الجزائر - Revue de Presse

الصحافة الأجنبية تبرز الجوانـب النضاليـة للرئيس الراحل بن بلةالصحافة التونسية: بن بلة لعب أدوارا هامة في تاريخ الجزائر




لقد كان بن بلة عظيما من عظماء هذا البلد الذي ارتبط اسمه به، فكان كلما ذكر بن بلة ذكرت الجزائر وكلما ذكرت الجزائر ذكر اسم الراحل بن بلة. كما اقترن اسمه إلى الأبد بثورة الجزائر واستقلالها ومرحلة التشييد.
لم يكن بن بلة زعيما للثورة الجزائرية فحسب بل كان زعيما عربيا من الطراز الأول -حسب إجماع الشهادات- ورائدا من رواد عصره.
لقد كان بحق شخصية نادرة من طراز الزعماء الذين امتدت سمعتهم وذاع صيتهم عبر بقاع العالم، وخاصة لدى الشعوب التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار، فطالها اشعاع النضال التحرري للزعيم بن بلة، فتحررت وانتزعت استقلالها.
كان الرجل حكيما وسياسيا محنكا ومن العقلاء النادرين الذين استفادت من تجاربهم الإنسانية، فقد واصل الكفاح بعد الاستقلال بالدفاع والمرافعة عن حقوق الإنسان، فأصبح مناضلا لحقوق الشعوب وقضاياها في الحرية والكرامة والعيش في منأى عن شتى أشكال الهيمنة والظلم والطغيان.
وكما كان الراحل رجل الثورة والتضحيات انهى حياته في خدمة السلم والتنمية الإقتصادية والاجتماعية في إفريقيا خاصة والعالم الثالث عامة.
فقد جمع فقيد الأمة الجزائرية والعربية، رمز الشعوب المتحررة من ربقة الاستعمار بين حسنيين ينشدهما كل زعيم هما تحقيق الحرية ببذل النفس والنفيس والحفاظ على الأمن والسلم بين أبناء الشعب الواحد وبين الشعوب لتعم الانسانية بالطمأنينة في إطار التعايش الفكري والثقافي والحضاري والاحترام المتبادل.

رافق رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أول أمس الخميس جثمان الرئيس الأسبق الراحل أحمد بن بلة خلال نقله إلى قصر الشعب بالجزائر العاصمة، حيث تم إلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل المواطنين والشخصيات الوطنية والمجاهدين وأفراد الأسلاك النظامية، وأقيمت أمسية تأبينية ترحما على روح الفقيد، الذي ووري الثرى بعد ظهر أمس بمقبرة العالية.
ووقع السيد بوتفليقة الذي كان مرفوقا بأعضاء من الحكومة ومسؤولين سامين في الدولة سجل التعازي، الذي كتب فيه ''يعز علي أن أخط هذه الكلمات التي تعجز كل العجز عن التعبير عما في نفسي من حرقة أليمة ومحاولا تعزية نفسي والجزائر في مصابنا هذا الجلل في هذا العظيم المرموق من عظمائنا''، مبرزا خصال الفقيد احمد بن بلة الذي وصفه بـ''القائد الرمز الذي كان وظل في مقدمة الصفوف المكافحة على الدوام من أجل عزة الجزائر وكرامتها''.
وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أن ''الكلام مهما كان بليغا لا يفي بما يستحقه من إكبار وثناء، نضال هذا الرجل الفذ وتفانيه من أجل تخليص وطنه وشعبه من الاحتلال الأجنبي البغيض''، مؤكدا بأن الفقيد كان وسيظل واحدا من الرموز الوطنية البارزة، وسيبقى للأجيال المتعاقبة مدرسة خالدة شامخة المبنى وساطعة المعنى، ينهل من جنباتها معنى حب الوطن ونكران الذات في سبيله''.
وقد أقبل المئات من الجزائريين من مختلف الفئات في جو من الخشوع على قصر الشعب من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة الذي وافته المنية مساء الأربعاء عن عمر يناهز 96 سنة، حيث تم نقل جثمان الراحل من منزله إلى قصر الشعب في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا وهو مسجى بالعلم الوطني.
