الجزائر - Tariqa Hebriya

الشيخ سيدي محمد الهبري العزاوي الدرقاوي الشاذلي (رحمه الله)


الشيخ سيدي محمد الهبري العزاوي الدرقاوي الشاذلي (رحمه الله)

بسم الله الرحمن الرحيم، رضي الله عنه وأرضاه، وجعله من أهل الجنة والفردوس الأعلى، وأسكنه الفسيح من جناته، وأنر قبره بنورٍ من نوره، وألحقنا به في مقامات الأولياء الصالحين. آمين.

الشيخ سيدي محمد الهبري، المعروف أيضًا بـالحاج محمد الهبري العزاوي، هو مؤسس الطريقة الهبرية الدرقاوية الشاذلية، وأحد أعظم أعلام التصوف في شمال أفريقيا في القرن العشرين. هو سيدٌ شريف إدريسي حسَنِي (ينتسب إلى آل البيت عبر الحسن بن علي رضي الله عنهما)، ويُلقب بـ"الفقيه الربّاني" و"منارة التصوف". نشأ في بيئة صوفية أصيلة، وكان رمزًا للزهد، الذكر، والإرشاد الروحي، وساهم في نشر الطريقة الشاذلية الدرقاوية في المغرب والجزائر، مع التركيز على الالتزام بالسنة النبوية والتربية الأخلاقية.

سيرته الذاتية المختصرة:

  • الاسم الكامل والنسب: سيدي محمد بن قدور الوكيلي الهبري العزاوي، نسبة إلى عبد الله بن عزّة من آل البيت الإدريسي (دفين قسم بني خالد بالمغرب). يعود نسبه إلى قبيلة بني زروال (قرب تلمسان والمغرب)، و"الهبري" إشارة إلى سلسلة الشيوخ الصوفيين في المنطقة.
  • الميلاد والنشأة: ولد في أوائل القرن العشرين (حوالي 1880-1890م تقريبًا، حسب المصادر التاريخية) في منطقة العزاوة قرب تلمسان (الجزائر)، لكنه ترعرع في بيئة مغربية-جزائرية متداخلة. تلقى تعليمًا شرعيًا مبكرًا في العلوم الإسلامية، ثم دخل طريق التصوف في شبابه.
  • التتلمذ والإجازة: أخذ "السرّ الصوفي" عن مولاي العربي الدرقاوي (شيخ زاوية كركر بالمغرب)، الذي أمره بإنشاء زاوية في بني يزناسن. كما تأثر بالسلسلة الشاذلية الدرقاوية، التي ترجع إلى الإمام أبي الحسن الشاذلي (ت. 656هـ) عبر الشيخ محمد العربي الدرقاوي (ت. 1239هـ/1823م)، ثم إلى أبي مدين الغوث والشيخ عبد السلام بن مشيش. حصل على الإجازة في الطريقة الشاذلية، مع التركيز على الأوراد الدرقاوية (مثل الذكر الجهري والخلوة).
  • التأسيس والدور: أسّس زاوية الضريوة (أو الزاوية الهبرية) في منطقة الدريوة قرب السعيدية (بني يزناسن، شمال شرق المغرب)، حوالي 1920-1930م. أصبحت الزاوية مركزًا للذكر الجماعي، التربية الروحية، والمقاومة الثقافية ضد الاستعمار الفرنسي. لعبت دورًا في الحفاظ على الهوية الإسلامية، خاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث رفض خلفاؤه التعاون مع الاستعمار. الطريقة الهبرية تركز على الزهد، الفقر الروحي، والمحبة للنبي ﷺ، وانتشرت في المغرب (بني يزناسن، بركان، مداغ) والجزائر (وهران، تلمسان).
  • الوفاة: توفي سنة 1358هـ/1939م (حسب معظم المصادر)، في المغرب، ودُفِن هناك في قسم بني خالد (إقليم وجدة-تازة، شرق المغرب)، قرب ضريح سيد عبد الله بن عزّة (جدّه في النسب). هذا المكان مقدس لمريدي الطريقة، ويُزار للتبرك والدعاء. بعض الروايات تشير إلى أنه دفن في زاوية الضريوة نفسها، لكن الإجماع على بني خالد كموقع الدفن النهائي.

خلفاؤه وإرثه:

خلفه بالتناوب أبناؤه وأقاربه:

  • سيدي محمد الهبري الصغير (نُفِيَ إلى أفلو بالجزائر أثناء الحرب العالمية الثانية بسبب رفضه التعاون مع الفرنسيين).
  • سيدي أحمد الهبري.
  • سيدي علي الهبري.
  • سيدي عمرو الهبري (ت. 2000م).
  • الشيخ الحالي (حتى 2025م): سيدي محمد بن سيدي الحاج عمرو الهبري، أستاذ سابق للترجمة في بركان، وهو يدير الزاوية من الضريوة، مع التركيز على الدروس السنوية والذكر.

الطريقة الهبرية اليوم نشطة في المغرب (مع فروع في مداغ، بركان، والسعيدية) والجزائر (فرع بلقايدي في وهران)، وتُعرف باعتدالها ودورها في مكافحة التطرف. من أبرز خلفائه الروحيين سيدي محمد بلقايد الهبري (1911-1998م) في الجزائر، الذي أسس الفرع البلقايدي المستقل.

أهمية الشيخ في التصوف:

كان الشيخ نموذجًا للولي الذي جمع بين العلم والكرامات، وفقًا لروايات المريدين. قال عنه أحد الرواة: "كان يُفتح له أبواب الأسرار في وجوه المريدين"، مشيرًا إلى تأثيره الروحي العميق. إرثه يتجلى في آلاف المريدين الذين يحافظون على سلسلته، وفي الكرامات المرتبطة بضريحه، الذي يُزار للشفاء والحاجات.

إذا كنت تريد تفاصيل إضافية عن سلسلة الإجازة، أو صور للضريح، أو كيفية الزيارة إلى بني خالد (إحداثيات تقريبية: 34.5° شمالًا، -2.0° غربًا)، فأخبرني. رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأدام بركته علينا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)