الجزائر - A la une



تابع بحدقتيه ذلك الحد الفاصل بين الخير والشر الممتد على طول الطريق. كان خيطا رفيعا يفصل بين الأزرقين البحر والسماء، حيث كانت الحافلة تقله إلى حيث تبدأ كتابة أسطر جديدة على ما تبقى من صفحات كتاب حياته. وانتفضت ذاكرته تبحث فيما اختفى من مظاهر الربيع التي رسمت بفرشاة سيئة الخط على صفحات الجزء الأول من ذاك الكتاب. وهاله ما اكتشفه حيث أنه لم يكن ربيعا قط. لم يكن سوى فترة كمون. وأنها لم تولد بعد وأنها تولد اليوم. في هذه اللحظة بالذات، وعلى هذا المقعد الذي يحتضنه داخل الحافلة. وها هي تلك اليد الحانية تخرجه من رحم الكمون إلى فضاء ربيع جديد لم يعشه بعد. نظر في ذهول إلى هذه الجالسة ملاصقة له، صاحبة تلك اليد السحرية التي عزفت برقة لحن الطمأنينة على أنامله برفق. ثم غرق في رحابة بحيرات عينيها المستقرتين على غمامتين ناصعتين والتى عكستا نور ابتسامتها. وبهدوء ورشاقه تحركت شفاهها الواثقة وبصوت يحمل كل معاني الآمان والحب والحرية همست له: مليكى إن عرش قلبي في انتظار تشريفك بالجلوس عليه.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)