وإلى جانب الشخصيات السياسية والتاريخية والثقافية كان من بين الذي وقفوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل أحمد بن بلة مواطنون بسطاء، ولا سيما من الذين عايشوا الثورة التحريرية وعاصروا المرحوم فأحبوه وتأثروا بمواقفه وخطبه وأفكاره، حيث وقف الجميع بقلوب خاشعة وعيون دامعة أمام جثمان الرئيس الأسبق لقراءة فاتحة الكتاب والدعاء له بالرحمة.
كما سادت أجواء الخشوع الأمسية التأبينية التي حضرتها عائلة وأقارب الفقيد والتي تخللتها تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف عدد من الأئمة ترحما على روحه الطاهرة.
وتواصلت مراسم الترحم على روح الفقيد بقصر الشعب صبيحة أمس الجمعة، حيث تم فسح المجال واسعا أمام الوافدين الذين كانوا يدخلون جماعات وفرادى القاعة التي عرض بها جثمان الرئيس الأسبق وسط ترتيل القرآن الكريم.وبنبرة حزينة استحضر ياسف سعدي مسؤول المنطقة الحرة للجزائر العاصمة أثناء الثورة التحريرية علاقته بالفقيد بن بلة واصفا إياه بالرمز الذي يبقى خالدا في سماء الجزائر وتاريخها. فيما أبرز الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد السعيد عبادو مناقب الرجل وخصاله ودعا الشباب إلى الاستفادة من مساره التاريخي الكبير من اجل التغلب على المصاعب التي تواجهه في مسار بناء الجزائر قوية موحدة وعادلة.
بدوره اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم السيد ابوجرة سلطاني ان الفقيد ''قمة عالية'' في الجزائر كونه ''أول من  جلس على كرسي الدولة الجزائرية بعد أزيد من قرن وربع قرن من الاستعمار فترك بذلك بصمته في قلوب الجزائريين وعاش متسامحا مع الجميع''، كما  قالت الأمينة العامة لحزب العمال ان الفقيد ''لا يعد جزءا من تاريخ الجزائر فحسب باعتباره أول رئيس لها بل يتعدى نضاله النطاق الوطني إلى القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية والبشرية جمعاء''. 
وبصوت حزين ينم عن الحسرة لفقدان المجاهد الكبير استحضر أسقف الجزائر السابق هنري تيسي ذكرياته مع المرحوم، مذكرا بأنه تعرف عليه قبل اعتقاله أثناء الثورة التحريرية وأنه عايش معظم الاجراءات التي اتخذها الرئيس بن بلة بعد الاستقلال ومنها على وجه الخصوص تأميم الأراضي التي كانت تابعة للمعمرين الفرنسيين في الجزائر.
وأشار أسقف الجزائر السابق إلى أن الرئيس الراحل احمد بن بلة كان يحضر المناقشات التي كانت تجرى في نادي السينما بالجزائر العاصمة مسجلا التواضع الكبير الذي كان ميزة المرحوم.
كما أكد العديد من المواطنين والمواطنات أن اسم الرئيس الراحل احمد بن بلة يذكرهم بالتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الجزائري من اجل انتزاع الحرية وكذا الأيام الأولى لاستقلال الجزائر بعد تقديم فاتورة غالية الثمن.
الجزائر تفقد شخصية نادرة من طراز الزعماء
أكد رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح  أن وفاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة لحظة فاجعة انتهت بها رحلة حياة أحد كبار الجزائر وعقلائها. وكتب السيد بن صالح في برقية تعزية بعث بها إلى عائلة الفقيد احمد بن بلة أن الجزائر افتقدت فيه شخصية وطنية نادرة من طراز الزعماء الكبار الذين ساهموا في بناء الدولة الوطنية المستقلة.
وقال رئيس مجلس الأمة ''وإنها للحظة فاجعة مؤلمة تنتهي بها رحلة حياة أحد كبار الجزائر وقال السيد بن صالح ''إننا لنفتقد فيه شخصية وطنية نادرة من طراز الزعماء الكبار الذين ساهموا في بناء الدولة الوطنية المستقلة وامتدت سمعته في إفريقيا والعالم العربي والعالم بحضوره المؤثر مما أهله لموقع الحكماء العقلاء الذين تتفتح الآذان والقلوب لآرائهم ونصحهم''.
