الجزائر - Jeunes

الشباب، الحاضر و المستقبل



الشباب، الحاضر و المستقبل

يعتبر دور الشّباب في صناعة الحاضر و المستقبل دورا فعّالا فارقا مفصليّا، فالشّباب هم عزّ وقوّة و عنفوان المجتمع و عموده الأساسيّ، الشّباب هم الذّين بإمكانهم القيام بشؤون الأمّة و حماية الحضارة من الضّعف و التّراجع والاندثار..

لذا فمن أجل ذلك كان لزاما علينا جميعا كمجتمع و كمؤسّسات و سلطات و مسؤولين و شركات و قادة و بالغين ناضجين أن نتحمّل مسؤوليتنا كاملة تجاه الشباب، علينا أن نرافقهم منذ طفولتهم، علينا أن ننشئهم تنشئة بدنية تربوية اجتماعية سليمة، علينا أن نحضُنهم و نحتويهم و نعتني بهم و نوفّر لهم كلّ ما يلزمهم و كلّ ما من شأنه أن يفتح أمامهم الطّريق ليتسلّقوا جبل الحياة و النّجاح بسهولة و سرعة فيصلوا للقمّة سالمين غانمين، علينا أن نغرس في نفوسهم الثقة و حب الحياة و الأمل و الطّموح والإصرار، علينا أن نكون نحن جيّدين ليحقّ لنا بعدها أن نطلب منهم أن يكونوا جيّدين بدورهم..

على الأولياء و البالغين أن يكونوا لهم قدوة و مثال حيّ، على المؤسّسات أن تكون بيئة خصبة حاضنة لهم، على القادة أن يكونوا أمامهم و يأخذوا بيدهم للأحسن و الأفضل، لا أن يكونوا خلفهم و يطلبوا منهم و يُملوا عليهم الأوامر و يضعوا في طريقهم المنغّصات و العوائق، على الشركات أن تراهم كبشر و ليس مجرّد أرقام و بيانات رِبحية..

علينا أن نساعدهم على بناء ثقتهم بنفسهم و نحثّهم على العمل و الإنتاج و بذل الأفضل و الأجمل دائما، فالثّقة بالنّفس هي أول و أفضل و أقوى سلاح يمكن أن نزوّدهم و ننفعهم به، علينا أن نفعل ذلك بكل الطّرق، علينا أن نفعل ذلك بحب و رضا، و نتجنّب تماما الوقوع في خطأ التّصارع معهم أو تحدّيهم أو تثبيط عزيمتهم، نعم من الخطأ و من الخطر و من المشين أن نقع في فخّ صراع الأجيال الّذي لن يفضي بنا جميعا إلا لخسائر على كل الأصعدة و المستويات، يجب أن نفكّر بعمق و نركّز على المدى البعيد و على المصلحة العامّة للمجتمع و الأمة..

يجب علينا كمجتمع و كنُخب و كمسؤولين و كأولياء أن نكون منطقيّين و صادقين و جادّين معهم فلا نستعمل لغة الخشب، علينا أن نتوقّف عن الاستخفاف بشبابنا و توجيه الاتّهامات لهم، قبل كل شيء يجب أن نقوم بدورنا على أكمل وجه، علينا أن نشيّد و نجهّز لهم المرافق و الجامعات المراكز ذات المقاييس و المعايير و الشروط المناسبة، و الّتي من خلالها نستطيع أن نهيّئهم و نبني عقولهم و فكرهم و نوجّههم بشكل سليم و صحيح لكلّ ما نريده و كلّ ما نتوقّعه منهم، ولكلّ ما يخدمنا كأفراد، و يخدم المجتمع و الأّمّة والحضارة، و إلّا فما فائدة المدارس و الجامعات و المرافق و المراكز، إذن لنوقف كلّ ذلك ولنوفّر على أنفسنا العناء و صرف الملايين، و لنطلب منهم أن يكونوا مباشرة و فجأة مثقّفين و واعين و جامعيّين و رياضيّين و فنّيين فقط بالفطرة، هل سينفع ذاك؟ لا طبعا، بل الأمر يحتاج لأن نكون واعين بالتّحدّيات و الرّهانات القادمة، فننشئ شبابا مثقّفين ثقافة متوازنة ، ثقافة بين الروح و الجسد، بين العلم الإيمان، بين الجديد و القديم، بين الأصالة و المعاصرة، بين الماضي و الحاضر و المستقبل، ثقافة تنبع من الدّين و المجتمع، من الهويّة الّتي تنبع من إرث الأجداد، ثقافة تربط الماضي بالحاضر لبناء مستقبل مستقرّ آمن، ثقافة داخل إطار الدّين و الهويّة و المجتمع و الحضارة..

لكن ذلك ليس باليسير، فالأمر يحتاج لبذل جهد و تخطيط و تحفيز و عمل و تدريس و مرافقة وتوجيه و تقييم و تقويم وصدق وحب و احتواء، نعم الحب و الاحتواء و الصّدق شرط أساسي، أمّا غير ذلك فسيكون كلّه كذب و إلهاء، سيكون كلّه كمثل زوبعة في فنجان، و سيؤدّي بنا في الأخير لا محالةَ للضّعف و التّقهقر و التّبعية ، سنندثر و ستندثر الهويّة و ستندثر الحضارة..






سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)