الجزائر - A la une


يعاني الجزائريون من أزمة سكن خانقة سدت في وجوههم كل الآفاق وحولت حياتهم إلى مأساة و معاناة يومية تزداد خطورتها في شتاء حيث أن السكنات الهشة و القصديرية و البنايات القديمة تهدد حياة ساكنيها بالسقوط ، وصيفا تعيش الأحياء الفوضوية والبنايات القصديرية حالة من التدهور في مجال النظافة و الجانب الصحي تهدد حياة المقيمين فيها ، و الجزائر في كل مدنها تمثل خطرا كبيرا فيما يتعلق بالسكنات الهشة القديمة التي لا تزال مأهولة بالسكان مع أنها آيلة إلى السقوط بل إن أجزاء كثيرة منها قد انهارت مخلفة في كثير من الأحيان قتلى وجرحى ، و مع ذلك لا تزال قائمة صامدة تتحدى الزمن و تودي بحياة السكان ، كما أن مدن الجزائر بسبب ظروف اجتماعية وسياسية لا تخلو من البناءات الفوضوية و الأحياء القصديرية التي انتشرت في كل مكان و غدت سمة مشتركة للمدن في جزائر القرن الواحد والعشرين و يكفي الواحد منا أن يلقي نظرة بسيطة ويقوم بزيارة سريعة و خاطفة لتلك التجمعات السكانية التي تنعدم فيها أبسط شروط الحياة الكريمة للبشر للتأكد من عمق هذه الأزمة و الحياة الصعبة للمواطن في –قيطوهات- الفقر والحاجة .هي ليست مبالغة و لا تهويل للظاهرة لكنه الانطباع الذي يحسه من يزور هذه المدن الصغيرة لأول مرة و يقارنها بمواقع سكانية أخرى تتوفر فيها كل شروط الحياة الكريمة والطبيعية للمواطن الذي تعب من كثرة الوعود و التأجيل المتكرر لمواعيد الترحيل إلى سكنات اجتماعية تحفظ الكرامة ، و من موعد إلى آخر و مع حلول ذكرى سنوية لعيد وطني أو مناسبة دينية يتجدد أمل السكان المحرمين في ترحيلهم ، لكن سرعان ما يخيب الأمل و تبقى دار لقمان على حالها تنتظر وعدا آخرا من المواعيد المؤجلة إلى إشعار آخر . لا يمكننا إنكار ما قامت به الدولة من جهود لإنجاز سكنات بمختلف الصيغ للقضاء نهائيا على أزمة السكن، لكن كل هذا المجهود ظل رهينة لعوامل كثيرة من بيروقراطية و تماطل و تأخر كبير في إنهاء و تسليم تلك المشاريع نتيجة لسنوات سوء التسيير المتعاقبة و غياب الرقابة و المتابعة و الشفافية في التوزيع حيث لم تخل أية عمليات توزيع للسكن و خاصة الاجتماعي منه من التجاوزات مما تسبب في احتجاجات كثيرة عبر الوطن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)