عاش مخلصا لوطنه ومناصرا للقضايا العادلة
أفاد رئيس المجلس الدستوري السيد الطيب بلعيز أنه بوفاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة تفقد الجزائر مناضلا ورمزا وطنيا لامعا وأحد رجالات الجزائر الأبرار الذين نذروا حياتهم الغالية خدمة للوطن العزيز.
وأبرز رئيس المجلس الدستوري خصال الفقيد منوها بمسيرته الطويلة في النضال من أجل الوطن والجهاد والأعمال الجليلة الحافلة بالتضحيات والعطاء والمواقف المشهودة على وفائه لوطنه وأمته. وأضاف السيد بلعيز أن المرحوم بن بلة مثلما عاش ومات صادقا مخلصا لوطنه كان أيضا مناصرا للقضايا العادلة في العالم مما يؤكد نبل شخصيته وطيب معدنه   و سمو أخلاقه وإنسانيته.
الجزائر تفقد قلعة من أكبر قلاعها
كما أكد الوزير الأول السيد أحمد أيحيى أن رحيل الرئيس الأسبق أحمد بن بلة خسارة كبرى للجزائر خاصة وللعالم العربي والإفريقي عموما وأن بوفاته تفقد الجزائر قلعة من أكبر قلاعها. ورجلا من أعظم رجال النضال في سبيل حريتها وانعتاقها قبل أن يتقلد زمام أمورها كأول رئيس للجزائر المستقلة ويظل وفيا لها إلى أن وافته المنية ويسلم روحه إلى خالقه بعد أن أدى واجبه كاملا غير منقوص في سبيل وطنه الذي سيظل يخلد ذكراه ويستحضر مآثره ومناقبه على الدوام ويدين له بالتمجيد والعرفان.
الأحزاب تؤكّد أن بن بلة سيبقى في ذاكرة الشعب كرمز للثورة
أكدت الأحزاب السياسية أن الفقيد يبقى في ذاكرة الشعب الجزائري باعتباره رمزا للثورة التحريرية المظفرة. مشيدة بالدور السياسي الذي لعبه إبان الثورة التحريرية. كما تقدمت هذه الأحزاب  بتعازيها إلى الشعب الجزائري برحيل الرمز الوطني والقومي أحمد بن بلة. كما قالت الأحزاب السياسية إن الجزائر بوفاة بن بلة فقدت أحد أبنائها البررة الذين أفنوا شبابهم لتحرير وطنهم.
منظمات وطنية وعربية تترحّم على مثال الكفاح
قال المجلس الأعلى للغة العربية إن بن بلة اقترن اسمه بكفاح الأحرار في العالم العربي والإفريقي وأمريكا اللاتينية ضد الظلم والهيمنة على الشعوب المقهورة، وهو رمز صمود الشعب الجزائري.
من جانبه تقدم الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عبد المجيد سيدي سعيد باسم العمال الجزائريين بالتعازي الخالصة إلى أسرة المرحوم وكذا إلى العائلة الثورية راجيا من الله أن يسكنه فسيح جنانه.
ومن جهتها منظمة أبناء الشهداء تأسفت لفقدان أب الثورة الجزائرية الذي رحل للقاء أصدقائه الشهداء والجزائر تستعد لإحياء خمسينية عيد الاستقلال، متوقفة عند دوره خلال الثورة التي كان من أهم مفجريها.
وأجمعت عدة جمعيات ومنظمات وطنية حول خصال الفقيد ودوره في الثورة وبعد الاستقلال مثل جمعية قدماء الكشافة الإسلامية، اتحاد المحامين العرب، المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين والجاحظية.
الرجال العظماء يفارقوننا لكن ذكراهم تبقى خالدة
أشاد عميد مسجد باريس الكبير دليل بوبكر بمناقب بن بلة الذي ناضل بشجاعة من أجل استقلال وبناء الدولة الجزائرية. قائلا ''الرجال العظماء يفارقوننا لكن ذكراهم تبقى خالدة''.
لذا فسيبقى مصدر الهام الشعب الجزائري الذي لطالما ذاق الأمرين بما فيها التبعية إلى الاستعمار.
