الجزائر - Centres et études

الدينار الأندلسي الأول




الدينار الأندلسي الأول

تشهد أولى العملات التي صُكّت في الأندلس على مدى إدراك المسلمين لحساسية الوضع في الأندلس، وعلى سياسة التسامح والتعايش التي تم انتهاجها لضمان أن تتم عملية الإندماج المجتمعي بين الفاتحين الجُدد والسكان الأصليين بسلاسة ويُسر؛ ففي البداية تم الاستمرار بالتعامل بالعملة البيزنطية، ومع تثبيت أركان الدولة الإسلامية في الأندلس تم صك دينار جديد ليُشكل مرحلة إنتقالية في التعاملات المادية، فنجد أن الدينار الذي يرجع تاريخه لعام 716م / 98هـ - أي خلال السنوات الأولى بعد الفتح الإسلامي مباشرة - كان ثنائي اللغة فقد نُقش على أحد وجهيه بالعربية "بسم الله ضُرب هذا الدينار في الأندلس في السنة الثامنة والتسعين" على الهامش الخارجي، وفي المنتصف "محمد رسول الله" وبه يُستدل على أن استخدام مصطلح الأندلس كان منذ الفترة الأولى من الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية؛ بينما الوجه الآخر- ظهر العملة - نُقِش باللغة اللاتينية على هامش الدينار: "ضُرِبَ في إسبانيا" وفي المنتصف تأتي "نجمة ثمانية".

ومن الجدير بالذكر أن هذا الدينار الذهبي الأندلسي المزدوج اللغة "عربي،لاتيني" هو الوحيد من نوعه؛ ويُشير المؤرخون الغربيون أن المسلمين بهذا الفعل كانوا أكثر ذكاء عن غيرهم حيث أن آخر عملة تم صكها في إسبانيا والتي تعود لعام 713م كانت تحوي تلك النجمة؛ وقد سهّلت تلك العملية للمسلمين بسط نفوذهم على المناطق المحلية المأهولة بالنصارى وكانت بمثابة ضمان لإنصهارهم السريع في المجتمع، وفي غضون سنوات قليلة بعدما تمت عملية الإندماج المجتمعي واستتب الأمر تمامًا تم ضرب أول عُملة ذهبية إسلامية عربية خالصة، حيث لم يجد أهل البلاد حينها أي غضاضة أو صعوبة في استخدامها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)