الجزائر - A la une

السيد غماري مصطفى أستاذ علم الاجتماع



السيد غماري مصطفى أستاذ علم الاجتماع
أكد السيد غماري مصطفى أستاذ في علم الاجتماع بجامعة وهران أن غياب الحوار داخل الأسرة وراء جنوح الأحداث الذين يجدون في الشارع ملاذا آمنا من ضغوطات الأبوين وبالتالي يصبحون فريسة سهلة للمجرمين لإدخالهم عالم الانحراف .- كيف يرى المختصون في علم الاجتماع ظاهرة جنوح الأحداث ؟ الحدث هو الشخص الذي يترواح عمره ما بين سن الطفولة إلى سن المراهقة وأما الجنوح فيعني الانحراف ويعني جنوح الأحداث هو انحراف هذه الفئة عن التنشئة الاجتماعية الصحيحة التي يأخذها في الأسرة .- في رأيكم هل جنوح الحدث هو ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري ؟ الحقيقة أن هذه الظاهرة طبيعية تمس كل المجتمعات وليست دخيلة على المجتمع الجزائري و أظن أن كلنا مسؤولون عن هذه الظاهرة فجميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية مسؤولة عن ذلك فالإعلام مثلا له جانب من المسؤولية من خلال المقالات والبرامج التربوية التي لابد أن يقدمها والتي لها تأثير مباشر على هؤلاء القصر .- لكن ألا تظن أن الأسرة هي المسؤولة الأولى عن هروب القصر ؟ نعم لكن هناك عوامل أخرى مؤثرة على هذا الحدث فما يجري الآن من عولمة و تكنولوجيا يؤثر على هؤلاء الأطفال والمراهقين فالإنترنيت مثلا استعماله في غير محله وراء هروب القصر من بيوتهم وهناك التأثير الخارجي وليس من الأسرة لدى واجب مراقبة أطفالنا لتجنيبهم النتائج الوخيمة والتي لا يحمد عقباها جراء الاستغلال غير السليم للفضاء الافتراضي . - وماذا عن الاختلال وعدم التوازن داخل الأسرة ؟ هناك الإفتكاك الجزئي للأسرة وراء هذه الظاهرة فغياب الأب أو الأم يؤثر بالسلب على التنشئة الاجتماعية يكون غالب الأحيان من الأسباب التي تدفع بالقاصر إلى مغادرة منزله العائلي ليستقر بالشارع الذي قد يجد فيه الأمان الذي فقده أو لم يجده في العائلة المفككة .- يقال أن أكثر القصر الذين يهربون من منازلهم هم متمدرسون لماذا؟ أكيد أن السبب هو الخوف من النتائج المتحصل عليها .- كيف ذلك؟ بطبيعة الحال يحاول الطفل المتمدرس تجنب التوبيخ والضرب والتعنيف الذي هدد به من قبل والديه بالخروج من المنزل العائلي دون رجعة وأظن أن التنشئة الاجتماعية في الدول العربية متأخرة ناهيك عن أنها ذكورية ترتكز على تفرقة بين الجنسين وإعطاء الأولوية للولد عن البنت وهذا يؤثر سلبا على شخصية الطفل . - ولماذا هي الفئة الأكثر عرضة لظاهرة الجنوح ؟ لأنها الفئة التي تحتك بما يحدث بالشارع هذه الأخير مؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية ويحتك المتمدرس بأطفال لهم سلوكيات جيدة أو سيئة تؤثر عليه نظرا للطفولة التي عائها والتي تكون قاسية غير اقرانهم الذين تعرف عليهم في الشارع - هذه القسوة وجدها في العائلة ؟ نعم وأتحدث عن العائلة أو الأسر المتركزة في الأحياء الهامشية والتي نعني بها مناطق التوسع العمراني الفوضوي التي تفتقر إلى أدنى شروط الحياة حيث المعاناة والمشاكل ضاربة بأطنابها .- لكن لماذا الهروب بسبب النتائج السلبية؟ التنشئة الاجتماعية بالجزائر على غرار الدول العربية هي تسلطية أفقية وليست عمودية سلطة الأب أو الأم هي السائدة تقمع الطفل من خلال التأنيب والتوبيخ والإذلال وحتى في الكثير من الأحيان الضرب هذه القسوة يعوضها الطفل المعنّف بالعدوانية هي يتغيّر سلوكه والهروب في غالب الأحيان هو السبيل الوحيد .- وأين يكمن الحل في نظركم ؟ أظن أن الحل هو أولا في الحوار الذي لابد أن يكون سائدا في العائلة وكفانا توبيخا وإذلالا وعنفا لأطفالنا هناك طرق أخرى لمعاقبتهم إلى جانب مراقبة هؤلاء القصر خلال استعمالهم للنت ناهيك عن تشارك مؤسسات التنشئة الاجتماعية من إعلام مدرسة وغيرها في توعية وتوجيه القاصر تفاديا لدخوله عالم الانحراف بعد جنوحهم .





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)