 فيما يلي النص الكامل لبرقية التعزية: 
 ''بغاية الحزن والأسى وبقلب كله اطمئنان ورضى بقضاء الله وقدره يعز علي أن أخط هذه الكلمات التي تعجز كل العجز عن التعبير عما في نفسي من حرقة أليمة ومحاولا تعزية نفسي والجزائر في مصابنا هذا الجلل في هذا العظيم المرموق من عظمائنا.
كيف لا وهو القائد الرمز الذي كان وظل في مقدمة الصفوف المكافحة على الدوام من أجل عزة الجزائر وكرامتها.
 لقد أدمى قلبي هذا الرزء الفادح وألمني ألما لا يوصف والله يشهد أنني أشاطر كل أحبائه في الجزائر وعبر العالم ما أصابهم من ضر مبرح، لكن حم القدر وشاء ما شاء، لله ما أعطى ولله ما أخد.
 إن الكلام مهما كان بليغا لا يفي بما يستحقه من إكبار وثناء نضال هذا الرجل الفذ وتفانيه من أجل تخليص وطنه وشعبه من الاحتلال الأجنبي البغيض.
 كان هذا الرجل وسيظل واحدا من رموزنا الوطنية البارزة ندين له مدى الدهر بالعرفان والامتنان على ما بذله في سبيل الوطن وسيبقى للأجيال المتعاقبة مدرسة خالدة شامخة المبنى وساطعة المعنى. مدرسة ينهل من جنباتها معنى حب الوطن ونكران الذات في سبيله.
الصحافة التونسية: بن بلة لعب أدوارا هامة في تاريخ الجزائر
تناولت الصحافة التونسية الصادرة أول أمس الخميس بإسهاب وفاة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة مبرزة كفاحه المرير من أجل استرجاع سيادة الجزائر وعزتها.
وكتبت صحيفة الصباح تقول إن الفقيد أمضى معظم حياته في النضال ضمن الحركة الوطنية في مواجهة جيوش الاستعمار الفرنسي، كما أمضى جزءا من حياته في السجن خلال الحقبة الاستعمارية.
وذكرت الجريدة أن الراحل انضم إلى حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية و''قاد عمليات بطولية من بينها الهجوم على بريد وهران عام 1947 مع شخصيات أخرى لعبت دورا هاما في مرحلة التحرير الوطني مثل ايت أحمد ورابح بيطاط''.
وبدورها، ذكرت صحيفة الصريح أن الرئيس الجزائري الأسبق ترأس بداية من عام 2007 مجلس الحكماء الأفارقة الذي يقدم استشارات لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بشأن الوقاية من النزاعات وتسويتها. 
وتطرقت ''الصريح'' لتاريخه النضالي فأكدت أن الفقيد الذي نشأ في منطقة قرب الحدود الجزائرية المغربية كان شخصية قيادية في حرب التحرير الجزائرية من أجل استقلال البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن وفاته تزامنت مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر.
ومن جهتها، كتبت صحيفة ''التونسية'' أن أحمد بن بلة لعب أدوارا هامة في تاريخ الجزائر قبل الاستقلال وبعده وبينت أنه يعد من ابرز الوجوه السياسية الجزائرية لكن مرضه أبعده عن الحياة السياسية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة.
أما صحيفة ''الصحافة''، فأكدت أن أحداث 8 ماي 1945 التي وقعت في سطيف وخراطة وقالمة التي سقط خلالها زهاء 45 ألف شهيد، كان لها التأثير البالغ على حياة أحمد بن بلة النضالية والسياسية، حيث انضم إلى حزب الشعب الجزائري ثم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية، مبرزة مشاركته في مؤتمر جبهة التحرير الوطني في طرابلس بليبيا.
وذكرت الصحافة أن أحمد بن بلة ربط علاقات ''عميقة'' مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وساند أفكاره القومية إلى درجة أنه انتهج - حسبها - النهج السياسي والايديولوجي الذي كان يتبعه عبد الناصر''.
