الجزائر - A la une

الذكاء العاطفي يمكّن الطفل من مواجهة الاحباطات



الذكاء العاطفي يمكّن الطفل من مواجهة الاحباطات
أكدت آسيا مهل أستاذة علم النفس ل"الحياة العربية" ان الذكاء العاطفي لم يعد موهبة يتم تنميتها وتطويرها للكبار فقط، لكنه بات أمرا يجب العمل على تطويره منذ الشهور الأولي لعمر الإنسان، أي وهو طفل رضيع وذلك ليتمكن من التعامل مع المتغيرات الاجتماعية والعالم من حوله، دون أن يصاب بإحباط التغيير أو التبديل وبحيث يمكنه التكيف مع كل الظروف فالطفل صاحب5 سنوات يدرك كيفية التخلّص من مشكلة كاد أن يقع فيها، فهو يغيّر حديثه بشكل سلس عندما يشعر بأن والدته بدأت تغضب منه لأنه كاد أن يتفوّه بكلمة غير لائقة، فغيّر في أحرفها وحافظ على وزنها===== لطيفة مروان =====أوضحت آسيا مهل أن الذكاء العاطفي يعد القدرة على التعرّف إلى شعورنا الشخصيّ وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقاتنا مع الآخرين. ويتحقق ذلك، بأن يكون الإنسان قادرًا على حثّ نفسه باستمرار على مواجهة الإحباطات والتحكّم في النزوات، وتأجيل إحساسه بإشباع هوى النفس وإرضائها، والقدرة على تنظيم حالته النفسية، ومنع الأسى أو الألم من شلّ قدرته على التفكير، وأن يكون قادرًا على التعاطف والشعور بالأمل.مؤكدة أن الإنسان يتمكن من خلاله إدراك عواطف الذات، والتعرّف إلى شعور ما وقت حدوثه، هما الأساس في الذكاء العاطفي، فعدم قدرة الإنسان على إدراك مشاعره الحقيقية والتحكّم فيها يجعله يتصرّف تحت وطأتها، مثلاً عندما يكون الشخص مستاء من فعل ما، ويصبّ جل غضبه على الأشخاص حوله رغم أنهم ليسوا سبب استيائه، أو إدارة العواطف وهي القدرة على تهدئة النفس، والتخلّص من القلق، وكبح التهجّم، وسرعة الاستثارة والفشل. إن من يفتقرون هذه المقدرة، يجدون أنفسهم في حالة عراك مستمرة مع الشعور بالكآبة.أما من يتمتعون بها فهم ينهضون من مطبّات الحياة وتقلباتها بسرعة أكبر.و أيضا تحفيز النفس أي توجيه العواطف الشخصية في خدمة هدف ما والتفوّق والإبداع أيضًا، لأن التحكّم في الانفعالات أساس مهم لكل إنجاز. مثلاً عندما ينجز الشخص عملاً ما عليه أن يمدح نفسه في عقله، مثلاً أن يقول لنفسه "برافو" لأنني أنجزت هذا الأمر.كما أن التعرّف إلى عواطف الآخرين أو التقمّص الوجداني، هو القدرة على مشاطرة الآخرين مشاعرهم وتفهّمها. وهو أيضًا القدرة على فهم الحالة الذهنية لشخص آخر وتفهّم مشاعره. فالأشخاص الذين يتمتعون بملكة التقمص الوجداني يكونون أكثر قدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية التي تدل على أن هناك من يحتاج إليهم.وأيضا توجيه العلاقات الإنسانية أي تطوير ملكة توجيه مشاعر الآخرين، مثلاً إذا كان الشخص الذي أمامي مزاجه سيئ جدًا، وفي الوقت نفسه أريد منه خدمة أحاول تغيير مزاجه وتوجيهه لينفذ طلبي بشكل سلس. أو مثلا إذا كان أحدهم حزينًا أبدي تعاطفًا معه بدل أن أتجاهل مشاعره وأعبّر عن فرحي وسعادتي في الوقت الذي يشعر هو بالحزن، بل عليّ أن أساعده في تغيير مزاجه ليتحسن. تعلّم هذه المهارات ممكن لأن دماغ الإنسان مرن بصورة ملحوظة، وهو دائم التعلّم. كما أن انخفاض القدرات العاطفيّة بصورة مؤقتة أمر ممكن علاجه، لأن هذا القدرات هي مجموعة من العادات والاستجابات.التكيّف مع الضغوط قد تعرّضه للمشاكل ،كما تضيف محدثتنا أن التطور في الذكاء العقلي يساهم في نجاح الإنسان.لذلك فالثقة بالنفس ومعرفة العواطف وتحديدها، وإدارتها من خلال السيطرة عليها والتحلّي بالمسؤولية، والإحساس الواعي، والتأقلم، والإنجاز، والطموح، والمبادرة يفيد كثيرا في التوجه نحو خدمة المجتمع




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)