الجزائر - A la une

الشاشة في رمضان.. نجوم يغيبون ونجوم يولدون



الشاشة في رمضان.. نجوم يغيبون ونجوم يولدون
أوراق الدراما مبعثرة الآن، نحاول أن نجمعها من كل جانب لتكتمل الصورة في أذهاننا فنعرف ماذا نشاهد ولماذا ومتى؟ هناك ملامح تظهر مع إعلان القنوات خرائطها، لكن الإثارة تبقى في المضمون، وشوق المشاهد كبير كي يرى ما ينتجه أهل الفن وما يقدمه الإعلام في شهر رمضان هذا العام.من العناوين العريضة التي باتت معروفة، غياب كبار نجوم الدراما المصرية عن الشاشة، كأنهم أرادوا تسليم الراية للشباب وإفساح المجال لهم لتقديم أنفسهم بقوة، خصوصاً بعدما أثبت هؤلاء أنهم أهل لهذه المهمة خلال العامين الماضيين، حيث برزت مجموعة أسماء قادت أعمالاً وتفردت بأدوار البطولة ونالت ألقاب النجومية والشهرة بفضل كبر موهبتها وحسن اختياراتها والتجويد في الأداء.. نجوم يغيبون ونجوم يولدون.لا شك في أننا سنفتقد أولاً، «شيخ نجوم الدراما» إذا حق لنا تسميته، يحيى الفخراني الذي لا نمل ولا نشبع من مشاهدته كل عام، بل ننتظره بفارغ الصبر لأننا ندرك أنه ملك التجدد بالأداء، ولا ينافسه أحد في الأعمال الدرامية التي يبرع فيها في اللعب على حالتي الميلودراما والكوميديا.ونشتاق إلى النجم نور الشريف، وشوقنا فيه شيء من العاطفة المجبولة بحب الجمهور لهذا الفنان المبدع والخوف عليه وهو يمر بمحنة صحية. نور الذي قدم «الدالي» عام 2007 من نوعية مسلسلات التشويق المستندة إلى حبكة بوليسية وألغاز وجرائم ورجال أعمال وثأر وانتقام، كان سباقاً مع الكاتب وليد يوسف والمخرج يوسف شرف الدين إلى فتح هذا الباب في عالم الدراما التلفزيونية، فجاء هذا العام من يمشي في هذا الخط متكئاً على قصة الفيلم العالمي «العرّاب» للمؤلف الشهير ماريو بوزو، لنجد مسلسلين بنفس الاسم وينطلقان من نفس الرواية لتتفرع أحداث كل منهما باتجاه مختلف. الكاتب رافي وهبي والمخرج حاتم علي منحا مسلسلهما اسماً إضافياً للتمييز بينه وبين الآخر، فأصبح «العرّاب- نادي الشرق»، ويتم تصويره بين لبنان وأبوظبي. أما «العرّاب» الثاني فهو إخراج سوري أيضاً للمثنى صبح وكتبه درامياً حازم سليمان، ويجسد بطولته مجموعة من النجوم ومعهم المطرب عاصي الحلاني في أول تجاربه في عالم الدراما، مثله في ذلك مثل المطربة شيرين عبدالوهاب التي تغامر بتقديم نفسها بطلة لمسلسل «طريقي».وسط كوكبة الشباب، تراهن مجموعة «إم بي سي» على ال«أستاذ ورئيس قسم» عادل إمام، النجم الذي يراهن بدوره على موهبته وقدرته على الوقوف بثقة وسط الزحام الرمضاني ليخطف إعجاب وحب الجمهور. إمام الذي يحرص على تقديم مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب، يختار كل عام أن تكون رفيقته في المسلسل إحدى النجمات الكبيرات، خصوصاً الغائبات عن التلفزيون منذ مدة طويلة، مثل أنوشكا، ولبلبة، وهذا العام يعيد نجوى إبراهيم إلى التمثيل.