أما صحيفة ''الشروق'' فقد تناولت الالتزام الفكري والاديولوجي للرئيس الراحل، حيث ذكرت أن سنوات العزلة الخمسة عشرة التي عاشها (بعد الإطاحة به في 1965) لم تكن أبدا أعوام عزلة بأتم معنى الكلمة كونها مكنته من الاطلاع على الفكر الإسلامي والعديد من الأطروحات الفكرية والفلسفية.
وأصبح بذلك - كما أضافت - مقتنعا باتجاهات ثلاثة وهي ''الوفاء للإسلام روحا وجوهرا ومنهاجا للحياة والوفاء للعروبة والوفاء للديمقراطية كمسلك ومقاربة''.
الصحافة المغربية: أمثال بن بلة لا يرحلون
من جانبها، تناولت الصحافة المغربية سواء الناطقة باللغة العربية أو باللغة الفرنسية أمس الجمعة بإسهاب رحيل أول رئيس للجزائر المستقلة، الفقيد أحمد بن بلة، مبرزة مساره السياسي والنضالي من أجل تحرير بلده ونشاطه على الساحة الدولية.
وذكرت صحيفة ''الخبر'' بأن ''بن بلة كان أحد كبار الزعماء الذين واجهوا الامبريالية في إطار حركة عدم الانحياز على غرار فيدال كاسترو وجمال عبد الناصر ونهرو وماو تسي تونغ''.
من جهتها، كتبت صحيفة ''الأحداث المغربية'' أن ''بن بلة كان أحد القادة القلاقل في المغرب العربي، الذين كانوا يعتبرون أن تحرير شعوب المنطقة مرهون بالكفاح من أجل بناء مستقبل مشترك''.
أما صحيفة ''الصباح''؛ فاعتبرت أن ''الأبطال الذين صنعوا التاريخ أمثال بن بلة لا يرحلون كونهم كتبوا صفحات مشرقة''.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأسبق ''كان أحد أبطال التاريخ الحديث للأمة الجزائرية بصفته مناضلا إبان الثورة التي خلفت مليونا ونصف مليون شهيد وأول رئيس للجمهورية الذي استرجع هوية الجزائر وكرامتها''.
وتحت عنوان ''وفاة أحمد بن بلة: شخصية تاريخية لاستقلال الجزائر'' تطرقت جريدة ''البيان'' إلى المسار النضالي لأول رئيس للجزائر المستقلة منذ التزامه في إطار السرية ضد المحتل الفرنسي والهجوم على مكتب بريد وهران واندلاع الثورة وتحويل مسار طائرة قادة الثورة عام 1956 إلى غاية الاستقلال، حيث تقلد منصب رئيس الدولة.
من جهتها، تناولت صحيفة ''ليبيراسيون'' تاريخ ''أحد أنصار القومية العربية الذي أراد إرساء اشتراكية جزائرية محضة تعرف باشتراكية التسيير الذاتي''.
وتحت عنوان ''رحيل أحد الشخصيات التاريخية للحركة التحريرية للمغرب العربي''، تطرقت ''رسالة الأمة'' إلى المسار النضالي لبن بلة في الكفاح من أجل تحرير الجزائر والسنوات التي أمضاها في السجن وحياته السياسية.
  الصحافة    الفرنسية: ''قيمة رمزية كبيرة''
كما تحدثت الصحافة الفرنسية أول أمس عن المصير غير المتوقع لأول رئيس للجزائر المستقلة الفقيد أحمد بن بلة الذي وافته المنية عن عمر ناهز 96 سنة والذي لن يحتفل هذه السنة مع شعبه بالذكرى الـ 50 لاستقلاله.
في هذا السياق، كتبت صحيفة لوموند ''غريب منطق هذا القدر، فأحمد بن بلة (96 سنة) لن  يشهد احتفال  بلده الجزائر بالـ 5 جويلية الذي يصادف الذكرى الـ 50 لعيد استقلالها''، مذكرة بأنه على غرار عديد الجزائريين فإن التزام ''سي أحمد'' بالنشاط النضالي من أجل الاستقلال قد بدأ سنة 1945 مع مجازر الـ 8 ماي في كل من سطيف وقالمة وخراطة.
من جانبها، عادت صحيفة ''لوفيغارو'' إلى شخصية الراحل بن بلة من خلال حديث مع بن جامين سطورة المختص في تاريخ الجزائر المعاصرة.
