السّاحة البحثية تفتقر إلى دراسات علمية جادّة

تناول مختصّون في علم الإجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة معسكر، موضوع العنف الرقمي والسلوك الإجرامي عبر الفضاء العمومي الافتراضي، كمحور لملتقى علمي بعنوان «التحولات الإجتماعية في البيئة الرقمية».أكّدت الباحثة دليلة جلول في مداخلتها حول موضوع الملتقى العلمي، أن النقلة التكنولوجية التي عرفها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، صاحبتها ممارسات وسلوكات عنيفة وخصائص إجرامية مخالفة للسلوكات التقليدية للمجتمع.
وقد اعتمدت الباحثة في دراستها على جرد وتحليل الدراسات النفسية والاجتماعية والقانونية في هذا الموضوع منذ سنة 2009، مشيرة إلى أن هناك شح في الدراسات التي تتناول السلوك الإجرامي في المجتمع من زاوية نفسية، والدراسات المتوفرة تعتمد على أساليب كلاسيكية في علم النفس مثل التقنين والتكييف، أو الدراسات الإرتباطية لظواهر نفسية وسلوكية تقليدية.
في نفس السياق، تناولت الباحثة في علوم الاجتماع من جامعة وهران، ساعد هواري خديجة، مسألة العنف اللفظي عبر الفضاءات العمومية الافتراضية في شكل التنمر الرقمي وخطاب الكراهية من خلال منصات التواصل الإجتماعي، التي تعرف انتشارا واسعا في المجتمع الجزائري.
وسلطت الباحثة ساعد هواري خديجة، الضوء في مداخلتها، على أهم الدوافع المحركة لهذا السلوك الذي يهدد الإستقرار والوحدة الإجتماعية، معتمدة على تحليل الظاهرة وفق أبرز النظريات النفسية والاجتماعية، داعية إلى تدارك الفراغ البحثي في مجال الدراسات الميدانية المعمقة للتغيرات الطارئة على المجتمع وسلوكات أفراده، من باب التشخيص والبحث عن حلول لمشاكل اجتماعية.