مقتدى الصدر، وهو من رجالات الشيعة، خطابا في اجتماع جماهيري في النجف الأشرف قبل أيام وأثار فيه زوبعة من السخط. هددوه بنزع العمامة من رأسه! جريمته أنه ذكر الخلفاء الأربعة.. أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. ذكرهم بإجلال وبنفس واحد. وكان ذلك كافيا لإثارة أصحاب التشيع الفارسي الذين يعز عليهم سماع حتى اسم عمر، ناهيك عن عمر الخليفة الذي أزاح كسرى من عرشه وقضى على إمبراطورية الفرس. وهم ينسون أو يتناسون أنه لولا عمر لبقي الفرس يعبدون النار ولما سمعوا بالإسلام أو بالحسين أو آل البيت. فهو هو الذي جاءهم بالإسلام، ولكل منطقة الشرق الأوسط. أم أنا خاطئ يا سادة؟كان السيد الصدر يمثل بكلمته مدرسة التشيع العربي التي تعتز بمنجزات الخلفاء وما خلفوه لنا من تراث وحضارة. ومن ذلك مباهاة الأمم بكلمة ”عدل عمر” وما انطوت عليه.جاءت كلمة الصدر في وقت يعاني فيه العراق من الطائفية أسوأ معاناة. فهي في الواقع من الأسباب الرئيسية لكل هذه القتولات والتفجيرات وعمليات ”داعش”. يتكلم الجميع، بمن فيهم المالكي، عن القضاء على ظاهرة الطائفية من دون أن يوفق أحد منهم لإنجاز أي شيء في هذا المضمار. ومن الممكن محاربة أسباب الطائفية في جبهتين؛ الأولى جبهة عملية وهي إعطاء الطوائف الأخرى نصيبها من الحكم والثروة والوظائف والامتيازات والسرقات. فطالما تبقى الطوائف الأخرى مظلومة في ذلك، فلن تسكت ولن تهجع.الجبهة الثانية، جبهة نظرية تتمثل في هذه الاختلافات في العقائد. الشيعة والسنة يجمعهم دين واحد ورب واحد ونبي واحد وقرآن واحد. وحتى الكثير من الشعائر متطابقة. وسنة العراق يجلون آل البيت وبعضهم يشاركون حتى في عزاء الحسين ويزورون أضرحتهم ويقدمون النذور لها. وكله من أسرار شيوع الزواج المختلط بين الطائفتين.المشكلة الوحيدة هي الموقف من الخلفاء الأربعة وأحقية الخلافة. وهو موضوع سياسي يعود لأمور ترجعنا لأكثر من 1400 سنة. كثيرا ما يضحك الآخرون علينا لانشغالنا بها. الاعتزاز بالخلفاء الأربعة ومنجزاتهم وأفضالهم في إقامة الدولة العربية شيء أساسي في ضمير أي مواطن عربي حتى ولو لم يكن مسلما. ويدخل في هذا الإطار أبناء الشيعة كما عرفتهم. ما يميز التشيع العربي عروبته واعتزازه بمنجزات الدولة العربية وخلفائها ورجالها ومفكريها وشعرائها. كلمات السيد الصدر، وهو من طينة النخبة العربية، ضربة كبيرة في غرس روح العروبة وإحيائها في نفوس الشيعة العراقيين وكل أبناء الشيعة في عموم العالم العربي. وهي صيحة قوية في وجه دعاة التشيع الفارسي الذين أصبحوا أدوات في أيدي الأجنبي ومعولا في تهديم وحدة الشعب بمقولاتهم الجارحة والمثيرة لأعصاب الآخرين، بل ولمشاعر سائر العرب والمسلمين.خالد القشطيني – عن الشرق الأوسط




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)