وعن سؤال حول موقع أحمد بن بلة في جزائر اليوم، أوضح المؤرخ أنه يعد قبل كل شيء أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة وبالتالي ''قيمة رمزية كبيرة''.
وفي تعليقه عن ''حضوره'' آخر عملية لتنصيب الرئيس بوتفليقة سنة 2009 بعد سنين من المنفى والعزلة عن الساحة السياسية الوطنية، أوضح السيد سطورة أن ذلك كان ''دعما وطنيا'' بما أن الراحل بن بلة كان بمثابة ''مغزى قوي وما يمثله للجزائر، إذ يعتبر رمز انتقال الجزائر إلى الاستقلال''.
أما صحيفة ''لومانيتي'' فكتبت أن بن بلة حاول تطبيق الاشتراكية المسيرة ذاتيا، بعد تسلمه السلطة في سبتمبر ,1962 وتابعت الجريدة اليسارية أنه كان يؤيد برفقة الكوبي فيدال كاسترو والمصري جمال عبد الناصر والهندي نيهرو والصيني ماو تسي تونغ تبني الكفاح المناهض للامبريالية وعدم انحياز العالم الثالث الناشئ''.
في هذا السياق؛ عادت ''واست فرانس'' إلى إحدى الأحداث النضالية للرئيس الجزائري الأسبق الذي كان رهن الإقامة الجبرية لمدة ستة أشهر في قصر فيسارديار بتوركان من 20 ماي إلى 26 أكتوبر ,1961 وأضافت نقلا عن مالك القصر أنيك بواتفان ''... إن القصر كان مستأجرا من وزارة العدل، التي استعملته كمخيم صيفي ثم كمركز تقاعد لمستخدمي الوزارة وتم تسخيره من أجل إقامة بن بلة وأربعة قادة آخرين من جبهة التحرير الوطني الذين خرجوا من السجن بعد توقيفهم سنة 1956 وظلوا في توركان رهن الإقامة الجبرية من 20 ماي إلى 26 أكتوبر .''1961
كما أسهبت الصحافة الفرنسية في تناول بيان المرشح الاشتراكي للرئاسيات فرانسو هولاند الذي حيا ذكرى ذلك الذي ''سيظل بالنسبة للفرنسيين والجزائريين أحد رموز حقبة تاريخية مصيرية لبلدينا''.
وأشار المرشح الاشتراكي في الأخير إلى اللقاء الذي جمعهما خلال إقامته الأخيرة في الجزائر شهر ديسمبر ,2010 مضيفا أنه بعد 50 سنة من استقلال الجزائر وبعد أسابيع من ذكرى اتفاقيات إيفيان أمل في أن ''يتمكن الشعبان الجزائري والفرنسي من بدء مرحلة جديدة من التعاون''.
وسائل الإعلام الإيطالية: رحيل أب الجزائر العصرية
 كما خصصت وسائل الإعلام الإيطالية عناوينها الرئيسية الصادرة أول أمس لوفاة الرئيس السابق أحمد بن بلة، مبرزة مساره منذ الحرب العالمية الثانية إلى إستقلال الجزائر.
وكتبت وكالة الأنباء الإيطالية ''أنسا'' تحت العنوان الذي تداولته أغلبية الصحف الإيطالية ''برحيل أحمد بن بلة في سن ناهز 96 عاما فإن الجزائر تفقد أب الجزائر العصرية ورئيسها الأول بعد الاستقلال'' .
من جانبها، أبرزت القناة التلفزيونية العمومية راي1 ''توديع بن بلة أب الجزائر العصرية''، مشيرة إلى أن ''هذه الشخصية الشعبية قد كانت الرائدة في محاربة الاستعمار وكذا بين دول عدم الانحياز خلال الحرب الباردة''. وعنونت الصحيفة الاقتصادية ''إل سول 20 أورا'': ''وفاة بن بلة بطل الجزائر الحرة والحرب العالمية الثانية''.
