الجزائر - A la une

الدكتورة لعريط تحاضر ب«الجاحظية»‏ الأدب النسائي بين الخصوصية والإبداع



ما يزال الأدب النسوي يشكل أرضية للاستصلاح الأدبي تبحث فيها الزراعات عن تهجين زهرة أدبية تحافظ على نضارتها وجمالياتها وسط أرض متنوعة الإنبات، فهل وجدت المرأة الأديبة مكانتها أم هي مجرد مساحة جنسية لا تتعدى خصوصياتها الأنثوية، هذا ما حاولت أن تقربه أول أمس الدكتورة مسعودة لعريط في محاضرة ألقتها في «الجاحظية» تحت عنوان «إشكالية المصطلح في الأدب النسائي» أمام عدد قليل من الحضور نظرا لموجة الحر التي عرفتها العاصمة هذه الأيام.
استعرضت المحاضرة مسعودة لعريط إشكالية المصطلح في الأدب النسائي والتعريفات التي حاولت أن تعطي صورة متميزة لأدب المرأة عن أدب الرجل، حيث أكدت أن المصطلح دار حوله الكثير من النقاش والجدل في أوساط النقاد، وكان بالنسبة للكاتبات موضوع توجس وشك.
واستعرضت المحاضرة آراء بعض النقاد حول المصطلح ومواقف الكاتبات من المصطلح والتصنيف الذي يضعهن فيه النقاد، ثم تناولت بالدراسة والتحليل والتدليل مكونات خطاب الأدب النسوي.
وافتتحت المحاضرة استعراضاتها لآراء النقاء برأي الدكتور حسام الخطيب حيث رأت أنه ينظر إلى تحديد المصطلح من خلال التصنيف الجنسي ولا يراه يخضع للكتابة في حد ذاتها، ولهذا في رأيه لا يكتسب النقد لأنه مصطلح غير مبني على موضوعية إلا إذا أريد به الكتابة التي تكتبها المرأة من أجل الدفاع عن المشاكل النسائية.
أما الناقد نزيه أبو نضال، فإنه يرى في هذا الأدب - تقول المحاضرة لعريط- أنه لا يكون نسائيا ولا ذكوريا، فالكتابة في نظره هي التي تستطيع تصوير أزقة المرأة الدالخية، أما الكتابات التي تكتبها المرأة فمعظم طروحاتها تدور حول الموضوع الجنسوي، فهناك كثير من الكتابات التي تكتبها المرأة ولا يمكن أن ندرجها في الأدب النسائي لأنها تخلو من الأشياء الخاصة بالمرأة.بينما ترى خالدة سعيد (زوجة أدونيس)، أن المصطلح تنقصه الدقة ويكتنفه الغموض رغم كثرة استعماله، نظرا - تضيف المحاضرة- لغياب الإنسان والثقافة وكذا الاختلاف الفيزيولوجي والتاريخي القائم بين الرجل والمرأة. ورأت المحاضرة أن الخصوصية لا تتعلق بالجانب البيولوجي، بل هي ثقافية بالدرجة الأولى تشتغل بأسلوب التخفي وراء غطاء اللغة المزاجية، سيما أن هذه الخصوصية ليست ثابتة في النص الذي تكتبه المرأة، وتعتقد أن هذه الخصوصية قد تزول إذا ما تغير الوضع الاجتماعي والثقافي للمرأة، فإن وضعية الكتابة بدورها تتغير.أما الأديبة يمنى العيد، فتركز على دور الواقع الاجتماعي في شكل أدب المرأة وتموقعها في المجتمع وفتح علاقة تفاعل معه وهو ما يجعل مساهمتها في عمل أدبي رفيع.وخلصت المحاضرة الى أن هذه التعريفات للأدب تدخل كلها في التصور الماركسي.
وترى المحاضرة أن زوال الخصوصية أمر غير كاف لرفض تسمية هذا النوع من الأدب، باعتبار أن الكتابة النسائية حقل أدبي جديد يتطلب الاستثمار فيه بالبحث والدراسة. وأكدت المحاضرة في الأخير أن هناك لبسا كبيرا عند العرب في تحديد الأدب النسائي والأدب الأنثوي، لأن المرأة العربية لم تمارس حدود المساواة بينها وبين الرجل، ولهذا ليس هناك تيار أدبي نسائي عربي مثلما هو حاصل عند الغرب، وأنه لا وجود لتيار أدبي أنثوي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)