الجزائر - 01- Indépendance

الرمزية التاريخية لمرسى بن مهيدي....امنية بن مهيدي تحققت


الرمزية التاريخية لمرسى بن مهيدي....امنية بن مهيدي تحققت

الرمزية التاريخية لمرسى بن مهيدي .....امنية بن مهيدي تحققت

تشيرالمراجع تاريخية
إلى أن أول باخرة رست بالمكان المسمى حاليا مرسى بن مهيدي، الذي يقع بأقصى الشمال الغربي لولاية تلمسان على الحدود الجزائرية-المغربية، تعود إلى القائد العسكري الفرنسي لويس جون باتيست ساي، إذ قرر الأخير أن يجعل المكان إقامة مفضلة له سنة 1900، وشرع في إنجاز المرسى سنة 1904، بعد أن قام بمعاينة المنطقة سنة 1886، ولو أن فكرة إنجاز الميناء تعود إلى سنة 1874، لأن المستعمرين الفرنسيين كانوا يطمحون إلى إقامة خط بحري آنذاك، ينطلق من المرسى إلى جزر زافارين، بل وقد تطورت الفكرة التي أطلقت سنة 1845 التي مفادها تحويل جزء من وادي كيس الفاصل بين التراب الجزائري والمغربي إلى مكان مفضل لانطلاق قوات الماريشال بيجو، وأصبحت الفكرة خيارا إستراتجيا لدى بيجو للتصدي للقبائل المغربية من جهة والوقوف من جهة أخرى في وجه مقاومة الأمير عبد القادر.


ولكن لويس جون باتيست ساي شرع في بناء المرسى من غير أن يستشير أحد سنة 1904، واستنادا لمخطاطات لها صلة بوزارة البحرية الفرنسية، فإن اختيار ساي هذا المكان لبناء المرسى يعود بالدرجة الأولى إلى أن'' البواخر ذات الحمولة الصغيرة بإمكانها أن تأخذ من هذا المكان ملجأ لها ضد الرياح الشرقية والغربية الشرقية، لتوفر المكان على جبال وصخور''.


وسمي بـ''بور ساي'' نسبة إلى لويس جون باتيست ساي، وتحول المرفأ بعد وقت وجيز من إنجازه إلى قرية عالمية، يتقاطع فيها الإسلام مع ديانات أخرى، ويلتقي فيها العرب والأمازيغ والمعمرون الفرنسيون والعمال الإسبان والإيطاليون والألمان. والمخطاطات نفسها تشهد على أهمية بور ساي وتفوقه على منطقة السعايدية المغربية الواقعة قبالته، من جانب هوائه النقي المنبعث من الجبال والغابات، وصفاء مياه شواطئه، فضلا عن الهدوء والطمأنينة الذي توفره الطبيعة، حتى إن المكان كان وجهة مفضلة لنخبة مدن الغرب الجزائري كوهران وسيدي بلعباس ومستغانم، فضلا عن وجوه سياسية من البرلمان الفرنسي خلال الحقبة الاستعمارية، وعدد من الوجوه الصحفية العاملة بجريدة ''لوفيغارو'' و''لوموند ديبلوماتيك'' بالإضافة إلى كتاب آخرين.

أمنية الشهيد تحققت بعد الاستقلال
ولكن منطقة بورساي في المخيال الجماعي لعدد من الجزائريين ممن يعرفون تاريخ الثورة التحريرية، هو رمز للحرية والتحرر، فمن هناك مر عدد من أبطال الثورة مثل العربي بن مهيدي وبن بلة وبوالصوف وغيرهم، على اعتبار أنهم كانوا يستخدمون بورساي كمركز عبور للأسلحة التي يأتون بها من مصر على متن باخرة ''دينا'' لدعم الثوار، فهي الباخرة التي كانت ترسو بالميناء وتتمتع بخاصية تتمثل في توفرها على حوض يسمح بتخزين كميات أكبر من الأسلحة.



وتقول روايات إن البطل العربي بن مهيدي لم يخف حساسيته إبان الثورة من اسم بورساي، وقال لعدد من رفقائه في الكفاح إن المنطقة لن تبقى على اسم ساي، وكان للشهيد ما أراد، حيث سمي المكان سنة 1964 باسم مرسى بن مهيدي.

المصدر : الخبر



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)