الجزائر - A la une

"الساحة الفنية في تونس لازالت تعيش إرهاصات ما بعد الثورة"



على الفنانين العرب إبراز قيمهم الفنية والدينية السمحةقال الفنان التونسي محمد فريح، إن واقع الفن في تونس لازال يعيش إرهاصات ومخاض ما بعد الثورة، واعتبر في حوار خص به "الخبر" أن التحولات الراديكالية ترافقها دائما محاولة كل تياّر تسجيل تواجده في الساحة بكل الطرق.بدأ عرضكم الموسوم ب”المالوفجية” متّسما بالانضباط والتنسيق الكبير بين أعضاء المجموعة الصوتية؟ طبيعي، فالفرقة التي أرأسها تأسست سنة 1983 بالمونستير، ونحن نشتغل مع بعض منذ أكثر من ثلاثين سنة، حاولنا خلالها الحفاظ وتطوير الموروث التونسي في موسيقى المالوف كتراث أبدع فيه فنانون تونسيون كبار أمثال خميس ترنان وخالد سديري. وخلال كل هذه المدة ونحن نحاول العمل في إطار النشريات التونسية المسجلة والتي تحصي ثلاثة عشر نوبة مدوّنة في طابع المالوف، وأعضاء الفرقة كلهم موسيقيين وأساتذة موسيقى، مما سهّل لنا مهمة الانسجام والتناغم في الأداء وكان أول أداء باسم المالوفجية سنة 2008.معنى هذا أنه ليس بمقدوركم الإبداع والتجديد والإضافة إلى خزانة التراث الموسيقي التونسي؟ المالوف كما أسلفت موسيقى لا يمكننا المساس بهيكلها وإدخال التجديد عليها، والإضافات تكون في طريقة العرض والتقديم للجمهور وحتى في الأداء. ورغم ذلك نحن نركز على العرض بالآلات الموسيقية التقليدية التي لها دلالات وحنين عند العازف والمتلقي على حدّ السواء.ومن يستهويكم كسماع تراثي راق في الجزائر ؟ طبعا الشيخ الطاهر الفرڤاني مدرسة في موسيقى المالوف في الجزائر والمنطقة ككل، ولكن الذي شدّ انتباهي هو العديد من الجمعيات والمدارس الشابة التي تعمل على تكوين جيل جديد من الموسيقيين الشباب الذين يهتمون بتراثهم وأصالتهم. وقد لاحظت ذلك في مدرسة الغرناطية بالقليعة، وهنا بتلمسان وهذ شيء يشجع باستمرارية الفن المتوارث عن الأجداد منذ قرون.وهل تجاوزتم في تونس مخاض ما بعد الثورة ؟ بصراحة واقع الفن في تونس لازال يعيش إرهاصات ومخاض ما بعد الثورة، وهو في تقديري أمر طبيعي بعد كل تحوّل يحاول فيه كل تياّر تسجيل تواجده في الساحة بكل الطرق كما تحاول بعض الطبوع الموسيقية الغريبة عن أصالتنا وتراثنا حجز مكان لها بالساحة الفنية، وكل هذا محمود، والبقاء للأصلح طبعا. ولكن رسالتي لكل فنان عربي هي الاعتزاز بتراثنا وعدم التفريط فيه. وحين نكون خارج الوطن العربي لابد أن نفخر بهويتنا وحضارتنا بداية بالهندام واللباس والأداء لنساهم في إبراز الوجه السمح لديننا الحنيف ونغلق الكثير من المساحات في وجه التيارات المتطرفة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)