من جهة أخرى، كتبت الصحيفة الإلكترونية ''فوكيس'' بوابة منطقة المتوسط والشرق الأوسط ''لقد رحل بن بلة أب الاستقلال الجزائري''، مشيرة إلى أن ''الجزائر التي تم احتلالها على مدار أكثر من قرن كانت تعتبرها فرنسا كإقليم تابع لها بينما لم يستفد مواطنو هذا الإقليم خلال تلك الفترة من نفس الحقوق التي كان يتمتع بها المستعمر المحتل''.
  الصحف والمواقع الإلكترونية الأخرى: بن بلة رجل تسامح
كما أبرزت الصحف والمواقع الإلكترونية عبر العالم ''نضال'' و''كفاح'' الرئيس الراحل من أجل استقلال الجزائر.
إذ نشرت اليومية الأمريكية ''واشنطن بوست'' نبذة عن حياة الراحل بن بلة، حيث وصفته بـ''زعيم'' الثورة الجزائرية.
كما اعتمدت الصحيفة الأمريكية على كتابات وشهادات الأستاذ ويليام ب. كاند من جامعة فرجينيا ومؤلف كتاب ''الثورة والزعامة السياسية: الجزائر 1954-.''1968
ومن جهة أخرى، تطرقت يومية ''نيويورك تايمز'' الأمريكية لمسار الرئيس الجزائري الأسبق من خلال نشر مقاطع من التصريحات التي سبق له وأن أدلى بها إلى بعض الصحف الدولية.
كما أعادت اليومية الأمريكية نشر تصريح بن بلة التالي ''حياتي كلها كفاح، وهو كفاح شرعت فيه وعمري 16 سنة واليوم وقد بلغت 90 لم تتغير محفزاتي ونفس الحماس لازال يرافقني''.
كما أثنت الصحافة الإفريقية بالرئيس الراحل أحمد بن بلة، لا سيما الصحفي السنغالي المعتمد لدى الأمم المتحدة ومدير المجلة الإفريقية الإلكترونية www.ContinentPremier.com الحاجي غورغي واد إندوي الذي كتب ''بن بلة رجل تسامح وهو الذي طالما رفض إبداء أية كراهية تجاه هؤلاء الذين طغوا على شعبه والذين كافح ضدهم''.
وبالنسبة للصحف الأخرى ومواقع الأنترنت الإفريقية سيظل بن بلة بالنسبة للجزائريين رمزا تاريخيا سيقترن اسمه أبد الدهر باستقلال الجزائر''.
ومن جهته، وصف الموقع الإلكتروني السنغالي  seneweb.com بن بلة بـ''الرجل التاريخي الذي يتمتع بمسيرة مذهلة''.
وضمن افتتاحيته الخميس الماضي كتب الموقع courrierinternational.com أن بن بلة كان ''بطلا في مكافحة الاستعمار الفرنسي'' و''قطبا عرف كيف ينقش اسمه في تاريخ الجزائر''.
أما صحافة جنوب إفريقيا ومن خلال الموقع africajournalismtheworld.com فقد علقت على وفاة أول رئيس جزائري، إذ كتبت تقول إنه كان ''عضوا مؤسسا في المنظمة الخاصة وكافح الاستعمار''، مؤكدة أن الفقيد كان رجلا ''معتدلا ورجل سلم''.
ويعد بن بلة بالنسبة لصحافة جنوب إفريقيا ''أب استقلال الجزائر''، ''باشر سلسلة من الإصلاحات الفلاحية والتسيير الذاتي الذي تضمن تأميم أكبر شركات الاستعمار''.
كما وصفت الصحافة الأوروبية، لا سيما البلجيكية بن بلة بـ ''الشخصية البارزة في استقلال'' الجزائر، حيث ناضل أيضا ضد ''العولمة الرأسمالية''. كما ذكرت الصحافة البلجيكية بدعم بن بلة للمصالحة الوطنية في الجزائر، ومن جانبه نشر موقع الشبكة العنكبوتية ''ماركسيست أوبدات'' مقالا كتبه بن بلة بمناسبة إحياء الذكرى الـ 30 لوفاة تشي غيفارا تحت عنوان ''تشي غيفارا وكوبا والثورة الجزائرية''. وقد أدلى بن بلة في هذا المقال بشهادته حول تشي غيفارا الذي كان يعشقه إلى درجة أنه كان يعلق صورته بمنزله العائلي بمدينة  مغنية.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)