كل دراما تحكي عن حالها وتحكي حال أهلها. الخليجية تستقي من الواقع بعض المشاهد، وتربطها أحياناً بالتراث بحكم الرباط الوثيق بين حاضر هذه الدول وماضيها، وتمسك أهلها بالعادات والتقاليد وحرصهم على تعريف الأجيال الجديدة بما صنعه الأجداد. المسلسل الإماراتي «القياضة» من هذه النوعية، وها هو يعود بجزئه الثاني على قناة «سما دبي»، عن قصة محمد سعيد الظنحاني وإخراج سلوم حداد، ومشاركة مجموعة من النجوم.كم مسلسلاً تم إنتاجه إماراتياً لهذا الموسم؟ لن نتوقف عند الكم لأن قليل من الأعمال المتقنة وذات الجودة العالية تغني عن مئات المسلسلات التي تزحم الشاشة بلا فائدة، لذا نقبل اليوم على الشاشة المحلية بلهفة لقاء نجوم الدراما والكوميديا، بمواضيع جديدة وإخراج متميز وقفزة نحو الأمام. ومن الأعمال التي نعوّل عليها وننتظرها، «عام الجمر» الذي ينتجه الفنان أحمد الجسمي من خلال شركة «جرناس للإنتاج الفني» ويعرضه تلفزيون «أبوظبي».ربما يكون هو عام الشباب في أكثر من بلد عربي ينتج الدراما، لكن الشاشة الخليجية مازالت ساحة «للكبار»، يشاركهم فيها كل الجيل الشاب، والأماكن محجوزة ومحفوظة لبعض الأسماء مثل: حياة الفهد، سعاد عبد الله، محمد المنصور، فاطمة الحوسني وغيرهم.وسمة «عام الشباب» لا تعني أن الأعمال ستكون فتية تنقصها الخبرة أو الحبكة القوية، بل على العكس، هناك دماء جديدة تسري في شرايين الدراما تنقل روح الحماس والإثارة والرغبة في الاختلاف عما سبق. فالمسلسل المصري «العهد» مثلاً، يعد بالكثير من التشويق ومواصلة خط الدراما البوليسية التي بدأها الكاتب محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي قبل عامين بمسلسلي «نيران صديقة» و«السبع وصايا»، وها هما يكملانها بمسلسل فيه الكثير من الغموض تتولى بطولته غادة عادل وكندة علوش وصبا مبارك وأروى جودة وهنا شيحة وآيتن عامر وشيرين رضا، وإلى جانبهن آسر ياسين وياسر المصري وصبري فواز..كثيرة أسماء النجمات اللواتي يتحملن مسؤولية أعمال جيدة وقوية، مثل نيللي كريم في «تحت السيطرة» تعرضه دبي الأولى و«سما دبي»، ومنة شلبي يرافقها إياد نصار في «حارة اليهود» المسلسل الذي أثار ضجة قبل أن يرى النور. ورانيا يوسف في «أرض النعام»، ومي عزالدين في «حالة عشق»، وحورية فرغلي في «حورية الجنوب» وغيرهن.ليست المسلسلات السورية هي الوحيدة التي تلامس الواقع بمرارته وتسلط الضوء على الأحداث في سوريا، وقد تجرأ البعض على التصوير في الداخل رغم المخاطر، فهناك الكثير من الأعمال التي تخترق أبواب السياسة وتحكي قصصاً شديدة الواقعية، منها مسلسل أحمد السقا «ذهاب وعودة»، وكريم عبدالعزيز في «وش تاني»، ومن الكويت «تورا بورا» الذي يذهب إلى قلب الخطر بكل جرأة، «وغداً نلتقي» للمخرج رامي حنا، سيناريو الكاتب إياد أبو الشامات، يتناول فيه قصة النازحين السوريين.. وهناك المزيد.حكايات موجعة، حكايات مفرحة، مرآة للواقع، بعضها يبكينا وبعضها الآخر يضحكنا.. هذه هي الشاشة في رمضان. كما هي الحياة تموج بنا، هكذا من المفروض أن تكون الشاشة في كل مواسمها، لا تسير على وتيرة واحدة ولا يستنسخ بعضها بعضاً، بل تحكي برقيّ وجمال ما يلمس الفكر والخيال والقلب.Share 0Tweet 0Share 0Share 0




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)