الديمقراطية خيار وحل ونعمة

في تونس غبطة كبيرة للمواطنين، فلأول مرة في حياتهم صار بإمكانهم اختيار رئيس من بين عدة مترشحين، ولأول مرة في تونس لا احد يعرف من سيكون سيد قصر قرطاج بعد غدا… نحن نتحدث عن أجواء الحرية والديمقراطية التي تقوم على الشفافية وعدالة الصندوق، عدالة قاعدتها الإرادة الشعبية، وعمادها الديمقراطية، وسقفها مصلحة البلد.مترشحون يمثلون عمق الثورة ضد النظام البائد، وآخرون يمثلون النظام البائد، هم اليوم وجها لوجه في معركة سياسية حضارية، الحكم فيها هو الشعب التونسي وحده.. لا إقصاء، لا تمييز، لا تزوير، مناكفة سياسية مفتوحة على المواطنين، بدون تجريم، كل واحد يدافع عن خياراته، اليساري يرافع، والليبرالي يدافع، والوسطي يعد، والمحافظ يحفز، والإسلامي يراقب…كل بما لديه فارح، كل يعرض بضاعته في سوق سياسية يسودها النظام، والهدوء العاصف بالأفكار والمشاريع السياسية…بهذه الطريق تجاوز التونسيون محنة انهيار النظام السابق، وبها تجاوزوا تحديات الاستقطاب والصراع على الحكم، وبها بنوا مؤسسات مؤقتة أوصلتهم اليوم إلى مؤسسات دائمة… بالأفكار والحوار، بالتعايش وقبول الآخر والإيمان بالاختلاف… رسموا صورة جميلة عن اتساع الوطن للجميع حتى ولو ضاق… أنها نعمة الديمقراطية في ارقى تجلياته..فهنيئا للتوانسة على انجازاتهم.